إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الصفحات

الاثنين، 23 مايو 2011

تطور وازدهار الحياة في المدينة المنورة

تطور وازدهار الحياة في المدينة المنورة
( إبراهيم، الدور السعودي، 2006م)
كانت المدينة المنورة عند بداية العهد السعودي مدينة صغيرة، وكان الأمن مهزوزا فيها؛ ولذلك وجدت الأسوار والأبواب حول المدينة المنورة، وكذلك الأسواق الصغيرة والأحوشة( وزارة الإعلام، هذه بلادنا: ص 79،80).
وكانت المدينة في واقعها لا تزيد عن كونها مدينة صغيرة تقدر مساحتها بتسعة كيلو مترات مربعة تقريبا، ومحاطة بسور، بدأ عمارته السلطان سليمان ابن السلطان سليم العثماني، وقد أزيل سور المدينة حديثا؛ لاستتباب الأمن في المملكة، ثم اتسعت المدينة قليلا، فتم بناء سور غرب المدينة، وزادت مساحة المدينة على خمسين كيلو مترا تقريبا، وكانت المدينة تشرب من العين الزرقاء التي سيرت من قباء، وكانت المدينة تضاء بالشمع والمسارج والفوانيس داخل البيوت( وزارة الإعلام، هذه بلادنا: ص 78،79).
ومن أهم الأسواق في المدينة، سوق بني قينقاع عند جسر وادي طمان لبيع الحلي، وسوق بزبالة من الناحية التي تدعى يثرب في الشمال الغربي من المدينة المنورة، وسوق بالنسيه وهو موضع في قباء، وسوق بمزاحم عند مساكن بني الحبلى عشيرة عبد الله بن أبي، وسوق قرب البقيع عرفت ببقيع الخيل، جلب إليه بنو سليم الخيل والإبل والغنم ( الشريف، أحمد إبراهيم: ص 365، 366).
والآن ( عام 1426هـ) شاهدت البدء في صياغة منطقة السوق القديم بعد التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي الشريف، واستحدثت مجمعات تجارية كبيرة، ومناطق أسواق جديدة، على رأسها أسواق الحرم في الناحية الشمالية الغربية من المسجد النبوي الشريف، وتطل هذه الأسواق على ساحات الحرم في نفس الإتجاه.
ومن أهم أنواع التمور في المدينة المنورة: العنبرة، العجوة، الشلبي، الصفاوي، الحلوة، البرني، البيض، الخشبي، الشقرة، روثانة المدينة، السويداء، السكرية، السبع، العنبر، الطبرجل، البرنجي، البطاية، روثانة الشرق، أم الخشب، لونة، رباعي.
وتجد اليوم الكثير من أنواع هذه التمور، معروضا في أسواق المدينة المنورة، وخاصة: الصفاوي، والمبروم، والخضري، والصقعي، والعنبرة، والعجوة، والصفري، وأقيم مصنع حديث للتمور بالمدينة المنورة، للعجوة وتعبئة التمور الأخرى. وقد لاحظت في تمور المدينة المنورة تميزها بصفاء اللون، وتباين الأحجام، وتعدد الأنواع ، وحلاوة المذاق والطعم، ولاحظت أيضا أرتفاع أسعارها، مقارنة بأنواع التمور المعروضة في بعض أسواق دول مجلس التعاون العربية وبعض الدول العربية الأخرى في نفس الموسم؛ ربما لجودة أنواع تمور المدينة المنورة لخصوبة أرضها ؛ ولموسم الحج( عبد الحليم، ابراهيم عثمان سعيد: الدور السعودي 2006م).
وأما المناطق الزراعية في المدينة المنورة، فتمتد إلى قباء وقربان، والعوالي والمطار والخليل والزبير والعيون والعنابس والحرة الشرقية وآبار علي وأبو بريقة وسلطانة والبركة وقريظة والمبعوث (وزارة الإعلام، هذه بلادنا: ص 110).
ومن أحياء المدينة المنورة: حي العوالي، حي باب الكومة، حي سلع، حي السيح، حي المغيسلة، حي الشهداء، حي المناخة، حي باب قباء، حي باب الشامي، حي باب المجيدي، حي السمحان، حي سيد الشهداء، حي الحرة الشرقية، حي أم هانئ، حي الجويريات، حي الاصيفرين، حي عروة، حي آبار علي ( ذي الحليفة)، نزلة الحبور العليا والسفلى، حي الداودية، حي قباء، حي أم عشر، حي قربان، حي العصبيبة، حي الزرب، حي الحرة الغربية، حي الهبوب، حي الخليل، حي القبلتين، حي سلطانة، حارة النصر، أم شجرة، العيون، حي أبو بريقة ( وزارة الإعلام، هذه بلادنا: ص 84،87). وغيرها الكثير من الأحياء الجديدة الناشئة بعد التوسعات السعودية للمسجد النبوي الشريف في العهد السعودي.
وتشير معظم الدراسات إلى أن النشاط التجاري الرئيسي في المدينة المنورة، هو ذلك الذي يرتبط بمواسم الزيارة إليها من خارجها( تقرير: روبرت ماثيو، جونسون ص 5،9).
ويفضل الزائرون أماكن معينة عن غيرها في المدينة المنورة، وخاصة المنطقة الوسطى من المدينة المنورة والتي تحيط بالحرم النبوي الشريف، ويتركز بها أكثر من 55% من جملة الزائرين، خاصة وهي المنطقة التي تضم الفنادق الرئيسية والمساكن التي يخصصها أصحابها لإقامة الزوار خلال موسم الزيارة؛ وذلك للأجواء الروحانية المحيطة بهذه المنطقة ، ويقل عدد الزوار تدريجيا في إتجاه هوامش المدينة( رجب، عمر الفاروق السيد: ص 212).
والمدينة المنورة عرفت عبر التاريخ بمعمارها الخاص المشبع بالروح الإسلامية، إلا أن هذا المعمار بدأ يختفي تدريجيا لظهور طراز معماري إسلامي  سعودي حديث.
وبجانب خطط  التطوير والصيانة والحفظ للمسجد النبوي الشريف، تستمر المشاريع للخطط المستقبلية وتطوير المنطقة المركزية للمدينة المنورة، وهذه المنشئات الضخمة والتوسعة الكبرى تحتاج إلى خطط مستقبلية موازية ، ولها القدرة على مواكبة تحديثها، وتطويرها مستقبلا، ومن هذه المشاريع الهامة، والتي تؤمن خطط الصيانة والحفظ لهذه الأماكن المقدسة والمنطقة المركزية بالمدينة المنورة  ما يلي: 
- استمرارية مشروع تشغيل وصيانة المسجد النبوي وملحقاته. وقد شاهدت في حج عام 1426 هـ مؤسسة "بن لادن" للصيانة والتشغيل وهي تزاول مهامها في منطقة السوق القديم ومساجد أبي بكر والغمامة ، وفي محيط اللوحة التذكارية لموجودات الحجرة النبوية الشريفة، في المنطقة الشمالية الغربية من المسجد النبوي الشريف.
- مشروع نظافة وخدمات المسجد النبوي الشريف وملحقاته، ويشاهد الزائرون والمصلون في المسجد النبوي الشريف، جهود الشركات الوطنية وهي تعمل في هذه المجالات بهمة ونشاط. 
- مشروع صيانة مواقف السيارات وملحقاته من دورات المياه.
وكذلك تستوجب الخطط المستقبلية والناتجة عن خطط الصيانة والحفظ للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، الاهتمام بتخطيط المنطقة المركزية للمدينة المنورة( المركز الديني الرئيسي للمقيمين والزائرين والمركز السكني والتجاري لمعظم الزائرين من الحجاج والمعتمرين) ؛ حتى يتم استيعاب الزيادة المستمرة في عدد الزائرين للمدينة المنورة مستقبلا؛ وتفادي تدني مستوى المباني والخدمات في هذه المنطقة الحيوية الهامة من المدينة المنورة.
وقد ترتب على خطط الصيانة والحفظ والخطط المستقبلية التي ترتبت على التوسعة الثانية للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، أن بلغت المساحة التي تم تطويرها بموجب المخطط التطويري للمنطقة المركزية بالمدينة المنورة ( 2460000 مترا مربعا) (الحصين، عبد العزيز بن عبد الرحمن: ندوة العناية بالمسجد النبوي الشريف، ص 45، وإحصاءات التطوير ص 16، 47، 48، 49).
وبإزالة سور المدينة والخندق في العهد السعودي، تكون قد زالت عوائق تمدد السكن والسكان ، وبحفظ المدينة النبوية بالكامل داخل التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي الشريف، تمددت المدينة المنورة في كل الإتجاهات، وباكتمال الطريق الدائري الثالث حديثا، تكون قد اكتملت شبكة طرق النقل الحديثة، إضافة إلى قيام مناطق عمرانية جديدة حول الحرم المدني، وصيانة وتحديث بعض المساجد التاريخية كقباء والقبلتين ،وتنظيم وتخطيط منطقة البقيع ومنطقة سيد الشهداء وغيرها، كل هذه المتغيرات ، إضافة إلى خطط  الحفظ والصيانة والتطوير المستقبلية، أدت إلى نقل المدينة المنورة إلى مصاف المدن الحديثة في العالم( خوجلي،  مصطفى محمد: ص 189)
المراجع:
1- وزارة الإعلام، هذه بلادنا: المملكة العربية السعودية، وكالة دار الصحراء السعودية،1420هـ / 1999م.
2- الشريف، أحمد إبراهيم: مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول، الطبعة الثانية، القاهرة، دار الفكر العربي، دار وهدان للطباعة والنشر، 1965م.
3- رجب، عمر الفاروق السيد: مصدر سابق ص 195عن: وزارة الداخلية، وكالة شئون البلديات، إدارة تخطيط الأقاليم والمدن... مسح حركة الحج في المدينة المنورة، تقرير مقدم من روبرت ماثيو، جونسون مارشال وشركاهم، استشاريون 1974م.
4- خوجلي، مصطفى محمد: " بحث"، "مع الدكتور الرويثي في كتابه جوانب من الشخصية الجغرافية للمدينة المنورة"، مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، العدد الأول، صفر - ربيع الثاني 1423هـ / أبريل - يونيو 2002م.
5- الحصين، عبد العزيز بن عبد الرحمن: ندوة العناية بالمسجد النبوي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، المدينة المنورة ، في 1/3/ 1423هـ ، الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، المملكة العربية السعودية.
6- عبد الحليم، إبراهيم عثمان سعيد: الدور السعودي في حفظ الأماكن المقدسة والآثار الإسلامية بالمدينة المنورة، رسالة ماجستير  في التاريخ الإسلامي " غير منشورة"، كلية الدراسات العليا، جامعة أم درمان الإسلامية، أم درمان، السودان، 2006م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق