....................بسم الله الرحمن الرحيم...............
مدونة عتمور الإلكترونية السودانية
محلية أبو حمد ولاية نهر النيل السودان
أبو حمد حاضرة شعب الرباطاب -ولاية نهر النيل السودان
دعوة لإعادة كتابة تاريخ قبيلة الرباطاب بالسودان من جديد؛ و حتى لا تضيع الأصول و الجذور .
مقتبس من بحث: "الرباطاب الأصالة و المعاصرة"
د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
——————————————————-
وردت الكثير من المسميات التراثية و الثقافية و الحضارية ذات الدلائل و المعاني و الأصول المحلية المقترنة باللغة العربية باعتبارها اللغة الأصلية لشعب الرباطاب بالسودان، فهذه المسميات جديرة بالبحث و الدراسة من ذوي الاختصاص، و ذلك في إطار إعادة كتابة تاريخ قبيلة الرباطاب من جديد.
و في دار الرباطاب بالسودان نقول :
زح يزح بمعنى ابتعد، و للقمر الشهر، و الحول للسنه، و يقرف معناها أغرف، و للون الفاتح فاقع اللون، و ممحوق أي ما فيه بركة،و منفوش فلان شعره منفوش، و لا تنقر فيني بمعنى المناقشة،لا تنبز أو بمعنى لا تشتم، و يلقف بمعنى يأكل، و للحذاء النعلين . (ينظر :مواقع إنترنت سودانية).
و كثيرا من مثل هذه الكلمات نجدها في القرآن الكريم و نستخدمها بكثرة و خاصة في دار الرباطاب بالسودان.
و مثال ذلك هذا الاستخدام لكلمة ام ذات المسمي و المدلول اللغوي العربي اشتهرت به اسماء مكة المكرمة و من اسمائها على سبيل المثال : (في القران الكريم ام القرى). و في غير القران الكريم من اسمائها ام رحم، ام راحم ، ام صبح ، ام كوثي، ام روح،.... و غيرها .) .(ينظر :د. عبد الحليم، ابراهيم عثمان سعيد ، التطور العمراني و الاجتماعي في منطقة مكة المكرمة، أطروحة دكتوراة).
-و من اسماء النساء ( تبدا بام المسمي اللغوي العربي) في منطقة الرباطاب: ام الحسن ، ام الحسين، ام ابوها، ام حطيم، أم الشيخ، أم قزاز، أم قديم ، أم دوكة، ام حقين، ام رخام، ام بخت، ام الكرام، أم طبول،ام كنن.... و غيرها.
-و من القاب النساء البي ريدوها. أم الفقراء.
- و نلاحظ في منطقة الرباطاب أن أسماء الكثير من الجزر ( تبدا بام المسمي اللغوي العربي) و هذا السائد في المنطقة، و اما الاسماء التى تبدا بالكافات النوبية فهى محدودة و وافدة على المنطقة، و أشهرها اسماء اجزاء الساقية التي كانت سائدة كوسيلة ري قديما في منطقة الرباطاب بشمالي السودان و اندثرت قبل سنوات . فلا يمكن نسبة كل اسم قرية او جزيرة و غيرها مبدوء بحرف الكاف في منطقة الرباطاب الى مسمى حضارة نوبية وافدة و عابرة للمنطقة.
فإذن الأصل في مسميات أسماء النساء و القرى و الجزر النسبة إلى (ام) المسمي العربي و ليس إلى الكافات المسماة نوبية . و على سبيل المثال أسماء جزر الرباطاب:
ام عشير، ام حجير، ام جديدق، ام جداد، ام شعاف، و ام صويحات، أم سيمق، أم تمر، أم شبال، ام توريق،أم جضيمات، ام سقرة، و ام بقر، أم دوينيب، ام جرار، ام قطن، ام معيقل.... و غيرها.
-و من أسماء الأماكن المنتشرة في دار الرباطاب و مبدوءة بام المسمى اللغوي العربي :
امكي ام مكي ، ام غدي ، ام مردي، ام عقارب ، ام ضحيان، ام سفاية .... و غيرها.
و من المسميات الأخرى المبدوءة بام المسمى اللغوي العربي:
ام جرق، ام شعيفه ، ام شلال، الفركة ام قرمصيص ، الكورية ام غتا ، القفة ام شبرين ، الجندبة ام ريش....و غيرها.
فكل هذه الموروثات التراثية و الحضارية و الثقافية و الألعاب الشعبية منتشرة في قبيلة الرباطاب بالسودان و غالبية أصول مسمياتها محلية و عربية الأصل.
فمن واجبنا جميعا المساهمة مع آخرين في إعادة كتابة تاريخ قبيلة الرباطاب من جديد . و يا حبذا اعادة كتابته من خلال المتخصصين في علم الاجتماع و اللغويات و التاريخ و الاثار و الجغرافيا و من الباحثين و المهتمين بجمع التراث؛ لعرفنا مدلولات هذه التسميات و المسميات و غيرها الكثير من عامية الرباطاب و فك طلاسمها عربية مروية نوبية لغة رباطاب خاصة من أين جاءت؟ خاصة و أنّ الرباطاب سلاطين و ملوك عبر التاريخ. و هل لغة و لهجة الرباطاب الأقرب للغة العربية الفصحى؟ و هل هي لغة و مفردات أهل البلد الرباطاب الأصليين أم هجين و لغات وافدة أتت من خارج المنطقة؟ و هل كان للرباطاب قبل عهود السلاطين و الملوك لغتهم الخاصة سادت قديما و انقرضت تماما في العصور الحديثة؟ .
و الشاهد و الظاهر للعيان، فانه لا تسود اي لهجة او لغة محلية من قبيلة اخرى في دار الرباطاب بالسودان. فالرباطاب لا يتحدثون اى لغة بخلاف اللغة العربية، لكونها لغتهم الأصلية و المتوارثة و التي لم تتاثر باي لغة او لهجة سودانية اخرى، فمن الاستحالة فرض لغة وافدة في هذه المنطقة.
و يقول د. عبد المنعم عجب الفيا ( مع د. خالد محمد فرح سودانايل - مقال):
(والثابت أن لا أحد من الباحثين نوبة أو غير نوبة، يجادل في حقيقة التأثير المتبادل بين النوبية والعربية. فقد استقر رأي عدد من الباحثين على أن النوبية أخذت 30% من مفرداتها من العربية. (تريمنجهام ص 43). ومن خلال النظر في معجم آرمبروستور للغة النوبية الدنقلاوية ( باللغة الانجليزية) وجدنا أن هذه النسبة صحيحة. ومن أبرز ما لفت نظرنا أن النوبية استعارت، أعداد الحساب وأيام الأسبوع من العربية.
والاستاذ فؤاد عكود نفسه - وهو الباحث النوبي السوداني- يثبت في كتابه (من ثقافة وتاريخ النوبة) تاثر النوبية بالعربية حيث يقول :"بالتاكيد فان اللغة النوبية .. أخذت من العربية كلمات كثيرة، كما تاثرت في الماضي باللغات المصرية القديمة والمروية والحبشية والقبطية" ص 34). (ينظر :مدونة عتمور).
فالرباطاب موطنهم الأصلي محافظة أبي حمد بولاية نهر النيل في الإقليم الشمالي بالسودان. و ذكر نعوم شقير في كتابه جغرافية وتاريخ السودان عن الرباطاب، ص 63: " أنهم أصحاب ككر وطاقية"، وذكر أيضا ص 426: " أنهم ملوك"، تمتد مملكتهم من وادي السنقير إلى الشامخية فيما وراء أبي حمد. و على هذا فالرباطاب عبر التاريخ، و كما هو معلوم فهم: " سلاطين " و " ملوك".
و المعلوم ان منطقة الرباطاب عامرة و مأهولة بالسكان الرباطاب منذ قبل الميلاد و منذ آلاف السنين .
واللغة العربية هي أصل اللغات العربية القديمة (السامية). و لغة الرباطاب الأصلية هي اللغة العربية.
فلماذا نرجع هذه المسميات للغات النوبية و خاصة المبدوءة بالكافات النوبية او إلى لغة أخرى هجين؟ فلماذا اذن لا نرجع اسم هذه المسميات التراثية الخاصة بمنطقة الرباطاب الى واحدة من هذه اللغات السامية و خاصة السودان معبر للهجرات العربية القديمة و لغة الرباطاب الأصلية هي اللغة العربية؟. (و اللغات العربية السامية نسبة إلى سام بن نوح عليهما السلام- و اللغات السامية كثيرة منها: اللغة العربية و الكنعانية والفينيقية، والعبرية والآرامية، والبابلية، والسريانية والكلدانية والهيروغلوفية والحبشية، المهرية، السقطرية، اللغة الشحرية، ... وغيرها).
و هل هذه المسميات التراثية و الحضارية بقيت من شواهدها هذه المفردات و ما و صلنا منها لتبقى شاهدا و دليلا على قدم بلدة عتمور نموذجا خاصة و أنها ضاربة في أعماق التاريخ: و الشاهد تسمية صحراء العتمور على اسم بلدة عتمور عيال الوسطى و موقعها في منطقة وسط الرباطاب؛ و كذلك قرى منطقة الرباطاب عامة قديمة و موجودة و عامرة قبل وصول العناصر السكانية الوافدة لهذه المنطقة؟ .
و هل يعني أن رباط أبو شملة، الجعلي العباسي الهاشمي القرشي جد الرباطاب لم يتحدث إلا اللغة العربية و بالتالي لغة قبيلة الرباطاب الأصليه اللغة العربية بالإنتساب إلى جدهم ؟ و هل هذا يعني أن الرباطاب لم يتأثروا بمفردات اللهجات غير العربية المجاورة لهم مثل لغة النوبة الفاديجية و الكنزية في حلفا و دنقلا و السكوت و المحس، و لغات البجه و الهدندوه و البشاريين في شرق السودان، و أنّ كل ما وصلنا من مفردات هذه اللغات فهي وافدة و عابرة و دخيلة على المنطقة؟.
و يبقى السؤال الكبير لماذا لم يتم الكشف حتى الآن عن وثائق و مخطوطات و نتائج الكشوفات الأثرية و الحفريات التي تمت بصفة خاصة في منطقة شمال السودان؟ و هل ممنوع الاقتراب من معرفة تاريخ و خصائص بعض المناطق في السودان لأسباب غير معروفة و معلومة لجهات أخرى ستكشف عنها في الوقت المناسب؟ فهل من إجابة لهذه الأسئلة ؟.
و أما ما ينقص الباحثين من أبناء المنطقة فهو الوثائق التاريخية و المخطوطات كأدلة و شواهد و براهين لم يكشف عنها حتى الآن . و هذه المفردات آنفة الذكر هي ما تبقى من لغة خاصة للرباطاب وتعتبر مدخلا مهما لبداية البحث الحقيقي عن تاريخ قبيلة الرباطاب و إعادة كتابته و تدوينه من جديد ، لنجمعها على الأقل ؛لتكون في الحفظ و الصون، فالمصادر المتاحة الآن لجمع تاريخ قبيلة الرباطاب هي: ما ورد من الشعر و الأدب الشعبي، و من بعض الرواة وكثير منهم مضى به العمر وما سمع منهم أكثره لم يدون ولم يتم تسجيله بطريقة صحيحة ، و من بعض المطبوعات الثقافية من قصص و روايات ... و هذا بالطبع لا يكفي لنرى كيف كانت عتمور و قرى الرباطاب خاصة و منطقة الرباطاب عامة ؟ و أين وصلت الآن؟ .
وهل سياسة الاعتماد على الذات - نحن لا نتكئ على أكتاف الآخرين بل نعمل ليتكئ الآخرون على أكتافنا - التي ورثها أبناء قبيلة الرباطاب أبا عن جد( عتمور نموذجا )، هي التي جعلت الحكومات المتعاقبة ترفع يد الدعم عن هذه المنطقة و تعتمد كليا على مساهمات المواطنين و الأهالي و العون الذاتي في مشاريع التنمية و الخدمات و التي نفذت بالمنطقة ( مدارس ، نقاط غيار، مستشفيات و مراكز شباب ... و غيرها ) و يرجع الفضل في تنفيذها لأهالي منطقة الرباطاب.
و كما هو معلوم و مما لاشك فيه، فإن إنتماء قبيلة الرباطاب للجنس العربي حسبا و نسبا و لغتهم العربية السامية ، بجانب إلتزامهم بتعاليم الإسلام دينا و خلقا و سلوكا و معاملة .
فهذه الخلفيات التاريخية هي التي شكلت كيان و نسيج مجتمع الرباطاب كقبيلة عربية سودانية أصيلة . فكانوا و لا يزالون مثالا للتعايش بسلام و امان مع الاخرين و يتبعون سياسة الحوار و العقل و المنطق و الحكمة و الاقناع و الإقتناع منهجا و أسلوبا للمطالبة بحقوقهم المشروعة - التي كفلها لهم دستور البلاد - من الأنظمة السياسية المتعاقبة على حكم البلاد دون اللجوء لأساليب العنف و العصيان و التمرد كغيرهم؟ فلماذا لا تتعامل الحكومات السودانية و ولاة الأمر في البلاد مع أصحاب مثل هذه السياسات المثالية و الأساليب الحكيمة و التي تصب في مصلحة أمن و استقرار البلاد بتوفير الخدمات الضرورية و مقومات العيش الكريم لأبناء هذه المناطق؟ .
و هل يستقيم عقلا و نحن في الألفية الثالثة و منذ العام 2014م و حتى الان أن تكون منطقة الرباطاب أكبر منتج لاستخراج معدن الذهب النفيس في السودان و لا ينعم أهلها حتى اليوم بأبسط مقومات الحياة الكهرباء و الماء مثالا؟ ....... و أما جيل اليوم ( أبناء و بنات ) فهم أحسن حالا من جيلنا بالتعليم العالي و الدراسات العليا و البحث العلمي و الفرص المتاحة، و على العموم فمستقبل البلاد و الرقي و التحضر في المقام الأول مرهون بجودة التعليم و بتحديث مناهجه و الاستفادة من مخرجاته في إيجاد كادر مؤهل و مدرب يساهم في بناء و تنمية و تطوير المجتمعات المحلية و الريفية خاصة. و الأمل معقود عليهم أبناء و بنات اليوم و أجيال الغد و المأمول تحقيقه منهم تماما كأبناء بلد و منطقة واحدة ، و في المستقبل القريب، و بجهدهم و علمهم: أن تكون ابو حمد و قرى المحلية في مصاف المدن الحديثة: و أن تكون منطقة الرباطاب من أرقى المناطق في السودان بعون الله.
و لابد من الإشارة إلى أن الغرض من كل ما ذكرناه آنفا من مفردات و معاني و تسميات و مسميات كثيرة متنوعة و متعددة، كانت سائدة في حقبة سابقة من الزمان في منطقة الرباطاب ، و يبقى ما أوردناه منها عبارة عن مفاتح بحث و إشارات و موجهات؛ لمعرفة أسباب و أصل و معاني و مدلولات الأسماء في قرى الرباطاب خاصة و منطقة الرباطاب عامة. فهل من إضافة لمعنى أو تفسير لمعلومة أو تحليل رواية سماعية أو رواية مكتوبة و نفيها أو إثباتها؟؛ لإثراء البحث في هذا المجال،و الله أعلم،و كما هو معلوم فالحضارات مرتبطة ارتباطا وثيقا مع بعضها البعض.
و نعلم تمام العلم أننا لم نأت بجديد، فما كتبناه اليوم معظم أبناء و بنات منطقة الرباطاب يعرفونه و يعلمونه جيدا و خاصة أبناء جيلنا ، و لكنها دعوة صادقة و خالصة لوحدة أبناء المنطقة و العمل بروح الفريق و الجماعة من أجل البناء و التنمية ؛ و لإعادة كتابة تاريخ قبيلة الرباطاب في السودان من جديد في إطار التوجه العام لإعادة كتابة تاريخ السودان من جديد.
فمن واجبنا جميعا نحن أبناء الرباطاب في داخل و خارج السودان، التفكير جديا في إعادة كتابة تاريخ منطقتنا، فما وضعنا في دائرة الهامش و الظل، و صرنا أقل المحليات نموا في ولاية نهر النيل بالسودان، فإننا لم نكتبه بأنفسنا؛ و لذا لم يهتم بنا الآخرون، و بالتالي لم تشمل منطقة الرباطاب خطط التنمية الشاملة التي عمت كل أنحاء السودان، و ذلك بالرغم من ان هذه المنطقة ضاربة في أعماق التاريخ، و غنية بمواردها البشرية و الطبيعية ، و صنفت محلية أبو حمد و منطقتها بأنها أكثر مناطق السودان إنتاجاً لمعدن الذهب النفيس و الأقل نمواً من بين محليات ولاية نهر النيل، و مع هذا لقبت الصحافة السودانية أبو حمد حاضرة الرباطاب بمدينة الذهب.
- [ ] مقتبس من بحث: "الرباطاب الأصالة و المعاصرة"
د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
مدونة عتمور الالكترونية السودانية
إعادة الننشر الجمعة 24/10/2025م
——————————————————-
🔴 الموقع الإلكتروني للدخول مباشرة للمدونة 🔴
اضغط هنا
....................................👇👇 ...........................
............... .atmoorsudan.blogspot.com.............
——————————————————-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق