Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الصفحات

الخميس، 23 أكتوبر 2025

دعوة لإعادة كتابة تاريخ قبيلة الرباطاب بالسودان من جديد؛ و حتى لا تضيع الأصول و الجذور . مقتبس من بحث: "الرباطاب الأصالة و المعاصرة" د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم

 ....................بسم الله الرحمن الرحيم...............

 مدونة عتمور الإلكترونية السودانية 

محلية أبو  حمد ولاية نهر النيل السودان

أبو حمد حاضرة شعب الرباطاب -ولاية نهر النيل السودان

دعوة لإعادة كتابة تاريخ قبيلة الرباطاب بالسودان من جديد؛ و حتى لا تضيع الأصول و الجذور . 

مقتبس من بحث: "الرباطاب الأصالة و المعاصرة" 

د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم 

——————————————————-

وردت الكثير من المسميات التراثية و الثقافية و الحضارية ذات الدلائل و المعاني و الأصول المحلية المقترنة  باللغة العربية باعتبارها اللغة  الأصلية  لشعب  الرباطاب بالسودان، فهذه المسميات جديرة بالبحث و الدراسة من ذوي الاختصاص، و ذلك  في إطار  إعادة كتابة تاريخ قبيلة الرباطاب  من جديد.

و في دار الرباطاب بالسودان نقول  : 

زح يزح بمعنى ابتعد، و للقمر الشهر، و الحول للسنه، و يقرف معناها أغرف، و للون الفاتح فاقع اللون، و ممحوق أي ما فيه بركة،و منفوش فلان شعره منفوش، و لا تنقر فيني بمعنى المناقشة،لا تنبز أو بمعنى لا تشتم، و يلقف بمعنى يأكل، و للحذاء النعلين  . (ينظر :مواقع إنترنت سودانية).

و كثيرا من مثل هذه الكلمات نجدها في القرآن الكريم و نستخدمها بكثرة  و خاصة في دار الرباطاب بالسودان.

و مثال ذلك هذا الاستخدام لكلمة ام ذات المسمي و المدلول اللغوي العربي اشتهرت به اسماء مكة المكرمة و من اسمائها على سبيل المثال : (في القران الكريم ام القرى). و في غير القران الكريم من اسمائها ام رحم، ام راحم ، ام صبح ، ام كوثي، ام روح،.... و غيرها .) .(ينظر :د. عبد الحليم، ابراهيم عثمان سعيد ، التطور العمراني و الاجتماعي في منطقة مكة المكرمة، أطروحة دكتوراة).

-و من اسماء النساء ( تبدا بام المسمي اللغوي العربي) في منطقة الرباطاب: ام الحسن ، ام الحسين، ام ابوها، ام حطيم، أم الشيخ، أم قزاز، أم قديم ، أم دوكة، ام حقين، ام رخام، ام بخت، ام الكرام، أم طبول،ام كنن....  و غيرها.

-و من القاب النساء البي ريدوها. أم الفقراء.

- و نلاحظ في منطقة الرباطاب أن أسماء الكثير من الجزر ( تبدا بام المسمي اللغوي العربي) و هذا السائد في المنطقة، و اما الاسماء التى تبدا بالكافات النوبية فهى محدودة و وافدة على المنطقة، و أشهرها اسماء اجزاء الساقية التي كانت سائدة كوسيلة ري قديما في منطقة الرباطاب بشمالي السودان و اندثرت قبل سنوات . فلا يمكن نسبة  كل اسم قرية او جزيرة و غيرها مبدوء بحرف الكاف في منطقة الرباطاب الى مسمى حضارة  نوبية وافدة و عابرة للمنطقة. 

فإذن الأصل في مسميات أسماء النساء و القرى و الجزر النسبة إلى (ام) المسمي العربي و ليس إلى الكافات المسماة نوبية . و على سبيل المثال أسماء جزر الرباطاب:

ام عشير، ام حجير، ام جديدق، ام جداد، ام شعاف، و ام صويحات، أم سيمق، أم تمر، أم شبال، ام توريق،أم جضيمات، ام سقرة، و ام بقر، أم دوينيب، ام جرار، ام قطن، ام معيقل.... و غيرها. 

-و من أسماء الأماكن المنتشرة في دار الرباطاب و مبدوءة بام المسمى اللغوي العربي :

امكي ام مكي ، ام غدي ، ام مردي، ام عقارب ، ام ضحيان، ام سفاية .... و غيرها. 

و من المسميات الأخرى المبدوءة بام المسمى اللغوي العربي:

ام جرق، ام شعيفه ، ام شلال، الفركة ام قرمصيص ، الكورية ام غتا ، القفة ام شبرين ، الجندبة ام ريش....و غيرها.

فكل هذه الموروثات التراثية و الحضارية و الثقافية و الألعاب الشعبية منتشرة في قبيلة الرباطاب بالسودان و غالبية أصول مسمياتها محلية و عربية  الأصل.

فمن واجبنا جميعا المساهمة مع آخرين في إعادة كتابة تاريخ قبيلة الرباطاب من جديد . و يا حبذا اعادة كتابته من خلال المتخصصين في علم الاجتماع و اللغويات و التاريخ و الاثار و الجغرافيا و من الباحثين و المهتمين بجمع التراث؛  لعرفنا مدلولات هذه التسميات و المسميات و غيرها الكثير من عامية الرباطاب و فك طلاسمها عربية مروية نوبية لغة رباطاب خاصة من أين جاءت؟ خاصة و أنّ الرباطاب سلاطين و ملوك عبر التاريخ. و هل لغة و لهجة الرباطاب الأقرب للغة العربية الفصحى؟ و هل هي لغة و مفردات أهل البلد الرباطاب الأصليين أم هجين و لغات وافدة أتت من خارج المنطقة؟ و هل كان للرباطاب قبل عهود السلاطين و الملوك لغتهم الخاصة سادت قديما و انقرضت تماما في العصور الحديثة؟ .

و الشاهد و الظاهر للعيان، فانه لا تسود اي لهجة او لغة محلية من قبيلة اخرى في دار الرباطاب بالسودان.  فالرباطاب لا يتحدثون اى لغة بخلاف اللغة العربية، لكونها  لغتهم الأصلية و المتوارثة و التي لم تتاثر باي لغة او لهجة سودانية اخرى، فمن الاستحالة فرض  لغة وافدة في هذه المنطقة. 

و يقول د. عبد المنعم عجب الفيا ( مع د. خالد محمد فرح سودانايل - مقال):

(والثابت أن لا أحد من الباحثين نوبة أو غير نوبة، يجادل في حقيقة التأثير المتبادل بين النوبية والعربية. فقد استقر رأي عدد من الباحثين على أن النوبية أخذت 30% من مفرداتها من العربية. (تريمنجهام ص 43). ومن خلال النظر في معجم آرمبروستور للغة النوبية الدنقلاوية ( باللغة الانجليزية) وجدنا أن هذه النسبة صحيحة. ومن أبرز ما لفت نظرنا أن النوبية استعارت، أعداد الحساب وأيام الأسبوع من العربية. 

والاستاذ فؤاد عكود نفسه - وهو الباحث النوبي السوداني- يثبت في كتابه (من ثقافة وتاريخ  النوبة) تاثر النوبية بالعربية حيث يقول :"بالتاكيد فان اللغة النوبية .. أخذت من العربية كلمات كثيرة، كما تاثرت في الماضي باللغات المصرية القديمة والمروية والحبشية والقبطية" ص 34). (ينظر :مدونة عتمور).

فالرباطاب موطنهم الأصلي محافظة أبي حمد بولاية نهر النيل في الإقليم الشمالي بالسودان. و ذكر نعوم شقير في كتابه جغرافية وتاريخ السودان عن الرباطاب، ص 63: " أنهم أصحاب ككر وطاقية"، وذكر أيضا ص 426: " أنهم ملوك"، تمتد مملكتهم من وادي السنقير إلى الشامخية فيما وراء أبي حمد. و على هذا فالرباطاب عبر التاريخ، و كما هو معلوم فهم:  " سلاطين " و " ملوك".

و المعلوم ان منطقة الرباطاب  عامرة و مأهولة بالسكان الرباطاب منذ قبل الميلاد و منذ آلاف السنين .

واللغة العربية هي أصل اللغات العربية القديمة (السامية). و لغة الرباطاب الأصلية هي اللغة العربية.

 فلماذا نرجع هذه المسميات للغات النوبية و  خاصة المبدوءة بالكافات النوبية او إلى لغة أخرى هجين؟ فلماذا  اذن لا نرجع اسم هذه المسميات التراثية الخاصة بمنطقة الرباطاب الى واحدة من هذه اللغات السامية و خاصة السودان معبر للهجرات  العربية القديمة و لغة الرباطاب الأصلية هي اللغة العربية؟. (و اللغات العربية السامية نسبة إلى سام بن نوح عليهما السلام- و  اللغات السامية كثيرة منها: اللغة العربية و الكنعانية والفينيقية، والعبرية والآرامية، والبابلية، والسريانية والكلدانية والهيروغلوفية والحبشية، المهرية، السقطرية، اللغة الشحرية، ... وغيرها).

و هل هذه المسميات التراثية و الحضارية بقيت  من شواهدها هذه المفردات و ما و صلنا منها  لتبقى شاهدا و دليلا   على قدم  بلدة عتمور نموذجا خاصة و أنها ضاربة في أعماق التاريخ: و الشاهد تسمية صحراء العتمور على اسم بلدة عتمور عيال الوسطى و موقعها في منطقة وسط الرباطاب؛ و كذلك قرى منطقة الرباطاب عامة قديمة و موجودة و عامرة قبل وصول العناصر السكانية الوافدة لهذه المنطقة؟ .

و هل يعني أن رباط أبو شملة، الجعلي العباسي الهاشمي القرشي جد الرباطاب لم يتحدث إلا اللغة العربية و بالتالي لغة قبيلة الرباطاب الأصليه اللغة العربية بالإنتساب إلى جدهم  ؟ و هل هذا  يعني أن الرباطاب لم يتأثروا بمفردات اللهجات غير العربية المجاورة لهم مثل لغة النوبة الفاديجية و الكنزية في حلفا و دنقلا و السكوت و المحس، و لغات البجه و الهدندوه و البشاريين في شرق السودان،  و أنّ كل ما وصلنا من مفردات هذه اللغات فهي وافدة و عابرة و دخيلة على المنطقة؟.

و  يبقى السؤال الكبير لماذا لم يتم الكشف حتى الآن عن وثائق و مخطوطات و نتائج الكشوفات الأثرية و الحفريات التي تمت بصفة خاصة في منطقة شمال السودان؟ و هل ممنوع الاقتراب من معرفة تاريخ و خصائص بعض المناطق في السودان لأسباب غير معروفة و معلومة لجهات أخرى ستكشف عنها في الوقت المناسب؟ فهل من إجابة لهذه الأسئلة ؟.

و أما  ما ينقص الباحثين من أبناء المنطقة فهو  الوثائق التاريخية و المخطوطات كأدلة و شواهد و براهين لم يكشف عنها حتى الآن .  و هذه المفردات آنفة الذكر  هي ما تبقى من لغة خاصة للرباطاب وتعتبر مدخلا مهما   لبداية البحث الحقيقي عن تاريخ قبيلة الرباطاب و إعادة كتابته و تدوينه  من جديد ،  لنجمعها على الأقل ؛لتكون في الحفظ و الصون، فالمصادر المتاحة الآن لجمع تاريخ قبيلة الرباطاب هي: ما ورد من الشعر و الأدب الشعبي، و من بعض الرواة وكثير منهم مضى به العمر وما سمع منهم أكثره لم يدون ولم يتم تسجيله بطريقة صحيحة ، و من بعض المطبوعات الثقافية من قصص و روايات  ... و هذا بالطبع لا يكفي  لنرى كيف كانت عتمور  و قرى الرباطاب خاصة و منطقة الرباطاب عامة ؟ و أين وصلت الآن؟ .

 وهل سياسة الاعتماد على الذات - نحن لا نتكئ على أكتاف الآخرين بل نعمل ليتكئ الآخرون على أكتافنا - التي ورثها أبناء قبيلة الرباطاب أبا عن جد( عتمور نموذجا )، هي التي جعلت الحكومات المتعاقبة ترفع يد  الدعم عن هذه المنطقة و تعتمد كليا على مساهمات المواطنين و الأهالي و العون الذاتي في مشاريع التنمية و الخدمات و التي نفذت بالمنطقة ( مدارس ، نقاط غيار، مستشفيات و مراكز شباب ... و غيرها  ) و يرجع الفضل في تنفيذها  لأهالي منطقة الرباطاب. 

و كما هو معلوم و مما لاشك فيه، فإن إنتماء قبيلة الرباطاب للجنس العربي حسبا و نسبا  و لغتهم العربية السامية  ، بجانب إلتزامهم بتعاليم الإسلام دينا و خلقا و سلوكا و معاملة .

فهذه الخلفيات التاريخية هي التي شكلت كيان و نسيج مجتمع الرباطاب كقبيلة عربية سودانية أصيلة . فكانوا  و لا يزالون مثالا للتعايش بسلام و امان مع الاخرين و يتبعون سياسة الحوار و العقل و المنطق و الحكمة و الاقناع و الإقتناع منهجا و أسلوبا للمطالبة بحقوقهم المشروعة - التي كفلها لهم دستور البلاد - من الأنظمة السياسية المتعاقبة على حكم البلاد دون اللجوء لأساليب العنف و العصيان و التمرد كغيرهم؟ فلماذا لا تتعامل الحكومات السودانية و ولاة الأمر في البلاد مع أصحاب مثل هذه السياسات المثالية و الأساليب  الحكيمة و التي تصب في مصلحة أمن و استقرار البلاد بتوفير الخدمات الضرورية و مقومات العيش الكريم  لأبناء هذه المناطق؟ .

و هل يستقيم عقلا و نحن في الألفية الثالثة و منذ العام 2014م و حتى الان أن تكون منطقة الرباطاب أكبر منتج لاستخراج معدن الذهب النفيس في السودان و لا ينعم أهلها حتى اليوم بأبسط مقومات الحياة الكهرباء و الماء مثالا؟ ....... و أما جيل اليوم ( أبناء و بنات ) فهم أحسن حالا من جيلنا بالتعليم العالي و الدراسات العليا و البحث العلمي و الفرص المتاحة، و على العموم فمستقبل البلاد و الرقي و التحضر في المقام الأول مرهون بجودة التعليم و بتحديث  مناهجه  و الاستفادة من  مخرجاته في إيجاد كادر مؤهل و مدرب يساهم في بناء و تنمية و تطوير المجتمعات المحلية و الريفية خاصة. و الأمل معقود عليهم أبناء و بنات  اليوم و أجيال الغد  و المأمول تحقيقه منهم  تماما كأبناء بلد و منطقة واحدة ، و في المستقبل القريب، و بجهدهم و علمهم: أن تكون ابو حمد و قرى المحلية في مصاف المدن الحديثة: و أن تكون منطقة الرباطاب من أرقى المناطق في السودان بعون الله. 

 و لابد من الإشارة إلى أن الغرض من كل ما ذكرناه آنفا من مفردات و معاني و تسميات و مسميات كثيرة متنوعة و متعددة، كانت سائدة  في حقبة سابقة من الزمان في منطقة الرباطاب ، و يبقى  ما أوردناه منها  عبارة عن مفاتح بحث و إشارات و موجهات؛ لمعرفة أسباب و أصل و معاني و مدلولات الأسماء في قرى الرباطاب  خاصة و منطقة الرباطاب عامة. فهل من إضافة لمعنى أو تفسير لمعلومة أو تحليل رواية سماعية أو رواية مكتوبة و نفيها أو إثباتها؟؛ لإثراء البحث في هذا المجال،و الله أعلم،و كما هو معلوم فالحضارات مرتبطة ارتباطا وثيقا مع بعضها البعض.

 و نعلم تمام العلم أننا لم نأت بجديد،  فما كتبناه اليوم معظم  أبناء و بنات منطقة الرباطاب يعرفونه و يعلمونه جيدا و خاصة أبناء جيلنا ، و لكنها دعوة صادقة و خالصة لوحدة أبناء المنطقة و العمل بروح الفريق و الجماعة  من أجل البناء و التنمية ؛ و لإعادة كتابة تاريخ قبيلة الرباطاب في السودان من جديد في إطار التوجه العام لإعادة كتابة تاريخ السودان من جديد.

فمن واجبنا جميعا نحن أبناء الرباطاب في داخل و خارج السودان، التفكير جديا  في إعادة كتابة تاريخ منطقتنا، فما وضعنا في دائرة الهامش و الظل،  و صرنا أقل المحليات نموا في ولاية نهر النيل بالسودان، فإننا لم نكتبه بأنفسنا؛ و لذا لم يهتم بنا الآخرون، و بالتالي  لم تشمل منطقة الرباطاب خطط التنمية الشاملة التي عمت كل أنحاء  السودان، و ذلك بالرغم من ان هذه المنطقة ضاربة في أعماق التاريخ، و غنية بمواردها البشرية و الطبيعية ، و صنفت محلية  أبو حمد و منطقتها  بأنها  أكثر  مناطق السودان إنتاجاً لمعدن الذهب النفيس و الأقل نمواً من بين محليات ولاية نهر النيل، و مع هذا لقبت الصحافة السودانية أبو حمد حاضرة الرباطاب بمدينة الذهب.

- [ ] مقتبس من بحث: "الرباطاب الأصالة و المعاصرة" 

د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم 

مدونة عتمور الالكترونية السودانية

إعادة الننشر الجمعة 24/10/2025م 

——————————————————-

🔴  الموقع الإلكتروني للدخول مباشرة للمدونة 🔴

                              اضغط هنا 

....................................👇👇   ...........................

‏............... .atmoorsudan.blogspot.com.............

——————————————————-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق