Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الصفحات

الجمعة، 18 يوليو 2025

أهمية الرمزية التاريخية للسياحة في مدينة بورتسودان - د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم

 بسم الله الرحمن الرحيم 

أهمية الرمزية التاريخية للسياحة في مدينة بورتسودان

ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم 

 بحكم إنتمائي لمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين دفعة يونيو 1974م  -حالياً تشغل مبانيها جامعة البحر الأحمر و حولت باسمها القديم لموقع آخر بالمدينة -  ؛ و لأن بورتسودان مدينتي على طريقة أهل بورتسودان.

 أرى أن يؤخذ في الاعتبار  أهمية رمزية الأماكن التاريخية و الحضارية عند التخطيط الحضري للمدن، وخاصة المدن السياحية، وفي مقدمتها مدينة بورتسودان؛ فولاية البحر الأحمر موعودة بنهضة تنموية سياحية غير مسبوقة ، مقارنة بماضيها البعيد و حاضرها القريب، وقد لاحت بشائر هذه النهضة حديثا و بانت معالمها في المدينة، و قد خطت مدينة بورتسودان خطوات واثقة و متقدمة في مجال السياحة و إحياء التراث الثقافي و الحضاري للمنطقة من خلال تنظيم مهرجان يقام سنويا في المدينة، شأنها في ذلك شأن الكثير من الدول العربية التي درجت على إقامة مثل هذه المهرجانات و الفعاليات الثقافية الموسمية و منها على سبيل المثال: مهرجان دبي، مهرجان الخريف في صلالة، جدة غير، مهرجان أصيلة في المغرب، و مهرجان الجنادرية في الرياض و غيرها.

هذا و قد خطت مدينة بورتسودان خطوات واثقة نحو السياحة العالمية ، فهي تنافس عدد من المدن العربية العريقة و الرائدة في مجال السياحة على جوائز وجهة السياحة العربية كما ورد في نشرات الإعلام السياحي العربي"تتنافس مدينة الغردقة المصرية وفاس المغربية والمنامة البحرينية والحمامات التونسية و بورتسودان في السودان ضمن القائمة النهائية على لقب الوجهة العربية الأفضل و كان ذلك في عام 2015 م". 

( ينظر : الموقع الإلكتروني العربي للإعلام السياحي، و منتديات شبكة الإنترنت) 

و هذه النهضة التنموية و السياحية الكبرى في مدينة بورتسودان ، تتطلب حملة إعلامية و إعلانية و دعائية كبرى موازية لها داخل و خارج السودان على أن تتكامل فيها الجهود الرسمية و الشعبية، و تتطلب إعادة تخطيط مدينة بورتسودان على أسلوب و نمط عصري حديث، و من أهم عوامل الجذب السياحي تحديث مطار بورتسودان ليكون مطاراً دوليا، و استحداث شبكة طرق جديدة داخل و خارج المدينة، و تهيئة فنادق و استراحات لاستقبال السياح مع توفير  أسطول نقل سياحي حديث من و إلى الأماكن السياحية و التاريخية في المدينة، و توفير وسائط اتصال حديثة و خدمة انترنت؛ خدمة للإعلام المصاحب للفعاليات السياحية من مهرجانات و غيرها ، و استخدام أساليب التقنيات الحديثة و التكنلوجيا في كل متطلبات العمل السياحي، مع  توفير الأمن و السلامة  للسيا ح و الزائرين لمدينة بورتسودان على مدار العام    ، و تتطلب هذه النهضة السياحية في مدينة بورتسودان إعادة بعث معالمها و أماكنها التاريخية من جديد، وتتطلب التعريف برموزها التاريخية والوطنية في مجالات السياسة والرأسمالية الوطنية و التعليم و الصحة و الصحافة و التراث و الثقافة و الرياضة و الآداب و الفنون، كما تتطلب أيضا التعريف بمواقعها و أماكنها التاريخية و السياحية؛ و ذلك بوضع علامات و لوحات إرشادية باللغتين العربية و الإنجليزية على شوارع مدينة بورتسودان الرئيسية، و كذلك لا بد من ترقيم و ترميز الشوارع الرئيسية و البنايات الجديدة في مركز المدينة.

و كما هو معلوم فمهم جدا في الإرشاد السياحي الإشارة للمواقع التاريخية معلومة المكان بوضع اسمها القديم ( سابقا ) بجانب الاسم الحديث البديل، و كمثال لذلك:

توضع لوحة باسم مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين سابقا تحت اسم لوحة جامعة البحر الأحمر ( اسم حديث بديل )، أو توضع هذه اللوحة في أي موضع مناسب من مبنى الجامعة؛ خاصة و أن هذا المكان و الموقع معروف و مرتبط تاريخيا بمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين، و مرتبط في الأذهان  تاريخيا أن سجن بورتسودان العمومي يفصله شارع عن مسرح هذه المدرسة، و أن جنة الشاطئ قريبة جدا من سور المدرسة و يفصلها شارع أيضا، و أن جنة الشاطئ تقع في مقابلة صومعة غلال بورتسودان بميناء بورتسودان؛ و أن القنصلية المصرية تقع على مقربة من مبنى المدرسة أيضا.

و قد شاهدت هذا التقليد - وضع الاسم القديم مقروناً بكلمة سابقاً تحت الاسم الحديث البديل - عند تغيير مسميات المواقع التاريخية و الأثرية و استبدالها بأسماء جديدة بديلة في بلدان كثيرة و منها على سبيل المثال:

موقع المجلس التشريعي لولاية الخرطوم بالسودان ( البرلمان سابقا) .

دار الحزب الإتحادي الديمقراطي بأم درمان بالسودان ( نادي الخريجين سابقا ).

و كنت قد شاهدت أيضا في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية:

محطة السكة الحديد بالعنبرية بالمدينة المنورة ( محطة سكة حديد الحجاز سابقا ).

و كذلك  شاهدت هذا التقليد التاريخي الهام متبعا و معمولاً به عند زياراتي المتعددة لمواقع الآثار و الأماكن التاريخية بمصر و سوريا.  

و هناك معالم و مواقع و أماكن تاريخية و أثرية و سياحية أخرى في مدينة بورتسودان يجب المحافظة عليها، و التعريف بها، و الإشارة إلى مواقعها و أماكن وجودها في شوارع المدينة الرئيسية، و منها على سبيل المثال:

أماكن وجود الشعب المرجانية القريبة من مركز المدينة ( إشارات ضوئية)، صومعة الغلال، حديقة البلدية، مقهى جروبي، Costi house ، Delah house، فندق البحر الأحمر، دار الرياضة، الساحة الشعبية، مواقع الأندية الرياضية، الفنار ، سينما الخواجة، سينما الشعب ، نادي الجالية الهندية،نادي بورتسودان العالمي تأسس عام 1955م، المدرسة الهندية ، مدرسة الكمبوني، مدرسة البحر الأحمر، مدرسة العشي، مدرسة باوارث، المدرسة الأهلية،مسرح الثغر، وغيرها الكثير من المعالم و الأماكن التاريخية و المواقع السياحية و مواقع الآثار بمدينة بورتسودان. 

وتعتبر مدينة بورتسودان من المدن المهتمة في السودان بإحياء التراث و الثقافة و الآداب و الفنون، و كان من أشهر الفنانين في المدينة أنذاك، فاروق، و مصطفى سيد أحمد ( عاصرناه في المدرسة فهو من خريجي دفعة يونيو 1973م بمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين)، و من أشهر الفنانين التشكيليين الفنان أبو الحسن مدني و كان من أشهر المراسلين الصحفيين في مدينة بورتسودان مطلع السبعينيات المراسل الصحفي صالح حجير، و كان مراسلاً لمجلة الإذاعة و التليفزيون من مدينة بورتسودان، و قد ورد  ذكره في قصيدة أب حشيش لشاعر الرباطاب مصطفى الحاج موسى ومنها:( إبراهيم عثمان، من الأدب الشعبي دراسة تحليلية، فبرائر 1989م):

في  أب حشيش   ضربت   صفافير

قالوا    كبسه    الموقف       خطير

العساكر  و  الطراطير.  و   الملازمين   و   الدبابير

في الصحف بالخط الكبير و المراسل صالح حجير

اقروا هذا الخبر المثير  فيهو حكمه و فيهو  تفكير

ابراهيم عثمان سعيد عبد   الحليم 

مدونة عتمور الإلكترونية السودانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق