المدينة المنورة: الموقع والمناخ والسكان

المدينة المنورة: الموقع والمناخ والسكان
( إبراهيم عثمان سعيد، الدور السعودي 2006م)
موقع المدينة المنورة:

تقع المدينة المنورة في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية، شرقي البحر الأحمر، ويبعد عنها مائتين وخمسين كيلو مترا، وهي محاطة بالجبال غربا ومن الشمال الغربي، ويحدها جبل ( الحجاج) وجبل ( العير ) من الجنوب، وجبل ( أحد ) من الشمال. وتقوم على هضبة جبلية مسطحة عند تقاطع ثلاثة أودية هي ( وادي العقل ) و ( وادي العقيق) و ( وادي الحمض )، وهذه الأودية أدت إلى وجود مساحات خضراء وسط منطقة جبلية جافة. 

وترتفع المدينة المنورة عن سطح البحر ( 620 مترا) ، وتتكون أجزاؤها الغربية والجنوبية الغربية من صخور بركانية. وتبلغ مساحتها خمسين كيلو مترا مربعا.

وأما بالنسبة لخطوط الطول والعرض، فتقع المدينة المنورة على خط طول ( 39 درجة)  و ( 36  دقيقة) و ( 1,61 ثانية  ) . وعلى خط عرض ( 24 درجة ) و ( 28  دقيقة) و ( 5,35 ثانية) .( وزارة الإعلام : هذه بلادنا، ص 101).

وهي مدينة حجازية تتباعد عن مراكز العمران بمسافات لها دلالاتها، ويعكس موقعها مجموعة من الخصائص المتصلة بالتباعد المدني في الحجاز وغيره من مناطق المملكة، فتبعد عن جدة، ( أهم موانئ المملكة) 450 كم، وعن مكة ( المدينة الدينية الأولى ) 497كم، وعن ميناء الوجة على البحر الأحمر 540كم، وعن حائل ( مدينة شمالية هامة) 450كم،  وعن بريدة ( عاصمة إمارة القصيم) 540كم،  وعن الطائف 530كم، وعن الرياض ( العاصمة ) عن طريق بريدة نحو 980كم، وعن طريق جدة 430كم. وتبعد عن ينبع أقرب موانئ البحر إليها 220كم. ( رجب: عمر الفاروق السيد، ص 24).

وأما المنطقة المحرمة من المدينة المنورة فتقع بين جبلي أحد وعير، وبين حرتي الوبرة وواقم، ومحاطة من أكثر جهاتها بالمزارع والنخيل، وهي تبعد بنحو ثلاثمائة ميل عن مكة المكرمة. ( حافظ: عبد السلام هاشم، ص 34). 

المناخ في المدينة المنورة:

ونتيجة لموقع المملكة العربية السعودية ومساحتها وتضاريسها، فالمناخ يختلف من منطقة لأخرى، ونظرا لوقوع المملكة في المنطقة المدارية فمتوسط درجة حرارتها ( 18درجة مئوية)، بينما نجدها في المدينة المنورة ( 27,9 درجة مئوية)؛ لوجود الهضاب والجبال الصخرية ( الحرات) ؛ ولبلوغ ارتفاع المدينة المنورة( 2800 قدم) عن سطح البحر، ورغم ذلك تعتبر المدينة المنورة أعلى مدن المملكة درجة حرارة، ؛ رغم تأثر المناخ السعودي بالتيارات الهوائية المدارية التي تسبب الرياح الموسمية؛ ولموقعها بين مناخين ماطرين في الجنوب حيث الإقليم الموسمي والشمال حيث الإقليم البحري؛ فإن ذلك يتسبب في سقوط الأمطار على مدار السنة في مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية.

وأما مناخ المدينة المنورة فإنه رطب بارد في الشتاء، حار جاف في الصيف، ولكنه بوجه عام لطيف هادئ جميل في معظم أوقات السنة. ومعتدل في الخريف والربيع. ( وزارة الإعلام: هذه بلادنا، ص 49).

السكان في المملكة العربية السعودية:

وأما عدد السكان في المملكة ، فيمثل أكبر ثقل سكاني بين دول مجلس التعاون الخليجي، ففي عام 1986م قدرت كثافة السكان في المملكة 5,4 أشخاص في الكيلو متر المربع. وبلغ عدد السكان في مدينة الرياض كما قدره و. بلغريف 7500 نسمة وبعد مائة عام كان عددهم 169000 نسمة. ( الفارسي: عبد السلام، عن :تخطيط مدينة الرياض، ص15).

وبحلول عام 1982م كان التقدير 1,5 مليون نسمة؛ دليلا على اضطراد زيادة السكان في المملكة.( الفارسي: نفس المصدر، ص 16).

وسكان المملكة العربية السعودية متجانسون ويشتركون في نفس التراث الحضاري والثقافي، ؛ ولهذا فإنهم لا يعانون من المشكلات التي تقترن أحيانا بالمجتمعات المتعددة الثقافات.( الفارسي: نفس المصدر،ص 285، عن: رالف بريبانتي). وهناك تقدير للسكان في عام 1952م بنحو 7 ملايين نسمة، وهو تقريبا نفس الرقم الذي أسفر عنه إحصاء عام 1974م( 7012642 مليون نسمه). ( رجب: نفس المصدر، ص 87).

وتمثل مناطق إقليم الحجاز ( مكة المكرمة، عسير، الباحة، جيزان، المدينة المنورة) مجتمعة الثقل السكاني الرئيسي في المملكة، إذ إنها تستوعب نسبة قدرها 52،62% من جملة سكان المملكة ( 1974م). وأما عدد سكان المملكة فيتجاوز اليوم 22,757,092 نسمه. ( رجب: نفس المصدر، ص 97).
و أورد موقع Arabia Weather.com ما يلي: تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر دول العالم زيادة للسكان، حيث ارتفع عدد السكان من 4 ملايين نسمة في العام 1960م إلى أكثر من 29 مليون نسمة في العام الحالي 2013م. 
و فيما يلي ترتيب مدن السعودية الحالي من ناحية عدد السكان: 
1 - الرياض: 5.328.000
2 - جدة: 3.456.000
3 - مكة المكرمة: 1.675.368
4 - المدينة المنورة: 1.180.770
5 - الاحساء: 1.063.112
6 - الطائف: 987.914
7 - الدمام: 903.597
8 - خميس مشيط: 630.000
9 - بريدة 614.093
10 - الخبر: 578.500
11 - تبوك : 569.797
12 - حائل: 412.758
13 - حفر الباطن: 389.993
14 - الجبيل: 378.949
15 - الخرج :376.325
16 - القطيف : 371.182
17 - أبها: 366.551
18 - نجران : 329.112
19 - ينبع: 298.675
20 - القنفذة : 272.424
و و فق آخر تقرير من مصلحة الاحصاءات العامة و المعلومات بالمملكة العربية السعودية أعلنت المصلحة أن عدد سكان السعودية السعوديين وصل نحو 20.3 مليون نسمة بنسبة  67.6 في المائة من إجمالي سكان المملكة ، و عدد السكان الأجانب في السعودية 9.7 مليون نسمة بنسبة 32.4 في المائة من إجمالي سكان المملكة، و ذلك بحسب بيانات مصلحة الإحصاءات و وزارة الاقتصاد و التخطيط بالمملكة العربية السعودية. 

و  أعلنت مصلحة الاحصاءات العامة و المعلومات بالمملكة العربية السعودية، أنه بذلك تكون الزيادة في عدد السكان عن العام الماضي بنسبة 2.15% و إجمالي عدد سكان المملكة العربية السعودية إلى الآن 2014م / 1435 هـ ووفق آخر إحصائية حوالي 29.994.272 نسمة. 
 وبالإضافة للثقل السكاني في المملكة فإن المنطقة الغربية من المملكة ( الحجاز) إلى جانب الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فإنه يكمن في جنباتها العديد من المواقع والأماكن التاريخية الهامة. ( مقدمة عن آثار المملكة العربية السعودية: ص 156).

السكان في المدينة المنورة:

وقد قدرت معدلات الزيادة السكانية في المدينة المنورة  بين عامي 1952م - 1962م بنحو 17 في الألف سنويا، وبين  الأعوام 1962م - 1972م بنحو 25% . وطرأت تغيرات في حجم السكان بالمدينة المنورة حيث كانت في بداية القرن العشرين بما لا يتجاوز 13 ألف نسمة، ثم قفز هذا الرقم إلى 80 ألف نسمة بعد إنشاء خط سكة حديد الحجاز عام 1909م، ودمر هذا الخط خلال الحرب العالمية الأولى عام 1915م، وفي عام 1950م وحسب تقديرات الأمم المتحدة بلغ عدد سكان المدينة المنورة 44 ألف نسمة، وتبعا لمسح سكاني أولي أجرى في المملكة عام 1962م قدر عدد سكانها بنحو 50 ألف نسمة، وأما عدد السكان في المدينة المنورة فبلغ 137 ألف نسمة حسب مسح عام 1971م، وفي إحصاء عام 1974م بلغ عدد سكان المدينة المنورة حوالي 198186 نسمة، وفي عام 1991م بلغ عدد السكان 450 ألف نسمة.
وتجدر الإشارة إلى اضطراد زيادة عدد السكان في المدينة المنورة ( أطلس المملكة العربية السعودية) ، فحسب أرقام 1971م فإن نسبة العناصر " السعودية" بالمدينة المنورة بلغت 68،24% من جملة سكانها( 137 ألف نسمة)، وهي بذلك تفوق " مكة المكرمة" في نسبة العناصر السعودية بين سكانها( نفس المصدر: أطلس المملكة العربية السعودية).

وتمثل المدينة المنورة المرتبة الخامسة بين مناطق المملكة من حيث الحجم السكاني، 7,41% من جملة السكان عام 1974م، ويتوزعون بمحاور المكان الطبيعية ، الساحل، السهل، الحافة، السلسلة، والهضبة. وتعد المدينة المنورة في المرتبة الخامسة بعدد 198186 نسمة، وبإستثناء مكة المكرمة فإن المدينة المنورة حسب إحصاء عام 1974م،  تعد ثانية مدن الحجاز بعد الطائف من حيث عدد السكان.
ووضع  موقع ArabiaWeather.com المدينة المنورة في المرتبة الرابعة من حيث عدد السكان في المملكة عام 2013م  (4-    المدينة المنورة : 1.180.770) كما ورد  أعلاه.  
بينما أورد منتدى التربية و التعليم بالمدينة المنورة أن سكان المدينة المنورة بلغ عام 1999م حوالي ( 856 ألف نسمة )، و في عام 2013/2014م بلغ إجمالي سكان المدينة المنورة حوالي (  1.300.000  نسمة) .

وأما الكثافة السكانية في المدينة المنورة فترتفع في مركز المدينة الذي يتمثل بنصف دائرة مركزها المسجد النبوي الشريف ونصف قطرها نحو ( 500 متر).وكنتيجة للتطورات العمرانية توزع السكان على أحياء المدينة وتغيرت الكثافة السكانية فيها، فتضاعف عددهم في الأحياء الداخلية حول المسجد النبوي بسبب إعادة عمران المنطقة، والتوجه نحو تأمين مناطـق سكنية وتجارية تخدم الزوار فيها، وازدادت في المناطق التالية: قربان، قباء، الحرة الشرقية، الحرة الغربية، وفي أطراف المدينة مثل أبيار علي، ومنطقة العاقول، ومنطقة سيد الشهداء( ينظر: منتدى التربية و التعليم المدينة المنورة). وقدرت الكثافة السكانية لمركز المدينة المنورة ما بين ( 400 - 500 شخص) في الهكتار الواحد، الأمر الذي يؤدى للإزدحام الشديد في هذه المنطقة مستقبلا. وقد ظهر أثر هذا الإزدحام الشديد في المنطقة عند توسعة الحرم النبوي الشريف، وتغير الشكل العمراني للمدينة المنورة، وزادت تكلفة حفظ الأماكن المقدسة والآثار الإسلامية في المدينة المنورة، خاصة وأن عدد الزائرين للمدينة المنورة في تزايد مستمر، حيث بلغ  عدد الحجاج والزائرين في حج عام 1426 هـ أكثر من مليونين ونصف المليون حاج، بينما تجاوز العدد الثلاثة ملايين حاج اعتبارا من عام 1430هـ .( مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام : وزارة المالية المملكة العربية السعودية).

ولا بد من الإشارة إلى أن عدد الحجاج والزائرين للمدينة المنورة في تزايد مستمر، و لا يزال، حيث بلغت أعدادهم نحو المليون في موسم حج 1393هـ ( 1973م) ، وتشير الدراسات والإحصاءات إلى أن القادمين للحج ( 99 % ) منهم قد قاموا بزيارة المدينة المنورة ، وقد زارها قبل الحج نحو ( 40 %) منهم، وقام بالزيارة بعده ( 48% منهم)، وأدت النسبة الباقية  ( 11%) منهم الزيارة قبل الحج وبعده أيضا. وأما بالنسبة للحجاج السعوديين والمقيمين بالمملكة من غير السعوديين، فإن زيارتهم للمدينة المنورة لا ترتبط بموسم الحج فقط، حيث يحضر معظمهم إليها أكثر من مرة من غير أوقات الحج.( Project of Haram Sharif: p.102,103). وقس على ذلك السنوات التالية لحج عام 1393هـ / 1993م وحتى اليوم، وما كان للمدينة المنورة أن تستوعب هذه الأعداد الكبيرة من الحجاج والزائرين، لولا التوسعات التي تمت في العهد السعودي للمسجد النبوي الشريف ؛ خدمة للإسلام والمسلمين( عبد الحليم، ابراهيم عثمان سعيد: الدور السعودي 2006م).

 وقد يسر الله لي أداء فريضة الحج في عام 1415هـ / 1995م، وزرت المدينة المنورة مرة أخرى بفضل الله وبحمده في حج عام 1426هـ / 2005م، وقد لاحظت أثر هذه التوسعات في تخفيف حدة الإزدحام وتنظيم حركة الحجاج والزائرين في المدينة المنورة، ولله الحمد والشكر." اللهم حبّب إلينا المدينة المنورة".

المراجع:

1- وزارة الإعلام، المملكة العربية السعودية: هذه بلادنا، المملكة العربية السعودية، وكالة دار الصحراء السعودية، 1420هـ / 1999م.

2- رجب، عمر الفاروق السيد: المدينة المنورة، دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة، جدة، الطبعة الأولى 1399هـ / 1979م.

3- الفارسي، ، فؤاد عبد السلام: الأصالة والمعاصرة، المعادلة السعودية، شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر، جدة، بدون تاريخ، تاريخ المقدمة، 1412هـ .

4- مقدمة عن آثار المملكة العربية السعودية،إدارة الآثار والمتاحف، وزارة المعارف، المملكة العربية السعودية 1395 هـ 1975م.

5- المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، المملكة العربية السعودية مائة عام في خدمة الإسلام والمسلمين، الطبعة الأولى، بيروت لبنان، المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، 1419هـ / 1999م.

6- أطلس المملكة العربية السعودية بمكتبة الحرم النبوي الشريف( أعداد الحجاج 1345هـ / 1397هـ ).

7-Ministry of Finance and National Economy: His Majesty King Abdul Aziz

Project of Haram Sharif

Kingdom of Saudi Arabia
Prepared by: Associated Consulting Engineers  ACE
Karachi, Pakistan
8- مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام، وزارة المالية  المملكة العربية السعودية.
9- عبد الحليم، إبراهيم عثمان سعيد: الدور السعودي في حفظ الأماكن المقدسة والآثار الإسلامية بالمدينة المنورة 1345/ 1415هـ - 1926 / 1995م ، رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي" غير منشورة"، كلية الدراسات العليا، جامعة أم درمان الإسلامية، أم درمان، السودان، سبتمبر 2006م.
10 - موقع إلكتروني ، شبكة الإنترنت : Arabia Weather.com
11- منتديات شبكة الإنترنت،  وزارة التربية و التعليم ، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية .