بمناسبة مرور (43) عاما على: إفتتاح مدرسة عتمور الثانوية الحكومية العليا بنات، بمحلية أبو حمد بولاية نهر النيل بالاقليم الشمالي بالسودان (نموذج للعون الذاتي)
أغسطس عام 1981م - أغسطس عام 2024م
قصيدة مدرسة عتمور الثانوية العليا بنات( 1 )
لشاعر عتمور و الرباطاب / مصطفى الحاج موسى
(مقتبس من كتاب:
من الأدب الشعبي في منطقة الرباطاب بالسودان
الشاعر مصطفى الحاج موسى
حياته و نماذج من شعره، دراسة تحليلية
المؤلف : د. إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
حي العرب، أم درمان، السودان، فبراير 1989م)
دقر يا عين وغنن يا قماري
على عتمور بلد خدر ( 2 ) العشاري
مساهر ليلو لاكرام السواري
دا طامح نيلو فتحولوا المجاري
بلد مأمون ( 3 ) و غيمو عليها ضالي
شيال التقيل و شقاق صحاري
و أب آمنه ( 4 ) المكندق ( 5 ) ليهو طاري
سماع صيحة للمحتاج و حاري
معلن في الشرق ( 6 ) حالة الطوارئ
و لي ضيف الهجوع رافعلو صاري
خلاص عتمور مشت مين البجاري
و عاد هطل الخريف وين يا لواري
قريب فوق نيلا بي نرسم كباري
خلاص فارقينا ودعي يا أم مداري ( 7 )
انتي العاصمة و الدامر ضهاري ( 8 )
و انتي الأولى و التانية النباري ( 9 )
في كل المداين صفقوله
و خلاص عتمورنا فازت بالبطوله
عشان بلد الكرم و بلد الرجوله
و عشان الكلمة بي نعرف أصوله
عروس في كرنفال لبست حلوله
مجرتقه سيروها و زغرتوله
فوق العدوة ( 10 ) دي الثانوية ( 11 ) نورا يلالي
هيا على العلم يا سمحه تب لا تبالي
نحنا أهل الشرف من الزمان الخالي
مضمونين على الدهب المجمر و غالي
جنا عتمور أصيل صاحب المقام العالي
لو قلبوا الأرض ما أظن بيلقوا متالي
ما فيكم فرز تب يا العتامرة ( 12 ) جميع
تكيلوا العين لمان سوادا يضيع
فيكم همه و الضايق تجوهوا سريع
و فينا الفارس الليهو القواسي تطيع
بريد عتمور و دايما ليها سد منيع ( 13 )
أموت من أجلها و ما عندي غيرا وجيع
لو ما كانت أمي وفي ثداها رضيع
كنت أموت ندم و بين القبائل أصيع
جنا عتمور يمين الليله سوا الفوت
مالا من حلال ماهو الحرام التوت ( 14 )
ديل حرموا النفوس ماخدين قليل القوت
شادين الحزام فوق القلب مربوت
ساسا متين و في أرض الشرف مختوت ( 15 )
و يلمع طوبا بي عرق الغبش منحوت ( 16 )
اختلف الشبه و الناس تراها تجوت ( 17 )
و ما قادرين يفرزوا الفضة و الياقوت
واحدين قالوا دي الجيزه واحدين قالوا دي أسيوت ( 18 )
و الشبه الأكيد قال جامعة بيروت
يا عتمورنا إنتي خلاص بلغتي الغايه
خصاك الإله من دون عبادو عنايه
الزارعو الكريم تب ما بيدورلو سقايه
فوق راس الجبل يلوي و تكبسوا شرايه
أرض طاهرة تب ما شفنا فيها خطايه
لا شديتي بوصه و لا رفعتي الرايه ( 19 )
متلك يا خدر ما ولدت الانتايه ( 20 )
لا في الماضي لا حتى السنين الجايه
أب عثمان ( 21 ) هلالنا المابتحجبوا تخايه ( 22 )
زيك ما رأينا و لا كتب في روايه
نحترم الجور نديهوا حقو كفايه
و الفايت الحدود ليهو السيوف واسايه
قدر ما أدور أقول ألقاهو فيك قليل
زي البجدع الحصحاصه وسط النيل
أخوك يا فاطمه تلبا للحمول بي يشيل ( 23 )
دا سيل مروي الهجم كسر الفريق بالليل
دا الضل الرهين الناس تطردوا مقيل
و في نص الدرب ديوانو باقي سبيل ( 24 )
و إن ذكروا الرجال يذكر علي اسماعيل ( 25 )
أب كفا خريف المدو ماهو قليل
أبوك رجل العروض المابيعبر الكيل ( 26 )
و أمك ( 27 ) دابيه من فوق القيوف بتشيل
انطلقت شراره و تاني ما بتقيف
و في عتمور شلع برقا يتم الكيف
المدنيه عمتنا و كمان تثقيف
و الطير في سمانا الليله جر أليف
حمّر نيلنا و اتمسحت معالم القيف
و أم درمان بقت بالنسبه لينا الريف
نحنا أولاد ملوك أهل الدرع و السيف(((0000)))
نسابق يمين ساعة نشوف الضيف
نحنا أهل المكارم و الأصل و الطيبة
إن شدينا فوق درب الله فوقنا الهيبه
بنخوض أم لهيب ساعة يضوي لهيبه
نحنا الفي الحرب بنقيف رجال تاتيبه
ود حاج نور ود التوم ود جقليبه
نحنا إذا غضبنا الدنيا جاته مصيبه
نحنا عتامره نحنا كراقسه نحنا أماكه ( 28 )
نحنا أولاد عبيد و شمخت جبال التاكا ( 29 )
نحنا الملكه هيلنا و ما معانا شراكه
نحنا إذا غضبنا أمريكا جاها هلاكا ( 30 )
___________
1 - مناسبة القصيدة:
النص الأصلي للقصيدة من مذكرات الشاعر مصطفى الحاج موسى الخاصة، ومن تسجيلاتي الصوتية عن مقابلاتي الشخصية معه في الفترة 1988/ 8 فبراير 1989م ، بحي العرب بأم درمان بالسودان بمنزل الخال ( الوالد) الراحل المقيم علي الكدب اللهم ارحمه و ادخله جنة الرضوان.
( ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم، دراسة تحليلية فبراير 1989م).
وقيلت هذه القصيدة : في إفتتاح مدرسة عتمور الثانوية العليا بنات بدار الرباطاب بمحافظة أبوحمد بولاية نهر النيل في الإقليم الشمالي بالسودان في عام 1981م، وكان إفتتاحا مهيبا لم تشهد المنطقة له مثيلا، لكونها أول مدرسة ثانوية عليا للبنات على الضفة الغربية على امتداد ولاية نهر النيل، وحضر هذا الإحتفال البروفسير عبد الله أحمد عبد الله وكان حاكما للإقليم الشمالي على رأس وفد رفيع المستوى من الدامر ،بجانب ممثلين لكل مناطق الرباطاب، وشرف الإحتفال أيضا بالحضور ، الأستاذ الشاعر عبد اللطيف عبد الرحمن و كان وزيرا للتربية والتعليم بولاية نهر النيل آنذاك، ولم أجد وصفا لهذا الآحتفال أبلغ مما قال الأستاذ عبد اللطيف عبد الرحمن: " لم أرى حشدا في احتفال في منطقة ريفية بهذا المستوى إلا في عتمور ، وذكرني هذا التدافع وهذه الحشود باحتفالات مؤتمر الخريجين في يوم التعليم وعند إفتتاح المدارس الأهلية التي تبناها مؤتمر الخريجين ...". وقد حارب مؤتمر الخريجين - تأسس في عام 1938م - المستعمر الإنجليزي بلا هوادة حتى نيل البلاد للإستقلال.( إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم، تكوين مؤتمر الخريجين العام في السودان 12 فبراير 1938م، أبريل 1988م).
2 - خدر العشاري:
خضر علي مصطفى: من أعيان عتمور، وصاحب عدة مشاريع زراعية بمنطقة الرباطاب، معروف بالشهامة والرجولة والكرم، ويرجع إليه الفضل في فكرة و تأسيس هذه المدرسة، و لا تذكر عتمور إلا ويذكر معها خدر ود علي، فجزاه الله عنا خير الجزاء، فله أياد بيضاء علينا جميعا نحن أبناء عتمور. اللهم ارحمه وادخله جنة الرضوان.
3 - مأمون:
مأمون محمد عبد الله ، من أعيان عتمور، مقيم في أم درمان، من المؤسسين لهذه المدرسة، وهو صاحب مشروع زراعي في منطقة السلمات شمالي محطة أبو ديس - جنينة مأمون - اللهم ارحمه وادخله جنة الرضوان.
4 - أب آمنه عميد المزارعين ( أمحمد ود علي):
محمد علي مصطفى المياسي ، من أعيان عتمور ، مقيم بأم غدي شرقي عتمور ، صاحب مشروع زراعي رائد بأم غدي، ويعتبر من المؤسسين لهذه المدرسة، أطلق عليه العمدة الحاج علي صالح لقب عميد المزارعين في مقال له بالصحافة السودانية، اللهم ارحمه وادخله جنة الرضوان.
5 - المكندق:
أي الذي يسيطر على الشئ و يحتويه.من الكانديقة. وأشهر كانديقة في دار الرباطاب في بحر( نيل أمكي أيام الدميرة فيضان النيل).
6- الشرق:
يقصد بلدة أم غدي شرقي عتمور - عتمور شرق -.
7 - أم مداري:
إشارة للمركب الشراعية .
8 - الدامر ضهاري:
ضهاري بالنسبة لعتمور كما وصفها الشاعر مصطفى الحاج موسى:إنتي الأولى و الدامر ضهاري
بينما وصف الشاعر توفيق صالح جبريل الدامر بأنها:
( قرية وبندر ):
يا دامر المجذوب
لا أنت قرية تبدو بداوتها و لا أنت بندر
ورد عليه البروفيسور عبد الله الطيب فوصف الدامر قائلا:
الدامر فوق ذلك كله و دونها خرطوم وبارا وبربر
9 - النباري:
مكان في الجزيرة مقرات قريبا من السنجراب.
10 - العدوة :
المكان المرتفع وفي عتمور تسمى عدوة الشرف - تشرف منها على وادي عتمور و على عتمور البلدة.
11 - الثانوية :
مدرسة عتمورالثانوية العليا بنات، ومعروفة في عتمور بالعالي.
12 - العتامرة:
أهل عتمور سماهم أبو حجل ملك الرباطاب عيال الوسطى في دار الرباطاب بمحافظة أبو حمد بولاية نهر النيل بالإقليم الشمالي بالسودان.
13 - يقول الشاعر في حبه لعتمور:
يا عتمورنا أقولك بي أمانه
حبنا ليكي زي روحنا وجنانا
14 - التوت : يقصد توتو كورة.
يانصيب كرة قدم في عهد حكومة مايو 1969م.
15 - مختوت :
موضوع ، مرسوم.
16 - بي عرق الغبش منحوت:
إشارة لتشييد المدرسة بالعون الذاتي، شارك في بناء المدرسة كل أهل عتمور شيبا وشبابا رجالا ونساء و أطفالا.
17 - تجوت :
تجوط قلبت الطاء تاء - عدم القدرة على التمييز -.
18 - أسيوت:
يقصد بلدة أسيوط في صعيد مصر، قلبت الطاء تاء.
19 - البوصة و الراية :
علامات الأنادي ( الطيب محمد الطيب، الإنداية). وأكد الشاعر أن المدرسة موضوعة في أرض الشرف ولا تعرف أرضها الطاهرة البوصة و الراية.
و قال الشاعر مصطفى الحاج موسى في هذا المعنى:
مدارسا سويناها بي عرق الرجال والشده
بي أسباب " خميس " و الله ما بتتسده
20 - الإنتايه: الأنثى ، المرأة.
21 - أب عثمان: خدر ود علي ود مصطفى.
وأما عثمان ، فهو أستاذ الجيل عثمان خضر علي مصطفى،عمل معلما - بوزارة التربية و التعليم السودانية - مطلع السبعينيات بمدارس الجوير ( جوير ود ضبعة ) بمنطقة شندي، وبمدارس عطبرة وعتمور وكرقس بولاية نهر النيل بالإقليم الشمالي بالسودان، هجر مهنة التدريس باكرا، متفرغا لأعماله الخاصة، و هو الآن رجل أعمال معروف، وصاحب مشروع زراعي كبير بمنطقة كديته في منطقة الرباطاب.
و يعتبر أستاذ الاجيال/ عثمان خضر علي مصطفى من اهم المؤسسين لهذه المدرسة الرائدة و ذلكً لجهده المقدر مع والده في تكملة الاجراءات الخاصة بتصديق المدرسة و اعتمادها في عتمور بدار الرباطاب.
و هو الآن مقيم بالخرطوم حفظه الله ورعاه أبو سليمان عثمان ود خدر ود علي ود مصطفى.
22 - تخاية : سحابة.
23 - فاطمة علي مصطفى: من عتمور ، وهي الأخت الوحيدة لأولاد علي ود مصطفى ال مياس، مقيمة في العبيداب، وأبناؤها أزهري وعبد الله وأسامه والبخاري أحمد محمد رضوان، اللهم ارحمها وادخلها جنة الرضوان.
24 - ديوانو : يقصد ديوان خضر علي مصطفى ال مياس بعتمور.
25 - علي اسماعيل بخيت : أبو أمين، من أعيان عتمور، رجل أعمال معروف ، مقيم في الديم بالخرطوم، ويعتبر من المؤسسين لهذه المدرسه، اللهم ارحمه وادخله جنة الرضوان.
26 - رجل العروض: يقصد اسماعيل بخيت علي (أب أحمد ).
و هو أب الراحل المقيم علي اسماعيل بخيت أبو أمين.من أعيان عتمور، اللهم ارحمه وادخله جنة الرضوان.
27 - يقصد نفيسه الجقلبية:
أم الراحل المقيم علي اسماعيل بخيت أبو أمين. من عتمور.اللهم ارحمها وادخلها جنة الرضوان.
ذكر عنها ابنها المهندس سلمان إسماعيل بخيت الكثير في مدونته الخاصة على موقع www.google.com ، وهو من أبناء عتمور، ومقيم حاليا في الرياض بالمملكة العربية السعودية. وهذه المدونة جديرة بالإطلاع، لأنها تجربة حياة، تاريخية ، وثائقية، دونت بواقعية عن عتمور خاصة ومنطقة الرباطاب عامه. حفظك الله ورعاك أبو المدثر الباشمهندس/ سلمان اسماعيل بخيت.
(((0000نحنا أولاد ملوك أهل الدرع و السيف
ذكر نعوم شقير في كتابه جغرافية وتاريخ السودان، ص 63: عن الرباطاب : " أنهم أصحاب ككر وطاقية"، وذكر أيضا ص 426:" أنهم ملوك"، تمتد مملكتهم من وادي السنقير إلى الشامخية فيما وراء أبي حمد. 0000)))
28- عتامره، كراقسه، أماكه: إشارة إلي صلات الرحم والنسب والجوار، بين أهل عتمور وكرقس و أمكي بدار الرباطاب بمحافظة أبو حمد بولاية نهر النيل بالإقليم الشمالي بالسودان.
29 - أولاد عبيد : هم أهل العبيداب - عيال عبيد - بدار الرباطاب، وقالت فيهم الشاعرة ست النفر بت الحاج ( من الشاعرات المجيدات في عتمور بدار الرباطاب بالسودان) :
الليلة أنا بجر قافكم سمح عاجباني
جملة عيال عبيد ما فيكم الوراني
و قال فيهم الشاعر مصطفى الحاج موسى:
ديك أولاد عبيد ساكنين حدانا
أهل الحوبه في ساعة قسانا
و قال أيضا في افتتاح مدرسة العبيداب الثانوية العامه
مطلع السبعينيات قصيدة طويلة منها هذه الأبيات:
سمحه المدرسه المبنيه دابه
ساسا متين كمان طاهر ترابه
من زمنا قديم زمن الصحابه
انتوا أهل القلم و أهل الكتابه
أشوف نورك شلع فوق السحابه
من " عمرابه " لى " عبد الله يابه "
الذوق و الأدب شيبا و شبابه
و كملتوا الشجاعه قفلتوا بابه
30 - عندما قال الشاعر مصطفى الحاج موسى هذا البيت: نحنا إذا غضبنا أمريكا جاها هلاكا
يقصد وجه السخرية عند الرباطاب: ماذا يفعل الرباطاب خاصة و السودان عامة لأمريكا!؟.
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
عتمور - محلية أبو حمد