...................بسم الله الرحمن الرحيم .......................
السلسلة التوثيقية - مدونة عتمور الالكترونية السودانية
في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة-كل عام و الجميع بخير
-الأنصار أهل المدينة المنورة-
تاريخ اعادة النشر:
الأربعاء أول محرم 1445 هجريةالموافق19 يوليو 2023م
atmoorsudan.blogspot.com
في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة
-الأنصار أهل المدينة المنورة-
" اللهم حبب الينا المدينة المنورة "
( د. إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم:
الدور السعودي في حفظ الأماكن المقدسة و الآثار الإسلامية في المدينة المنورة، رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي ،2006م. الكتاب تحت الطبع تصديق المصنفات الادبية و الفنية ادارة النشر و المطبوعات وزارة الاعلام السودان ).
الاقتباس عن: مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان.
atmoorsudan.blogspot.com
منذ قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، بدأ في تكييف مجتمع المدينة حسب مبادئ الاسلام. وقد أصدر الصحيفة التي دعيت فيما بعد بدستور المدينة، وفيها آخى بين المهاجرين والأنصار، وبذلك ألغى المبدأ القبلي، وأكد بالمقابل المبدأ الإسلامي بتساوي المسلمين أمام الله والناس( شاكر موسى: المدن في الإسلام في العصر العثماني، ج 1، 1408هــ / 1988م، ص 304) .
ومن ثم بدأ المسلمون يتحدثون لا عن أوس وخزرج وقينقاع في يثرب ولكن عن أهل الطائف ومن بعد ذلك أهل اليرموك وأهل القادسية ( شاكر موسى: نفس المصدر، ص 304) .
وأهل المدينة الأنصار عليهم الرحمة والرضوان،ومنهم حمى الدبر عاصم بن الأفلح، وبليع الأرض خبيب بن ثابت، وغسيل الملائكة حنظلة بن راهب، وذو الشهادتين خزيمة بن ثابت ، ومن اهتز العرش لموته سعد بن معاذ سيد الأوس ( القزويني: آثار البلاد و أخبار العباد، 1380هـ / 1960م، ص 109 - 110).
والأنصار جمع ناصر وسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم الكريم؛ لأنهم عززوه وأكرموا وفادته عليهم ومن معه من المهاجرين.( ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم: الدور السعودي 2006م، ص 16).
والله تعالى سماهم الأنصار، وفي الجاهلية عرفوا ببني قيلة، أو الأوس والخزرج،: فعن غيلان بن جرير رحمه الله قال: قلت لأنس أرأيت اسم الأنصار، كنتم تسمون به، أم سماكم الله تبارك وتعالى؟ قال: بل سمانا الله عز وجل.." رواه البخاري. (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (سورة التوبة: الآية 100) .وعلى هذا فاسم الأنصار أطلق على أهل المدينة، ويستنتج من ذلك أن الأنصار ليس اسما لقبيلة ، بل يشمل هذا الاسم في معناه وصفـا( شمائلا وفضائلا) لمجموعة القبائل التي سكنت المدينة المنورة .( ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم: الدور السعودي 2006م، ص 18).
وهم الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغوا منزلة لا يدانيهم فيها أحد ، وهم الأوس والخزرج ( بنو قيلة ) وأبوهم حارث بن عامر ( هذه بلادنا: المملكة العربية السعودية، المدينة المنورة 7، ص 16).
فمن هم الانصار ؟
"الأنصار في التاريخ الإسلامي هم أهل المدينة المنورة الذين ناصروا رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهم ينتمون إلى قبائل الأوس والخزرج ابني حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث. هاجروا إلى يثرب بعد سيل العرم الذي أودى بسد مأرب فدخلوها بعد أن حاربوا بها يهود حتى استقر لهم الأمر بها. وكانت بين الأوس والخزرج حروب طوال قاسية كان آخرها يوم بعاث قبل الهجرة النبوية". ينظر: الموسوعة الحرة ar.m.wikipedia.org".
والأنصار وإن لم يكونوا أصحاب ثروات طائلة، إلا أنهم جميعا تنادوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة، حتى أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في موضع المسجد النبوي اليوم وأحاطت به دور الأنصار من كل جانب(صفي الدين المباركفوري: الرحيق المختوم، 1919هـ / 1998م، ص 156، 157).
وتفرق الأوس والخزرج في عالية المدينة وسافلتها وبنو الكثير من الآطام ، حتى بلغت مائة سبعة وعشرين أطما وصارت لهم كلمتهم في المدينة، خاصة وكان جيرانهم اليهود يتحالفون معهم تارة وينقضون العهد والذمة كعادتهم تارة أخرى ( هذه بلادنا: المدينة المنورة 7، نفس المصدر، ص 27).
ومن بطون الأنصار في المدينة : بني ساعدة،وبني جشم،وبني النجار،وبني عمرو بن عوف وغيرهم ( ابن كثير: السيرة النبوية،1407هـ/ 1987م، ص 321).
وفي فضل المدينة المنورة وردت أحاديث كثيرة منها: عن ابن عباس أن النبي عليه السلام،حين عزم الهجرة قال: اللهم أنك قد أخرجتني من أحب أرضك إلى فأنزلني أحب أرضك إليك! فأنزله المدينة ( القزويني: نفس المصدر، ص 108).
والمشهور عن الجمهور أن مكة أفضل من المدينة إلا المكان الذي ضم جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ابن كثير: نفس المصدر، ص 285).
والأنصار مدحهم رب العزة جلت قدرته في سورة الحشر " وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (سورة الحشر الآية: 9).( ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم: الدور السعودي 2006م، ص 16).
و في فضل الأنصار قال صلى الله عليه وسلم: ( لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، و لو سلك الناس واديا و شعبا لسلكت وادي الأنصار و شعبهم، الأنصار شعار و الناس دثار).
و قال صلى الله عليه و سلم : ( أنا سلم لمن سالمهم و حرب لمن حاربهم).
و قال صلى الله عليه وسلم فيما روى البخاري : عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه و سلم ( آية الإيمان حب الأنصار ، و آية النفاق بغض الأنصار). (ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم، الدور السعودي 2006م، ص 18 ، عن ابن كثير، نفس المصدر، ص 281، 282).
وورد أن الثابت من أسماء المدينة المنورة في السنة المطهرة ثلاثة أسماء هي: المدينة، طابة، وطيبة ( ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم،الدور السعودي2006م، ص 14 عن: العزامي، خليل ابراهيم ملا خاطر، فضائل المدينة المنورة،1413هـ / 1993م ، ص 662) .
و أما اسم يثرب فقد كانت تسمى به في الجاهلية، و كما هو معلوم فسميت بالمدينة بعد الهجرة. و أما تسميتها بالمنورة فيذهب البعض إلى أن لفظة ( المنورة ) لم ترد مع المدينة عند مؤرخي المدينة على الأقل حتى القرن الثامن الهجري، ثم غلب عليها المدينة المنورة، فقد نورها الله بنور الإسلام ، وبأن جعلها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.( ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم، الدور السعودي، رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي 2006م ص 14 عن: عبد الهادي العطا، عوض: دراسة في تاريخ المدينة المنورة العصر العثماني، ص 7).
ولمكانتها ولفضلها عند المسلمين روعيت بعض الآداب العامة في المدينة المنورة ومنها: ( ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم: الدور السعودي 2006م، ص 15) عدم الركوب ورفع الصوت في مسجدها، واستحباب الغسل عند دخولها، ولبس أحسن الثياب مع التطيب، والترجل والنزول عن الرواحل عند وصولها، والعودة من غير الطريق الذي سافر فيها، والدخول إليها ليلا، أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم.( العزامي، خليل ابراهيم ملا خاطر، نفس المصدر، 1413هـ / 1993م، ص15).
وتيسر لنا بفضل الله وبحمده زيارة المدينة المنورة مرة في حج عام 1995م / 1415 هـ ،ومرة أخرى في حج عام 2005م/ 1425هـ ، وكغيري من الزائرين للمدينة المنورة وجدت راحة كبيرة ومعاملة كريمة وكرما فياضا وتعاونا صادقا من أهل المدينة المنورة مواطنين ( كزائر ) وجهات رسمية ( كباحث )، وهذه هي شيم الأنصار وصفاتهم وأكبر دليل على وجودهم حتى اليوم في المدينة المنورة (سلوكا ومعاملة ).
وما لمسته شخصيا من معاملة أهل المدينة المنورة لضيوف الرحمن والزائرين بلطف ورقي، لم أجده في أي مكان آخر زرته في العديد من البلدان،خاصة وأن المدينة المنورة تعد اليوم في مصاف المدن الحديثة و المتقدمة في العالم، مع احتفاظها بقدسيتها كمدينة دينية تضم المسجد النبوي الشريف، ويندر أن تجد مثل هذه المعاملة الكريمة اليوم في مثل هذه المدن الحديثة ، بينما حافظ أهل المدينة المنورة على هذا السلوك الحضاري الراقي المستمد من صفات و شمائل الأنصار ؛ليبقى دليلا وشاهدا على وجودهم اليوم في المدينة المنورة.ينظر:atmoorsudan.blogspot.com
"فاللهم حبب إلينا المدينة المنورة".
و صلى الله و سلم على نبينا محمد بن عبد الله و على اله و صحبه اجمعين ... و كل عام و الجميع بخير.
atmoorsudan.blogspot.com
د.إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
الأربعاء : غرة محرم 1445هجرية الموافق 19 يوليو 2023م
مدونة عتمور الالكترونية السودانية
atmoorsudan.blogspot.com
—————————————————————
—————————————————————
✳ السلسلة التوثيقية - النسخة الاحتياطية على الموقع الإلكتروني لمدونة عتمور الإلكترونية السودانية✳
................👇👇 .................
atmoorsudan.blogspot.com—————————————————————
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق