إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الصفحات

الاثنين، 21 فبراير 2022

رحيل الفقهاء : فقيه عتمور بدار الرباطاب القلوباوي

 رحيل الفقهاء 

     

         فقيه عتمور


      (  القلوباوي  )



رحل اليوم السبت الثامن عشر من رجب الفرد لسنة ١٤٤٣ للهجرة الذي يوافقه التاسع عشر من فبراير لسنة  ٢٠٢٢ للميلاد  فقيه عتمور والمنطقة وركن من أركانها الأساسية  شيخنا  إبراهيم  محمد حاج نور  ( القلوباوي )  صاحب السمت الوقور والهيئة القرآنية - عليه رحمة الله - وبرحيله تهتز أركان المنطقة التي كان يجوبها جيئة وذهابا   - في خلاوي بربر والحلفا وكدباس  والخلوة أم راو  و ... و ...  -   متعلما ثم معلما لكتاب الله الكريم  بعد أن حفظه وتبحر في تفسيره وأسباب نزوله وعرف محكمه ومتشابهه وميز بين الناسخ والمنسوخ من آياته  وأصبح حجة يجتمع عنده طلاب العلم لتلقي علوم القرآن وكان نعم المعلم الذي تشتهي أن يسترسل مطنبا في تبيانه وبيانه وقد انداحت أسرار القرآن وعذوبة لفظه في أحاديثه ومشافهته فكان يلقيها عصارة مركزة تجتذبها الأفهام ويزيل بها الإبهام وتجد عنده الإجابة الشافية والحجة الماضية التي تروي الظمأ وتشفي الغليل. 

وإن سألته عن الأنساب فهو البحر العباب  والشهد المستطاب في شرح الأنساب والجمع بين الأحباب والداعية إلى صلة الأرحام  وكان صاحب عقل متقد وذاكرة قوية سريع الحفظ لا يعرف النسيان إلى دهاليز عقله سبيلا  يسعد بالسؤال ويفي في الإجابة مما جمع حوله المريدين والمحبين والمتعلمين الباحثين عن التوثيق والحقائق في شتى ضروب المعرفة والعلم  ؛ ولا شك أن رحيله سوف يترك فراغا كبيرا في مجالات مختلفة نسأل الله أن يسخر للأمة من يملأ هذا الفراغ من أبنائه الكرام بعد أن يجتمعوا على إرث والدهم المهول من المعارف والعلم مصنفين وجامعين ومحققين وبازلين للخير الذي تركه والدهم وألا يتركوا مجالا لانقطاع هذه المعارف وانطفاء شعلة القرآن الكريم التي انداحت في هذه البقعة المباركة منذ أمد بعيد وأن يكونوا خير خلف لخير سلف  والله المستعان والهادي إلى سواء  السبيل  . ونسأل الله الكريم أن يحفظ شيخنا تحت الأرض ويوم العرض وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ومن الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله إنه سميع مجيب  (  وإنا لله وإنا إليه راجعون ) .


هاشم الرفاعي علي مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق