إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الصفحات

الثلاثاء، 16 أبريل 2024

مدينة بورتسودان و مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم من خريجي المدرسة دفعة يونيو 1971م

 بسم الله الرحمن الرحيم 

السلسلة التوثيقية: مدينة بورتسودان  و مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين.1971-1974م

د.ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم 

تاريخ النشر عام 2014م مقتبس - اعادة نشر 15/4/2024م

atmoorsudan.blogspot.com 

اولا: من واجبنا أن ندون لمدينة بورتسودان و لمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين.

وأما علاقتي مع مدينة بورتسودان فمرتبطة بدراستي للمرحلة الثانوية في مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين منذ مطلع السبعينيات تاريخ دخولنا لهذه المدرسة العريقة ، والتي تأسست عام 1957م. وسأقتصر التدوين عن هذه المدرسة  العريقة في الفترة  1971/1974م؛ لتخرجنا منها في يونيو 1974م. 

و زرت مدينة بورتسودان بعد تخرجنا من مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين مرة واحدة في عام 1978م قادما من مدينة عطبرة حيث كنت اعمل معلما وقتذاك بمدرسة حي السوق النموذجية بعطبرة  بوزارة التربية و التعليم بولاية نهر النيل بالسودان.

و تتكون مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين هذه المدرسة الرائدة من عدد ( 5 ) أنهر، خمسة فصول أولى، وخمسة فصول ثانية، وخمسة فصول ثالثة، وتنقسم فصول السنة الثالثة " طلاب الشهادة السودانية الثانوية العليا"  إلى ثلاثة فصول أدبي وفصلين علمي، ثم أضيف في العامين 1973/ 1974م فصل أو فصلين علمي  " تخصص رياضيات إضافية".

وبلغ عدد داخليات المدرسة ( 8 ) داخليات وهي: منار، القاش، أركويت، سواكن، سنكات، طوكر، أربعات، وجبيت، وبكل داخلية عدد ( 4 ) عنابر.

وبالمدرسة مبنى كامل للإدارة ، يضم السكرتارية، وشؤون الموظفين، ومكتب مدير المدرسة، ومكتب وكيل المدرسة، ومكاتب رؤساء الشعب، ويضاف إلى هذا المبنى في مواضع أخرى : قاعة الفنون، ومعامل ومختبرات العلوم، ومخازن المدرسة، ومطبخ المدرسة ، وعدد ( 2 ) صفرة ملحقة بالمطبخ، ومسرح المدرسة وملحقة به قاعة للموسيقى، وقاعة لتنس الطاولة، وعدد من الميادين موزعة بين الداخليات للكرة الطائرة وكرة السلة، وأما ميدان كرة القدم الرئيسي للمدرسة فكان يقع في منطقة الخور قريبا من المدرسة وخارج مبانيها.

تحادد المدرسة من جهاتها الأربع شوارع معبدة ، وأهمها الشارع الرئيسي الممتد من البوابة الرئيسية للمدرسة والمتجه إلى وسط مدينة بورتسودان، ويجاور المدرسة سجن بورتسودان العمومي، وجنة الشاطئ التي تقابلها صومعة غلال بورتسودان، وقريبا من المدرسة كانت تقع القنصلية المصرية.

وعلى واجهة بوابة المدرسة الرئيسية وضع نصب لتمثال نصفي لرجل بجاوي ، وكان إلزاما على جميع طلاب المدرسة وضع بادج  على القميص فيه شعار المدرسة:

(  الصورة :  شعار مدرسة بورتسودان الثانوية الحكومية بنين تأسست عام 1957 م )

 - ولا زلت محتفظا بهذا الشعار حتى اليوم كغيري من الطلاب  - ، وتعد مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين من أقدم المدارس الثانوية في السودان، شأنها شأن مدارس حنتوب وخور طقت ووادي سيدنا وعطبرة الحكومية والخرطوم القديمة، وهي أول مدرسة ثانوية في الإقليم الشرقي.( مواقع ومنتديات إنترنت).

وحتى تخرجنا من المدرسة في يونيو 1974م، كان مدير المدرسة آنذاك الأستاذ/ نور الدين عثمان، ووكيل المدرسة ومدرس التاريخ الأستاذ/ عباس نصر، وعاصرنا من أعضاء الهيئة التدريسية في تلك الأعوام ( 1971/1974م) على سبيل المثال كل من: في شعبة التربية الإسلامية الأستاذ/ محمد الطيب محمد حامد، وفي شعبة اللغة العربية الأستاذ/ فقيري والأستاذ/ محمد الخير.وفي شعبة الجغرافيا الأستاذ/ عبد الحفيظ عبد الرضي والأستاذ/ جعفر كومر. وفي شعبة اللغة الإنجليزية الأستاذ/ سيد الطاهر والأستاذ/ عبد الله محفوظ والأستاذ/ الضو بشير والأستاذ/ عثمان فضل السيد والأستاذ/ عوض الكريم فضيل والأستاذ/ جورج إسماعيل جبره والأستاذ/ بيتر ( بريطاني). وفي شعبة اللغة الفرنسية الأستاذ/ جوي لى غوزالو وأستاذ فرنسي آخر. وفي شعبة الرياضيات الأستاذ/ عابدين جلال والأستاذ/ فاروق والأستاذ/ جون ميشيل. وفي شعبة العلوم  في الفيزياء الأستاذ/ محجوب فيزياء والأستاذ/ عبد الكريم مركز وفي الكيمياء الأستاذ/ سيد أحمد أبو ريدة وفي الأحياء الأستاذ/ عبيد عامر والأستاذ/ صباحي. وفي شعبة الفنون الأستاذ/ أحمد المصطفى والأستاذ/ عوض فنون. وفي شعبة الفلسفة الأستاذ/ محمود. وفي الكديت التدريب العسكري الصول نصر الله.

وأما من طلاب دفعتنا التي تخرجت في يونيو 1974م ( أولى رشيد، ثانية تجاني، ثالثة سقراط ) ، منهم على سبيل المثال: إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم، سيد محجوب برهان، كمال جعفر محمد صالح، الصادق أبو الريش، حمدي حسين البطل، عبد الله قاسم، بكري خضر، علي احمد علي، عبد الرحيم علي محمد البصيري،خلف الله كباشي، عبد الرحمن محمد نور، فيصل خوجلي، ديساي كباشي عيسى،عبد الله محجوب، ساتي،آدم دليل، صبروب أوهاج، عثمان عامر، حسن حسين أدروب، حمزه العطا، عجلاوي إبراهيم، سعد فضل السيد،فوزي عثمان،  عباس محمد حسن، صلاح محمد حسن، و ياسر عبد الرحمن علي طه  و محمد عز الدين ...... وغيرهم.

و من أبناء أبوحمد و من خريجي مدرسة أبوحمد الوسطى  و غيرها من دفعتنا أيضا و في صفوف أخرى : 

معتصم حسن قنديل ، أحمد حسين شريف،  محمود عبد السيد ... عبد الله محمد نور و علي ابو القاسم و آخرين ...

إلا أن هذه المدرسة العريقة تشغل مبانيها حاليا جامعة البحر الأحمر، وحولت المدرسة بنفس اسمها القديم مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين إلى موقع آخر من مدينة بورتسودان ( قوقل، إنترنت). وشخصيا  لا أرى مكانا مناسبا لجامعة البحر الأحمر في بورتسودان على إتساعها وتمددها أفضل من موقع هذه المدرسة، وقد أحسن أهل بورتسودان الإختيار؛ لرحابتها؛ ولكثرة مبانيها ؛ ولبنائها النموذجي لبيئة تعليمية مناسبة؛ ولأن جامعة البحر الأحمر لجميع أبناء السودان، كما كانت مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين، والتي كانت تلقب بالصين الشعبية.

وشهدت أعوام 1973/ 1974م حراكا طلابيا واسعا في مدينة بورتسودان في عهد مايو، وتزعم هذا الحراك الطلابي طلاب مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين - عدد طلاب المدرسة حوالي 1200 طالبا و كانت المدرسة تلقب بالصين الشعبية    - ، و قاد طلاب المدرسة المظاهرات في المدينة، واعتصموا داخل المدرسة، و احتلوا مبنى إدارة المدرسة لمدة خمسة عشر يوما.

 و في العام 2008م كنت ضمن الدارسين في الدفعة (44)( دورة إعداد تربوي  لحملة الماجستير و الدكتوراة)  بمركز تطوير الأداء الأكاديمي بجامعة الخرطوم بالسودان، فقد أشار أحد الأساتذة المحاضرين "بروفسير" في  محاضرة عن: الإدارة التربوية للمدارس و الجامعات،  إلى هذه الأحداث التي حدثت في منتصف السبعينيات بمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين - سجّلت كسابقة في تاريخ الحركة الطلابية السودانية - ، و أوردها  كنموذج للإدارة المدرسية المتميزة في حل مثل هذه الإشكالات الطلابية، و كان مدير مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين آنذاك الأستاذ نور الدين عثمان - عمل وزيرا للتربية و التعليم في ولاية نهر النيل فيما بعد، و كنت أعمل معلما في نفس الولاية -  الذي  توصل لاتفاق مع اتحاد طلاب المدرسة برفع الإضراب و هو محتجز في مكتبه طيلة هذه الفترة، و نفذ الاتفاق - كان رئيس إتحاد الطلاب من دفعتنا الطالب/ عبد الله قاسم -، و لولا حكمة هذا المدير و الموقف المساند من مجلس إدارة المدرسة الذي تجلت فيه حكمة شيوخ و أعيان  و   أهل  مدينة  بورتسودان لكان حدث ما لا تحمد عقباه، إضافة للتعامل الراقي لرجال الشرطة و الأمن بمدينة بورتسودان تجاه الطلاب، بالرغم من تهديدهم للأمن في المدينة بصورة مباشرة باعتبار أنّ خروج طلاب مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين  في مظاهرة يشكل آنذاك  أكبر مهدّد أمني في الإقليم الشرقي قاطبة ، و اكتفوا بتأمين المدرسة و ضمان سلامة مدير المدرسة و أعضاء الهيئة الإدارية و  التدريسية المحتجزين داخل مكاتبهم في المدرسة،  وترك رجال الشرطة و الأمن  الحلول و الاتفاق مع الطلاب  لإدارة المدرسة في الإطار التربوي، و بالفعل تحققت هذه الاستراتيجية، و تم رفع الإضراب بصورة نهائية، إلا إننا لم نسلم من العقوبات الإدارية التي طالت جميع الطلاب لاحقا و المتبعة في مثل هذه الحالات، و تراضى الجميع، والشاهد  طيلة فترة هذا الإضراب لم يتعرض أعضاء الإتحاد للإعتقال، و لم يتعرض الطلاب لأي مكروه، بل كان أهل بورتسودان بحكمتهم  يشددون على معاملة الطلاب معاملة كريمة؛  لكونهم ضيوف على أهل شرق السودان جميعا. و اكتفت الادارة المدرسية بالإنذار و التعهد،  و لم توقع علي طلاب مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين المضربين  عقوبة الجلد و تم استثناء جميع الطلاب منها و كانت هذه العقوبة تطبق على طلاب المدارس الثانوية السودانية في حالة الإضراب و في حضور ولي امر الطالب، و على سبيل المثال  فقد  طبقت على طلاب مدرسة وادي سيدنا الثانوية القديمة في أعقاب رفع إضرابهم الشهير في نهاية الستينيات و كانت واجبة التنفيذ في حالة إضراب الطلاب و التوقف عن الدراسة و ذلك حسب النظم و اللوائح المدرسية المتبعة انذاك في مثل هذه الحالة. 

 و كان لطول مدة هذا  الإضراب و الإعتصام و احتلال مباني إدارة المدرسة، و ما صحبه من عقوبات إدارية في حق الطلاب؛ كل هذا ترك آثارا سالبة على مسيرتنا التعليمية ، و كان لها تأثيرها المباشر  في تحصيلنا الدراسي و الأكاديمي ، و ظهر ذلك جليا في تدني نسبة أعداد الطلاب الذين تم قبولهم  في  الجامعات السودانية  من دفعتنا 1973/1974م، قياسا بالدفعات السابقة في هذه المدرسة الرائدة. و لابد من الإشارة هنا إلى أن هذه المدرسة مكانها اليوم جامعة البحر الأحمر.  

 و بالرغم من أننا كنا ضمن المشاركين في ذلك الحراك الطلابي منتصف السبعينيات ، كنا، و حتى يومنا هذا لا ننتمي لأي جهة سياسية أو  حزب سياسي أو جماعة أو طائفة، و الغالبية العظمي من طلاب هذه المدرسة كانوا يسيرون في نفس الإتجاه،  و الشاهد أن رئيس الإتحاد، توافق عليه جميع الطلاب؛ لكونه طالبا مستقلا آنذاك .

 و لإعداد جيل قادر على تحمل مسؤولية المحافظة علي القيم و المثل العليا للدين و الوطن   و العادات و التقاليد و الموروثات الحضارية و  الثقافية و الاجتماعية، ووحدة المجتمع ؛  و لمصلحة أبنائنا  الطلاب و بناتنا  الطالبات  أرى اليوم: من واجب  الجهات ذات العلاقة - وزارة التربية و التعليم العام، و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي - و تمشيا مع تغيير نظام السلم التعليمي في البلاد مستقبلا، فلا بد من إعادة النظر في ممارسة الأنشطة  السياسية في مدارسنا و جامعاتنا السودانية، و  إصدار ما يلزم من نظم و قوانين و لوائح؛ لمنع أعضاء الهيئات الإدارية و التدريسية و  الطلاب من مزاولة أي نشاط سياسي بصورة نهائية في مرحلتي الأساس و الثانوي، ووضع شروط و أسس و ضوابط  جديدة؛  لممارسة العمل السياسي في الجامعات السودانية؛ و على الراغبين في ممارسة السياسة و فعالياتها ، يمكنهم ممارستها على أوسع نطاق، في دور الأحزاب السياسية، و عبر قاعات المحاضرات المعدة و المجهزة  لتخصصات العلوم السياسية، بعيدا عن حرم المدارس و الجامعات؛ حتى يتفرغ طلابنا النوابغ للبحث العلمي؛ و لتجويد التحصيل الأكاديمي في بيئة تربوية مثالية نموذجية، بعيدا عن سياسة التمكين، فمستقبل العالم يتجه للعلم و التكنلوجيا و إلى مخرجات تعليم عالية الجودة في كافة التخصصات الأكاديمية و التقنية و الفنية و التدريب المهني؛ أسوة بالكثير من الدول في محيطنا العربي و الإفريقي،  و بعض دول العالم من حولنا.

هذا و قد حظرت جامعة الخرطوم بالسودان مزاولة الأنشطة السياسية بالجامعة بموجب: 

القرار الإداري رقم ( 28 ) لسنة 2014م بتاريخ 9 سبتمبر 2014م( ينظر: عدد من الصحف الإلكترونية السودانية): 

(( قرار مدير جامعة الخرطوم ( بروفيسور الصديق أحمد المصطفى حياتي، بالرقم (28) لسنة 2014م بتاريخ 9/9/2014م، المادة ( 16) من قانون جامعة الخرطوم  بالسودان لسنة 1995م : 

أولا: تجميد النشاط الثقافي و الإجتماعي و السياسي لطلاب الجامعة داخل حرم الجامعة ، إلا بإذن من عمادة شؤون الطلاب و ذلك إلى حين تهيئة الظروف الماسبة لممارسته. 

ثانيا: 

على الجهات المختصة وضع القرار موضع التنفيذ مع تطبيق لائحة سلوك و محاسبة الطلاب الذين تثبت مخالفتهم لهذا القرار)).

وتزامن هذا الحراك الطلابي منتصف السبعينيات  مع أزمة المياه والكهرباء وغلاء وارتفاع الأسعار في المدينة، وكذلك كانت البنى التحتية لم تكتمل بعد في المدينة، وكانت معظم الأحياء في مدينة بورتسودان لم يبدأ تخطيطها بعد وعلى رأسها ديم النور؛ ونتيجة لذلك لم تنعم معظم الأحياء ومركز المدينة بالحد الأدنى من الخدمات الضرورية والأساسية، وكادت الحياة أن تتوقف تماما في مدينة بورتسودان آنذاك؛ كل هذا ولد سخطا عاما في المدينة في عهد مايو طيلة هذين العامين.

ونحن ندون لمدينة بورتسودان في الألفية الثالثة ( 2011م) ، لا أرى حلا لمشكلتي المياه والكهرباء في مدينة بورتسودان إلا بمد شبكة مياه مدينة بورتسودان من النيل مباشرة وعبر منطقة الرباطاب ( الشريك - أبو حمد ) كما هو مخطط له ولم ينفذ هذا المشروع حتى الآن، كما أشير إلى أنه لا يمكن تحقيق نهضة تنموية شاملة في ولاية البحر الأحمر، إلا بالإهتمام بالتعليم العام و العالي و  تطويره و تحديثه، و بسطه على كافة مناطق الولاية،للإستفادة من مخرجاته في تدريب و تأهيل  أبناء و بنات  الولاية؛ للمساهمة في نهضة الشرق الشاملة.

E-mail: abdulhaleamibrahim@gmail.com

ثانيا: أهمية الرمزية التاريخية للسياحة في مدينة بورتسودان:

إلا أنني وبحكم إنتمائي لمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين؛ ولأن بورتسودان مدينتي على طريقة أهل بورتسودان أرى أن يؤخذ في الاعتبار أهمية رمزية الأماكن التاريخية والحضارية عند التخطيط الحضري للمدن، وخاصة المدن السياحية، وفي مقدمتها مدينة بورتسودان؛ خاصة وأن ولاية البحر الأحمر موعودة بنهضة تنموية سياحية غير مسبوقة ، مقارنة بماضيها البعيد وحاضرها القريب، وقد لاحت بشائر هذه النهضة حديثا وبانت معالمها في المدينة، وقد خطت مدينة بورتسودان خطوات واثقة ومتقدمة في مجال السياحة وإحياء التراث الثقافي والحضاري للمنطقة من خلال تنظيم مهرجان يقام سنويا في المدينة، شأنها في ذلك شأن الكثير من الدول العربية التي درجت على إقامة مثل هذه المهرجانات والفعاليات الثقافية الموسمية ومنها على سبيل المثال: مهرجان دبي، مهرجان الخريف في صلالة، جدة غير، مهرجان أصيلة في المغرب، ومهرجان الجنادرية في الرياض وغيرها.

هذا و قد خطت مدينة بورتسودان خطوات واثقة نحو السياحة العالمية ، فهي تنافس عدد من المدن العربية العريقة و الرائدة في مجال السياحة على جوائز وجهة السياحة العربية كما ورد في نشرات الإعلام السياحي العربي"تتنافس مدينة الغردقة المصرية وفاس المغربية والمنامة البحرينية والحمامات التونسية وبورتسودان في السودان ضمن القائمة النهائية على لقب الوجهة العربية الأفضل لعام 2015 م". 

( ينظر : الموقع الإلكتروني العربي للإعلام السياحي، و منتديات شبكة الإنترنت) 

وهذه النهضة التنموية والسياحية الكبرى في مدينة بورتسودان ، تتطلب حملة إعلامية وإعلانية ودعائية كبرى موازية لها داخل وخارج السودان على أن تتكامل فيها الجهود الرسمية والشعبية، وتتطلب إعادة تخطيط مدينة بورتسودان على أسلوب ونمط عصري حديث،ومن أهم عوامل الجذب السياحي تحديث مطار بورتسودان ليكون مطاراً دوليا، و استحداث شبكة طرق جديدة داخل و خارج المدينة، و تهيئة فنادق و استراحات لاستقبال السياح مع توفير  أسطول نقل سياحي حديث من و إلى الأماكن السياحية و التاريخية في المدينة، و توفير وسائط اتصال حديثة و خدمة انترنت؛ خدمة للإعلام المصاحب للفعاليات السياحية من مهرجانات و غيرها ، و استخدام أساليب التقنيات الحديثة و التكنلوجيا في كل متطلبات العمل السياحي، مع  توفير الأمن و السلامة  للسيا ح و الزائرين لمدينة بورتسودان على مدار العام    ، وتتطلب هذه النهضة السياحية في مدينة بورتسودان إعادة بعث معالمها وأماكنها التاريخية من جديد، وتتطلب التعريف برموزها التاريخية والوطنية في مجالات السياسة والرأسمالية الوطنية والتعليم والصحة والصحافة والتراث والثقافة والرياضة والآداب والفنون، كما تتطلب أيضا التعريف بمواقعها وأماكنها التاريخية والسياحية؛ وذلك بوضع علامات ولوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية على شوارع مدينة بورتسودان الرئيسية، وكذلك لا بد من ترقيم وترميز الشوارع الرئيسية والبنايات الجديدة في مركز المدينة.

وكما هو معلوم فمهم جدا في الإرشاد السياحي الإشارة للمواقع التاريخية معلومة المكان بوضع اسمها القديم ( سابقا ) بجانب الاسم الحديث البديل، وكمثال لذلك:

توضع لوحة باسم مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين سابقا تحت اسم لوحة جامعة البحر الأحمر ( اسم حديث بديل )، أو توضع هذه اللوحة في أي موضع مناسب من مبنى الجامعة؛ خاصة وأن هذا المكان والموقع معروف ومرتبط تاريخيا بمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين، ومرتبط في الأذهان  تاريخيا أن سجن بورتسودان العمومي يفصله شارع عن مسرح هذه المدرسة، وأن جنة الشاطئ قريبة جدا من سور المدرسة ويفصلها شارع أيضا، وأن جنة الشاطئ تقع في مقابلة صومعة غلال بورتسودان بميناء بورتسودان؛ وأن القنصلية المصرية تقع على مقربة من مبنى المدرسة أيضا.

وقد شاهدت هذا التقليد - وضع الاسم القديم مقرونا بكلمة سابقا تحت الاسم الحديث البديل - عند تغيير مسميات المواقع التاريخية والأثرية واستبدالها بأسماء جديدة بديلة في بلدان كثيرة ومنها على سبيل المثال:

موقع المجلس التشريعي لولاية الخرطوم بالسودان ( البرلمان سابقا) .

دار الحزب الإتحادي الديمقراطي بأم درمان بالسودان ( نادي الخريجين سابقا ).

وكنت قد شاهدت أيضا في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية:

محطة السكة الحديد بالعنبرية بالمدينة المنورة ( محطة سكة حديد الحجاز سابقا ).

وكذلك  قد شاهدت هذا التقليد التاريخي الهام متبعا ومعمولا به عند زياراتي المتعددة لمواقع الآثار والأماكن التاريخية بمصر وسوريا.  

وهناك معالم ومواقع وأماكن تاريخية وأثرية وسياحية أخرى في مدينة بورتسودان يجب المحافظة عليها، والتعريف بها، والإشارة إلى مواقعها وأماكن وجودها في شوارع المدينة الرئيسية، ومنها على سبيل المثال:

أماكن وجود الشعب المرجانية القريبة من مركز المدينة ( إشارات ضوئية)، صومعة الغلال، حديقة البلدية، مقهى جروبي، Costi house ، Delah house، فندق البحر الأحمر، دار الرياضة، الساحة الشعبية، مواقع الأندية الرياضية، الفنار ، سينما الخواجة، سينما الشعب ، نادي الجالية الهندية،نادي بورتسودان العالمي تأسس عام 1955م، المدرسة الهندية ، مدرسة الكمبوني، مدرسة البحر الأحمر، مدرسة العشي، مدرسة باوارث، المدرسة الأهلية،مسرح الثغر، وغيرها الكثير من المعالم والأماكن التاريخية والمواقع السياحية ومواقع الآثار بمدينة بورتسودان. 

وتعتبر مدينة بورتسودان من المدن المهتمة في السودان بإحياء التراث والثقافة والآداب والفنون، وكان من أشهر الفنانين في المدينة أنذاك، فاروق، ومصطفى سيد أحمد ( عاصرناه في المدرسة فهو من خريجي دفعة يونيو 1973م بمدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين)، ومن أشهر الفنانين التشكيليين الفنان أبو الحسن مدني وكان من أشهر المراسلين الصحفيين في مدينة بورتسودان مطلع السبعينيات المراسل الصحفي صالح حجير، وكان مراسلا  لمجلة الإذاعة والتليفزيون من مدينة بورتسودان، وقد ورد  ذكره في قصيدة أب حشيش للشاعر الرباطابي مصطفى الحاج موسى ومنها:( إبراهيم، دراسة تحليلية، فبرائر 1989م) .

في أب حشيش ضربت صفافير

قالوا كبسه الموقف خطير

العساكر والطراطير

والملازمين والدبابير

في الصحف بالخط الكبير

والمراسل صالح حجير

اقروا هذا الخبر المثير

فيهو حكمه وفيهو تفكير

....يتبع....

د.ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم 

من خريجي مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين. دفعة يونيو 1974م. 

اولى رشيد/ ثانية تجاني/ثالثة سقراط

atmoorsudan.blogspot.com 

الصور على صفحتي فيسبوك Ibrahim Osman:

شعار المدرسة و مجموعة زملاء طلاب من خريجي مدرسة بورتسودان الثانوية العليا الحكومية بنين.دفعة يونيو 1974م.

—————————————————————

✳ ✳ ✳ ✳ ✳ ✳✳✳✳✳✳✳✳✳✳

—————————————————————

🔴  الموقع الإلكتروني للدخول مباشرة للمدونة 🔴     

....................................👇👇   ...........................

............... .atmoorsudan.blogspot.com.............

✳ ✳ ✳ ✳ ✳ ✳✳✳✳✳✳✳✳✳✳

—————————————————————.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق