العمارات والتوسعات المتتالية للمسجد النبوي الشريف عبر العصور:
( عبد الحليم، ابراهيم عثمان سعيد: الدور السعودي في حفظ الأماكن المقدسة و الآثار الإسلامية في المدينةا المنورة، رسالة ماجستير 2006م )
( عبد الحليم، ابراهيم عثمان سعيد: الدور السعودي في حفظ الأماكن المقدسة و الآثار الإسلامية في المدينةا المنورة، رسالة ماجستير 2006م )
ولأهمية المسجد ودوره في الدولة التي أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، فقد أسس هذا المسجد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قلب المدينة المنورة من ناحيتها الشرقية في السنة الأولى للهجرة ( هذه بلادنا،1420 هـ / 1999م ص 42 عن ابن كثير) ، وبنى الرسول صلى الله عليه وسلم حول مسجده حجرا لتكون مساكن له ولأهله، وكانت مساكن قصيرة البناء قريبة الفناء ( ابي الفداء ابن كثير، 1407هـ / 1987م ص 313 ).
وكما هو معلوم فإن المدينة مسورة، ومسجد النبي، عليه السلام، في وسطها، وقبره في شرقي المسجد، وبجنبه قبر أبي بكر ( رضى الله عنه ) ، وبجنب قبر أبي بكر قبر عمر ( رضى الله عنه )؛ مما أضفى قدسية على المدينة المنورة، وأصبح المسجد معروفا ( القزويني 1380هـ / 1990م ص 108)، وإذا أطلق لفظ المسجدان أريد به مسجد مكة والمدينة، وأما مساجد المدن الجوامع فتذكر عادة مع المدن ( الحموي، معجم البلدان 1376هـ / 1957م ص 124).
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها: ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى"، رواه البخاري ، عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي هذا". وأن الحديث ورد أيضا في صحيح مسلم.
وأما العمارات والتوسعات المتتالية للمسجد النبوي الشريف منذ تأسيسه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى التوسعة السعودية الثانية، فبيانها كما أوردها عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين في ندوة العناية بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة عام ( 1423 هـ ) كما يلي: ( عبد الحليم، إبراهيم عثمان سعيد، الدور السعودي 2006م).
المرحلة السنة الهجرية المساحة بالمتر المربع
بناء الرسول صلى الله عليه وسلم 1 - 7 هـ 2475
زيادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه 17 هـ 1100
زيادة عثمان بن عفان رضى الله عنه 29- 30 هـ 0496
زيادة الوليد بن عبد الملك 88- 91 هـ 2369
زيادة المهدي العباسي 161- 165 هـ 2450
زيادة السلطان أشرف قايتباي 888 هـ 0120
زيادة السلطان عبد المجيد العثماني 1265- 1277 هـ 1293
زيادة التوسعة السعودية الأولى 1372هـ 6024
الملك عبد العزيز والملك سعود
إضافة مؤقتة في عهد الملك 1394 هـ 40500
فيصل بن عبد العزيز
إضافة مؤقتة في عهد الملك 1397 هـ 43000
خالد بن عبد العزيز
التوسعة السعودية الثانية في عهد 1405/ 1414 هـ 82000
خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز
المساحة الحالية للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة 98327
ويلاحظ من بيانات وتفاصيل العمارات والتوسعات المتتالية للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة أنه لم يبق حاليا من كل العمارات والتوسعات السابقة للمسجد النبوي الشريف والتي تمت في الفترة من عام 1 هـ وإلى عام 1265هـ إلا الجزء القبلي من العمارة المجيدية ( 1265هـ / 1277هـ ) ، والواقع أن العمارة المجيدية كانت من القوة والاتقان والمتانة ، بحيث أبقي على قسم كبير منها عند تنفيذ أولى التوسعات السعودية عام ( 1373هـ / 1953م)، وكانت التوسعات السعودية تبدأ مما أبقي عليه من العمارة المجيدية ( وزارة الإعلام، هذه بلادنا، ص 105)، ومن أفضل الآثار التي سجلتها هذه العمارة وحافظت عليها ما كتب على جدران المسجد من سورة الفتح ، وقصيدة البردى، وأسماء الله الحسنى، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت عمارة السلطان عبد المجيد آخر توسعة للمسجد النبوي الشريف قبل التوسعة السعودية الأولى عام ( 1372هـ )، ( وزارة الإعلام، 1421هـ/ 2000م، الحرمان الشريفان، ص 32).
ويلاحظ أيضا من بيانات العمارات والتوسعات المتتالية للمسجد النبوي الشريف كما وردت في (ندوة العناية )؛ أن التوسعة السعودية الثانية ( 1405 هـ / 1414هـ - 1984م/ 1994م، هي أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف في التاريخ، وعرفت بالتوسعة الكبرى، والتوسعة الثانية ، وتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وبلغت مساحتها 82000 مترا مربعا، بينما المساحة الكلية والحالية للمسجد النبوي الشريف 98327 مترا مربعا.
وكنت قد لاحظت عند زيارتي للمدينة المنورة في حج عام 1415 هـ / 1995م اللوحة التذكارية التي وضعها الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود عام 1373هـ / 1953م، إيذانا ببناء التوسعة السعودية الأولى ، وبها أربعة أحجار، وتوجد هذه اللوحة كما شاهدتها داخل المسجد النبوي الشريف وعلى بعد 16 عمود تقريبا يمين باب الهجرة للداخل من الأمام.
ولاحظت أيضا في حج نفس العام 1415هـ / 1995م أن اللوحة التذكارية لوضع حجر الأساس للتوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي الشريف ( الجمعة 9/2/ 1405هـ - 2/11/ 1984م)،( توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز) قد وضعت على الجدار الخارجي للمسجد النبوي الشريف يمين باب السلام. وشاهدت أيضا في نفس العام اللوحة التذكارية ( آخر لبنة ) في التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي الشريف ( الجمعة 4/11/1414هـ - 15/4/1994م) ( توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز) قد وضعت على الجدار الخارجي للمسجد النبوي الشريف أمام باب بلال رقم ( 38) . ( عبد الحليم، إبراهيم عثمان سعيد، الدور السعودي 2006م). وهكذا تقف هذه اللوحات التذكارية شاهدا على الدور السعودي في حفظ الأماكن المقدسة والآثار الإسلامية بالمدينة المنورة؛ خدمة للإسلام والمسلمين.
المراجع:
- الحموي، شهاب الدين بن عبد الله ياقوت، معجم البلدان، المجلد الخامس، بيروت، دار صادر للطباعة والنشر، دار بيروت للطباعة والنشر، 1376هـ / 1957م.
- القزويني، زكريا بن محمد بن محمود" تصنيف"، بيروت، دار صادر للطباعة والنشر، دار بيروت للطباعة والنشر، 1380هـ / 1960م.
- ابن كثير، أبي الفداء اسماعيل، السيرة النبوية" تحقيق مصطفى عبد الواحد"، الجزء الأول، الطبعة الثالثة، بيروت - لبنان، دار الرائد العربي، 1407هـ / 1987م.
- وزارة الإعلام، هذه بلادنا، المملكة العربية السعودية، وكالة دار الصحراء السعودية، 1420هـ / 1999م.
- وزارة الإعلام، الإعلام الخارجي، المملكة العربية السعودية، الحرمان الشريفان، الطبعة الخامسة، الرياض، وزارة الإعلام، 1421هـ / 2000م.
- الحصين، عبد العزيز بن عبد الرحمن، ندوة العناية بالمسجد النبوي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، المدينة المنورة في 1/3/ 1423هـ، الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، المملكة العربية السعودية.
- عبد الحليم، إبراهيم عثمان سعيد، الدور السعودي في حفظ الأماكن المقدسة والآثار الإسلامية بالمدينة المنورة ، رسالة ماجستير غير منشورة في التاريخ الإسلامي، كلية الدراسات العليا، جامعة أم درمان الإسلامية، أم درمان، السودان، 2006م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق