السكة حديد
شاعر الرباطاب : مصطفى الحاج موسى
الإقتباس من كتاب :
من الأدب الشعبي في منطقة الرباطاب بالسودان، الشاعر مصطفى الحاج موسى، حياته و نماذج من شعره، دراسه تحليليه، جمع و إعداد : إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم، فبراير 1989م.
atmoorsudan.blogspot.com
" و أما سخريته من السكه حديد، فمصحوبة بحسرة و مرارة؛ لضياعها كمؤسسة اقتصادية، و لأنه اكتوى بنار العمل فيها، و تدرج في العمل الوظيفي حتى درجة ناظر محطة حتى رحيله عن دنيانا الفانية في عام 2005م ، و قاسى منها الكثير في سبيل النهوض بها و المحافظة عليها، ففي قصيدته سكه حديد غريبه يقول:
سكه حديد شقاوه
و سكه حديد عذاب
بالخلا و السمايم
كم هلكت شباب
لا كلمات تشجع
و لا مطلب مجاب
و الرؤساء الأفاضل
فالحين في العقاب
و يقول في السكه حديد ايضا:
شايلنك برانا
و ساقنك دمانا
في الخلا و الضلام
عايشين في شقانا
يا الله الكريم أرجوك تم منانا
يتقلع قضيبه و الباصات كفانا
و قد تحسر الشاعر كثيرا على الحالة التي آلت إليها السكه حديد اليوم، بعد أن كانت مثالا للضبط و الربط ، بل كان الناس يضبطون ساعاتهم على مواعيد قيام و وصول قطاراتها؛ و ذلك لدقة مواعيدها و انتظام سيرها و شتان ما بين الأمس و اليوم:
السكه حديد ناسا زمان وضعوها
بس يا ليتهم لو مره جو زاروها
يجدوا الخرده عربات في الكوش حرقوها
عارفين من زمان ما بيقدروا يديروها
ثم يرمي باللائمة على جهازها الإداري و محاباة بعض العمال و الموظفين، و عطبره و غيرها من المدن الكبيره أصبحت حكرا على عدد من الناس، فنجده يقول في ذلك:
جل جلاله ساعة وزع البلدان
و عطبره بالاسم لى ناس فلان و فلان
يروح برهان يجى عمران
و نحنا يانا ديل في حالنا زي ما كان
و بعد أن فقد الأمل في إصلاح حال السكه حديد كغيره من العاملين فيها،نجده قد بلغ قمة الياس في هذه الأبيات :
راجين الكريم الواحد المنان
يتهد البناء و تتقلع القضبان
و يمسحا من جنوبا و لى قريب أسوان
نهاجر لى بلاد العجم و العربان
نسكن في الخيم قبله و صعيد لبنان
لو كان ما البصيره و العقل عميان
أخير مساح جزم في شوارع أم درمان
و لابد من الاشاره هنا إلى أن الشاعر مصطفى الحاج موسى قد عمل بالسكه حديد في كل مناطق السودان و عاصر العديد من العاملين فيها في الكثير من المحطات و من الذين عاصرهم على سبيل المثال من أبناء الرباطاب:
- المناضل و النقابي الكبير /
عبد الرحمن علي عبد الرحمن درملي والد عبد المنعم درملي كبير و الشفيع درملي.
- محمد عبد الواحد .
- محجوب دياب بخيت.
- العمده سعيد عبد الحليم.
- عمر دياب بخيت.
- بخيت اسماعيل بخيت.
و ختاما يبقى السؤال الكبير... من منا لم يتحسر على ضياع سكك حديد السودان ؟ فمتى نعيد للسكه حديد سيرتها الاولى!؟... و حقا لا بديل للسكه حديد إلا السكه حديد."
و في هذا المقام أيضا حق للبرلماني و المناضل و النقابي و الشاعر الكبير / الحاج عبد الرحمن أن يقول في رد اعتبار عاصمة الحديد و النار عطبره هذا القول المشهور :
" لا عاش من ازدراك يا عطبره".
أنا عطبرة يا عطبرة كم منك انبرى
سهم يجلجل صوته لا لن تباع و تشترى
نحن الدروع لأرضنا نحن الطليعة الثائرة
لا نامت الجبناء لا عاش من بك ازدرى
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
atmoorsudan.blogspot.com
شاعر الرباطاب : مصطفى الحاج موسى
الإقتباس من كتاب :
من الأدب الشعبي في منطقة الرباطاب بالسودان، الشاعر مصطفى الحاج موسى، حياته و نماذج من شعره، دراسه تحليليه، جمع و إعداد : إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم، فبراير 1989م.
atmoorsudan.blogspot.com
" و أما سخريته من السكه حديد، فمصحوبة بحسرة و مرارة؛ لضياعها كمؤسسة اقتصادية، و لأنه اكتوى بنار العمل فيها، و تدرج في العمل الوظيفي حتى درجة ناظر محطة حتى رحيله عن دنيانا الفانية في عام 2005م ، و قاسى منها الكثير في سبيل النهوض بها و المحافظة عليها، ففي قصيدته سكه حديد غريبه يقول:
سكه حديد شقاوه
و سكه حديد عذاب
بالخلا و السمايم
كم هلكت شباب
لا كلمات تشجع
و لا مطلب مجاب
و الرؤساء الأفاضل
فالحين في العقاب
و يقول في السكه حديد ايضا:
شايلنك برانا
و ساقنك دمانا
في الخلا و الضلام
عايشين في شقانا
يا الله الكريم أرجوك تم منانا
يتقلع قضيبه و الباصات كفانا
و قد تحسر الشاعر كثيرا على الحالة التي آلت إليها السكه حديد اليوم، بعد أن كانت مثالا للضبط و الربط ، بل كان الناس يضبطون ساعاتهم على مواعيد قيام و وصول قطاراتها؛ و ذلك لدقة مواعيدها و انتظام سيرها و شتان ما بين الأمس و اليوم:
السكه حديد ناسا زمان وضعوها
بس يا ليتهم لو مره جو زاروها
يجدوا الخرده عربات في الكوش حرقوها
عارفين من زمان ما بيقدروا يديروها
ثم يرمي باللائمة على جهازها الإداري و محاباة بعض العمال و الموظفين، و عطبره و غيرها من المدن الكبيره أصبحت حكرا على عدد من الناس، فنجده يقول في ذلك:
جل جلاله ساعة وزع البلدان
و عطبره بالاسم لى ناس فلان و فلان
يروح برهان يجى عمران
و نحنا يانا ديل في حالنا زي ما كان
و بعد أن فقد الأمل في إصلاح حال السكه حديد كغيره من العاملين فيها،نجده قد بلغ قمة الياس في هذه الأبيات :
راجين الكريم الواحد المنان
يتهد البناء و تتقلع القضبان
و يمسحا من جنوبا و لى قريب أسوان
نهاجر لى بلاد العجم و العربان
نسكن في الخيم قبله و صعيد لبنان
لو كان ما البصيره و العقل عميان
أخير مساح جزم في شوارع أم درمان
و لابد من الاشاره هنا إلى أن الشاعر مصطفى الحاج موسى قد عمل بالسكه حديد في كل مناطق السودان و عاصر العديد من العاملين فيها في الكثير من المحطات و من الذين عاصرهم على سبيل المثال من أبناء الرباطاب:
- المناضل و النقابي الكبير /
عبد الرحمن علي عبد الرحمن درملي والد عبد المنعم درملي كبير و الشفيع درملي.
- محمد عبد الواحد .
- محجوب دياب بخيت.
- العمده سعيد عبد الحليم.
- عمر دياب بخيت.
- بخيت اسماعيل بخيت.
و ختاما يبقى السؤال الكبير... من منا لم يتحسر على ضياع سكك حديد السودان ؟ فمتى نعيد للسكه حديد سيرتها الاولى!؟... و حقا لا بديل للسكه حديد إلا السكه حديد."
و في هذا المقام أيضا حق للبرلماني و المناضل و النقابي و الشاعر الكبير / الحاج عبد الرحمن أن يقول في رد اعتبار عاصمة الحديد و النار عطبره هذا القول المشهور :
" لا عاش من ازدراك يا عطبره".
أنا عطبرة يا عطبرة كم منك انبرى
سهم يجلجل صوته لا لن تباع و تشترى
نحن الدروع لأرضنا نحن الطليعة الثائرة
لا نامت الجبناء لا عاش من بك ازدرى
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
atmoorsudan.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق