بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية الرمزية التاريخية للسياحة في مدينة بورتسودان
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
بحكم إنتمائي لمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين دفعة يونيو 1974م -حالياً تشغل مبانيها جامعة البحر الأحمر و حولت باسمها القديم لموقع آخر بالمدينة - ؛ و لأن بورتسودان مدينتي على طريقة أهل بورتسودان.
أرى أن يؤخذ في الاعتبار أهمية رمزية الأماكن التاريخية و الحضارية عند التخطيط الحضري للمدن، وخاصة المدن السياحية، وفي مقدمتها مدينة بورتسودان؛ فولاية البحر الأحمر موعودة بنهضة تنموية سياحية غير مسبوقة ، مقارنة بماضيها البعيد و حاضرها القريب، وقد لاحت بشائر هذه النهضة حديثا و بانت معالمها في المدينة، و قد خطت مدينة بورتسودان خطوات واثقة و متقدمة في مجال السياحة و إحياء التراث الثقافي و الحضاري للمنطقة من خلال تنظيم مهرجان يقام سنويا في المدينة، شأنها في ذلك شأن الكثير من الدول العربية التي درجت على إقامة مثل هذه المهرجانات و الفعاليات الثقافية الموسمية و منها على سبيل المثال: مهرجان دبي، مهرجان الخريف في صلالة، جدة غير، مهرجان أصيلة في المغرب، و مهرجان الجنادرية في الرياض و غيرها.
هذا و قد خطت مدينة بورتسودان خطوات واثقة نحو السياحة العالمية ، فهي تنافس عدد من المدن العربية العريقة و الرائدة في مجال السياحة على جوائز وجهة السياحة العربية كما ورد في نشرات الإعلام السياحي العربي"تتنافس مدينة الغردقة المصرية وفاس المغربية والمنامة البحرينية والحمامات التونسية و بورتسودان في السودان ضمن القائمة النهائية على لقب الوجهة العربية الأفضل و كان ذلك في عام 2015 م".
( ينظر : الموقع الإلكتروني العربي للإعلام السياحي، و منتديات شبكة الإنترنت)
و هذه النهضة التنموية و السياحية الكبرى في مدينة بورتسودان ، تتطلب حملة إعلامية و إعلانية و دعائية كبرى موازية لها داخل و خارج السودان على أن تتكامل فيها الجهود الرسمية و الشعبية، و تتطلب إعادة تخطيط مدينة بورتسودان على أسلوب و نمط عصري حديث، و من أهم عوامل الجذب السياحي تحديث مطار بورتسودان ليكون مطاراً دوليا، و استحداث شبكة طرق جديدة داخل و خارج المدينة، و تهيئة فنادق و استراحات لاستقبال السياح مع توفير أسطول نقل سياحي حديث من و إلى الأماكن السياحية و التاريخية في المدينة، و توفير وسائط اتصال حديثة و خدمة انترنت؛ خدمة للإعلام المصاحب للفعاليات السياحية من مهرجانات و غيرها ، و استخدام أساليب التقنيات الحديثة و التكنلوجيا في كل متطلبات العمل السياحي، مع توفير الأمن و السلامة للسيا ح و الزائرين لمدينة بورتسودان على مدار العام ، و تتطلب هذه النهضة السياحية في مدينة بورتسودان إعادة بعث معالمها و أماكنها التاريخية من جديد، وتتطلب التعريف برموزها التاريخية والوطنية في مجالات السياسة والرأسمالية الوطنية و التعليم و الصحة و الصحافة و التراث و الثقافة و الرياضة و الآداب و الفنون، كما تتطلب أيضا التعريف بمواقعها و أماكنها التاريخية و السياحية؛ و ذلك بوضع علامات و لوحات إرشادية باللغتين العربية و الإنجليزية على شوارع مدينة بورتسودان الرئيسية، و كذلك لا بد من ترقيم و ترميز الشوارع الرئيسية و البنايات الجديدة في مركز المدينة.
و كما هو معلوم فمهم جدا في الإرشاد السياحي الإشارة للمواقع التاريخية معلومة المكان بوضع اسمها القديم ( سابقا ) بجانب الاسم الحديث البديل، و كمثال لذلك:
توضع لوحة باسم مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين سابقا تحت اسم لوحة جامعة البحر الأحمر ( اسم حديث بديل )، أو توضع هذه اللوحة في أي موضع مناسب من مبنى الجامعة؛ خاصة و أن هذا المكان و الموقع معروف و مرتبط تاريخيا بمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين، و مرتبط في الأذهان تاريخيا أن سجن بورتسودان العمومي يفصله شارع عن مسرح هذه المدرسة، و أن جنة الشاطئ قريبة جدا من سور المدرسة و يفصلها شارع أيضا، و أن جنة الشاطئ تقع في مقابلة صومعة غلال بورتسودان بميناء بورتسودان؛ و أن القنصلية المصرية تقع على مقربة من مبنى المدرسة أيضا.
و قد شاهدت هذا التقليد - وضع الاسم القديم مقروناً بكلمة سابقاً تحت الاسم الحديث البديل - عند تغيير مسميات المواقع التاريخية و الأثرية و استبدالها بأسماء جديدة بديلة في بلدان كثيرة و منها على سبيل المثال:
موقع المجلس التشريعي لولاية الخرطوم بالسودان ( البرلمان سابقا) .
دار الحزب الإتحادي الديمقراطي بأم درمان بالسودان ( نادي الخريجين سابقا ).
و كنت قد شاهدت أيضا في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية:
محطة السكة الحديد بالعنبرية بالمدينة المنورة ( محطة سكة حديد الحجاز سابقا ).
و كذلك شاهدت هذا التقليد التاريخي الهام متبعا و معمولاً به عند زياراتي المتعددة لمواقع الآثار و الأماكن التاريخية بمصر و سوريا.
و هناك معالم و مواقع و أماكن تاريخية و أثرية و سياحية أخرى في مدينة بورتسودان يجب المحافظة عليها، و التعريف بها، و الإشارة إلى مواقعها و أماكن وجودها في شوارع المدينة الرئيسية، و منها على سبيل المثال:
أماكن وجود الشعب المرجانية القريبة من مركز المدينة ( إشارات ضوئية)، صومعة الغلال، حديقة البلدية، مقهى جروبي، Costi house ، Delah house، فندق البحر الأحمر، دار الرياضة، الساحة الشعبية، مواقع الأندية الرياضية، الفنار ، سينما الخواجة، سينما الشعب ، نادي الجالية الهندية،نادي بورتسودان العالمي تأسس عام 1955م، المدرسة الهندية ، مدرسة الكمبوني، مدرسة البحر الأحمر، مدرسة العشي، مدرسة باوارث، المدرسة الأهلية،مسرح الثغر، وغيرها الكثير من المعالم و الأماكن التاريخية و المواقع السياحية و مواقع الآثار بمدينة بورتسودان.
وتعتبر مدينة بورتسودان من المدن المهتمة في السودان بإحياء التراث و الثقافة و الآداب و الفنون، و كان من أشهر الفنانين في المدينة أنذاك، فاروق، و مصطفى سيد أحمد ( عاصرناه في المدرسة فهو من خريجي دفعة يونيو 1973م بمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين)، و من أشهر الفنانين التشكيليين الفنان أبو الحسن مدني و كان من أشهر المراسلين الصحفيين في مدينة بورتسودان مطلع السبعينيات المراسل الصحفي صالح حجير، و كان مراسلاً لمجلة الإذاعة و التليفزيون من مدينة بورتسودان، و قد ورد ذكره في قصيدة أب حشيش لشاعر الرباطاب مصطفى الحاج موسى ومنها:( إبراهيم عثمان، من الأدب الشعبي دراسة تحليلية، فبرائر 1989م):
في أب حشيش ضربت صفافير
قالوا كبسه الموقف خطير
العساكر و الطراطير. و الملازمين و الدبابير
في الصحف بالخط الكبير و المراسل صالح حجير
اقروا هذا الخبر المثير فيهو حكمه و فيهو تفكير
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
مدونة عتمور الإلكترونية السودانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق