تغيير نظام السلم التعليمي في السودان ( 1 )
بقلم: ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
* عن: مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان
* نشر بصحيفة الراكوبة الإلكترونية بتاريخ 26/4/2014م
* نشر في سودارس محرك بحث إخباري: عن صحيفة الراكوبة
* نشر في صحيفة المشاهير الإلكترونية: عن صحيفة الراكوبة
ورد في الأنباء يوم الاثنين 21/4/2014: " .... هذا ما جاء على
لسان وزير التربية و التعليم يوم الاثنين الفائت
بعدلقائها برئيس الجمهورية ، بحيث أكدت
بأن العام القادم 2014/2015م سوف يشهد إضافة
الفصل التاسع لمرحلة الأساس..." .
وكنا اوردنا في مقالنا بتاريخ 16 مايو 2011م
- قبل قيام مؤتمر التعليم و صدور توصياته
بمؤتمرات كنانة و الخرطوم - مطالبتنا بإضافة الفصل التاسع
لمرحلة الأساس . و أعيد نشر هذا المقال
نقلاً عن مدونة عتمور عيال الوسطى بدار الرباطاب بالسودان:
يمكن تغيير نظام السلم التعليمي الحالي في السودان
( تجربة الإنقاذ يونيو 1989م) على أسس ومرتكزات جديدة
من واقع التجربة - كمقترحات:
من واقع تجربتي العملية في مجال التدريس والإدارة
المدرسية في السودان واليمن وسلطنة عمان،
في المدارس الحكومية والخاصة والعالمية،
في جميع مراحل التعليم: الإبتدائي والأساسي والثانوي -
و منها:
1- تحديد سنوات الدراسة لتكون ( 12 عاما) بدلا عن ( 11 عاما).
( التجربة السودانية في التعليم وتجربة بعض الدول العربية
ودول العالم الأخرى).
2- اعتماد نظام التعليم الأساسي تسع سنوات ( 1 - 9 ) :
( المقترح إضافة عام لمرحلة الأساس).
( حلقة أولى من الصف الأول إلى الصف الرابع / حلقة ثانية من
الصف الخامس إلى الصف التاسع) .
( الاستفادة من تجربة بعض الدول العربية في المدارس
الحكومية والخاصة).
3- التعليم الثانوي ( 3 سنوات) : ( 10 / 11 / 12 ).
(الاستفادة من تجربة بعض الدول العربية في المدارس
الحكومية والخاصة ).
* وأما من تجربتي في المدارس العالمية في بعض الدول
العربية فنظام التعليم فيها:( 12 عاما ) من 1 - 12 :
* التعليم الإبتدائي من الصف الأول إلى الصف السادس.
* التعليم الثانوي من الصف السابع إلى الصف الثاني عشر.
( تخصص مواد).
( الاستفادة من الهيكلة الإدارية في المدارس العالمية كما يلي :
- مدير المدرسة
- وكيل المدرسة.
- مشرف قسم رياض الأطفال.
- مشرف القسم التمهيدي.
- مشرف المرحلة الإبتدائية. و يساعده مشرف على الصفوف
1 - 3 ، و مشرف آخر على الصفوف 4 - 6 .
- مشرف المرحلة الثانوية. و يساعده مشرف على
الصفين السابع و الثامن، و مشرف على الصفين التاسع
و العاشر ، ومشرف آخر على الصفين 11 - 12).
4- إدخال نظام المنهج التكاملي في الحلقة الأولى
( معلم الصف) الإستفادة من خبرة المعلم السوداني.
( بعض الدول العربية في مرحلة التجريب للعودة لهذا النظام،
بعد تقييمها لنظام التعليم الأساسي
والتعليم العام و التقويم المستمر كأسلوب قياس وتقويم،
وذلك بعد التجربة و التطبيق لهذه النظم
لسنوات طويلة).
5- إدخال نظام المجالات في مرحلة التعليم الأساسي:
أ/ المجال الأول: اللغة العربية، التربية الإسلامية،
المهارات الحياتية، الدراسات الإجتماعية.
ب/ المجال الثاني: العلوم الرياضيات.
ج / المجال الثالث: اللغة الإنجليزية.( لغات أجنبية).
( الاستفادة من تجربة بعض الدول العربية).
6- تغيير النظام التعليمي يتطلب تغيير المناهج في مرحلتي
الأساس والثانوي، وتضمين المناهج الدراسية المواد التالية:
الرياضة المدرسية، الفنون التشكيلية، المهارات الحياتية،
الدراسات الإجتماعية، المجتمع المحلي، تقنية المعلومات،
المهارات الموسيقية، مناهج بحث،الجغرافيا،
التاريخ والحضارة الإسلامية، والتنمية المعرفية.
7- تغيير أساليب القياس والتقويم المتبعة حاليا،
وإدخال نظام التقويم المستمر
في مرحلتي الأساس والثانوي.
8- إتباع نظام الفصلين الدراسيين في مرحلتي
الأساس والثانوي.
9- تفعيل دور الإشراف والتوجيه التربوي.
10- تفعيل دور تطوير الأداء المدرسي على مدار العام،
والإهتمام بالتدريب والإنماء المهني للمعلمين.
( الاستفادة من تجربة البوابة التعليمية،
وزارة التربية و التعليم سلطنة عمان).
11- استحداث شهادة التعليم الأساسي بعد الصف التاسع.
( لا تمنح شهادة في كثير من الدول).
12- استحداث شهادة ( دبلوم الثانوي العام)
بعد الصف الثاني عشر.( تجربة بعض الدول العربية ).
13- إنشاء قسم أو مركز ( تجاري) بالوزارة لتطوير
الأداء الأكاديمي:
أ/ ( تدريب معلمين حملة بكالوريوس خبرات طويلة
وحملة ماجستير ودكتوراة)،
( يمنح شهادة إعداد تربوي وتدريب إداري (فترة شهر)
في مجالات ( الإدارة العامة/ الإدارة المدرسية/
القياس والتقويم/ الإنماء المهني
/ الجودة في التعليم/ تقنيات التعليم).
( الاستفادة من تجربة مركز تطوير الأداء الأكاديمي
جامعة الخرطوم السودان).
ب / تدريب وتأهيل المعلمين ( حملة بكالوريوس)
من غير خريجي كليات التربية
( فترة سنة دراسية كاملة، يمنح شهادة تأهيل تربوي
إعداد معلم مادة مجال أول / مجال ثان/لغة إنجليزية/
فنون تشكيلية/ تقنية معلومات رياضيات/ علوم ..الخ
(الاستفادة من تجربة كلية التربية جامعة عجمان
في إعداد المعلمين ).( دعم موارد ذاتية للوزارة).
14- فصل صفوف مرحلة رياض الأطفال
( مبنى وإدارة) ( روضة وتمهيدي )
عن مباني مرحلتي الأساس والثانوي.
( الفصل عن طريق الحواجز و ترتيب الصفوف ).
( الاستفادة من تجربة المدارس العالمية في
ترتيب وتنظيم الصفوف الدراسية).
15- الإستفادة من تجربة بعض الدول العربية في
تحديد الفئات العمرية لطلاب رياض الأطفال
والأول الأساسي ( تسجيل الطلاب- الفئة العمرية
تحسب حتى بداية العام الدراسي المعلن
من قبل الوزارة ) على النحو الآتي:
أ/ مرحلة رياض الأطفال:
1/ الروضة ( ثلاث سنوات وشهرين).
2/ التمهيدي ( أربع سنوات وشهرين).
ب/ الأول الأساسي :
( خمس سنوات وتسعة أشهر).
*وأحسب أن القائمين على أمر التربية والتعليم
في بلادي لا ينقصهم الفكر ، والتخطيط،
والتأهيل التربوي، والخبرة العملية الطويلة الممتازة
في حقل التربية والتعليم داخل وخارج السودان،
بقدر ماهم في أمس الحاجة إلى جهات داعمة حكومية
أو أهلية أو مراكز دعم من داخل وخارج السودان؛
لتنفيذ الخطط البديلة.
ومهما كلف الأمر لابد من تغيير السلم التعليمي الحالي
( 11 عاماً ) إلى ( 12 عاماً) ؛ لأن سلبياته أكثر من إيجابياته.
*وأما العودة لنظام السلم التعليمي القديم 4/4/4 أو 6/3/3
كما يرى البعض، فهي دعوة وجدان وعاطفة وحنين
إلى الماضي، أكثر مما هي رؤية لتغيير مستقبلي
يصب في مصلحة تطوير التعليم وجودته في السودان.
*فالنظام التعليمي في كل دول العالم متغير ومتجدد،
وأي نظام تعليمي غير قابل للتجديد والتطوير
يعتبر نظاما جامدا، فالنظام القديم لا يواكب متطلبات
العصر من تخصصات وعلوم وتقنيات جديدة،
وأساليب وطرق تدريس حديثة. وهو أيضا لا يلبي
متطلبات الكم الهائل من طلبة العلم في هذا العصر،
ولا يتسع لتخصصات جديدة،ولا يستوعب الأعداد
الهائلة من المعلمين المؤهلين تربويا.
*وليعلم الجميع أن سياسة التعليم وأنظمته في أي بلد
من بلدان العالم هي سياسة دولة، وليست سياسة
حزب سياسي حاكم أو جماعة أو طائفة،
وأن حق التعليم مكفول للجميع بنص الدستور.
ومن حسن حظنا في السودان
- وبالرغم من أننا كنا رواد التعليم في محيطنا
العربي والإفريقي ( إعارة وتعاقد) -
أنه بالإمكان الوصول إلى اختيار سلم تعليمي جديد
ونموذجي بمواصفات خاصة،من تجاربنا ( 12 عاما )
و ( 11 عاما)، ومن تجارب دول العالم من حولنا،
ليكون بديلا مناسبا، خاصة إذا ما بدأنا
من حيث انتهى الآخرون.
إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
مسقط، سلطنة عمان، الاثنين 16 مايو 2011م
مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان
( abdulhaleamibrahim@hotmail.com )
( Facebook.com Ibrahim Osman )
بقلم: ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
* عن: مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان
* نشر بصحيفة الراكوبة الإلكترونية بتاريخ 26/4/2014م
* نشر في سودارس محرك بحث إخباري: عن صحيفة الراكوبة
* نشر في صحيفة المشاهير الإلكترونية: عن صحيفة الراكوبة
ورد في الأنباء يوم الاثنين 21/4/2014: " .... هذا ما جاء على
لسان وزير التربية و التعليم يوم الاثنين الفائت
بعدلقائها برئيس الجمهورية ، بحيث أكدت
بأن العام القادم 2014/2015م سوف يشهد إضافة
الفصل التاسع لمرحلة الأساس..." .
وكنا اوردنا في مقالنا بتاريخ 16 مايو 2011م
- قبل قيام مؤتمر التعليم و صدور توصياته
بمؤتمرات كنانة و الخرطوم - مطالبتنا بإضافة الفصل التاسع
لمرحلة الأساس . و أعيد نشر هذا المقال
نقلاً عن مدونة عتمور عيال الوسطى بدار الرباطاب بالسودان:
يمكن تغيير نظام السلم التعليمي الحالي في السودان
( تجربة الإنقاذ يونيو 1989م) على أسس ومرتكزات جديدة
من واقع التجربة - كمقترحات:
من واقع تجربتي العملية في مجال التدريس والإدارة
المدرسية في السودان واليمن وسلطنة عمان،
في المدارس الحكومية والخاصة والعالمية،
في جميع مراحل التعليم: الإبتدائي والأساسي والثانوي -
و منها:
1- تحديد سنوات الدراسة لتكون ( 12 عاما) بدلا عن ( 11 عاما).
( التجربة السودانية في التعليم وتجربة بعض الدول العربية
ودول العالم الأخرى).
2- اعتماد نظام التعليم الأساسي تسع سنوات ( 1 - 9 ) :
( المقترح إضافة عام لمرحلة الأساس).
( حلقة أولى من الصف الأول إلى الصف الرابع / حلقة ثانية من
الصف الخامس إلى الصف التاسع) .
( الاستفادة من تجربة بعض الدول العربية في المدارس
الحكومية والخاصة).
3- التعليم الثانوي ( 3 سنوات) : ( 10 / 11 / 12 ).
(الاستفادة من تجربة بعض الدول العربية في المدارس
الحكومية والخاصة ).
* وأما من تجربتي في المدارس العالمية في بعض الدول
العربية فنظام التعليم فيها:( 12 عاما ) من 1 - 12 :
* التعليم الإبتدائي من الصف الأول إلى الصف السادس.
* التعليم الثانوي من الصف السابع إلى الصف الثاني عشر.
( تخصص مواد).
( الاستفادة من الهيكلة الإدارية في المدارس العالمية كما يلي :
- مدير المدرسة
- وكيل المدرسة.
- مشرف قسم رياض الأطفال.
- مشرف القسم التمهيدي.
- مشرف المرحلة الإبتدائية. و يساعده مشرف على الصفوف
1 - 3 ، و مشرف آخر على الصفوف 4 - 6 .
- مشرف المرحلة الثانوية. و يساعده مشرف على
الصفين السابع و الثامن، و مشرف على الصفين التاسع
و العاشر ، ومشرف آخر على الصفين 11 - 12).
4- إدخال نظام المنهج التكاملي في الحلقة الأولى
( معلم الصف) الإستفادة من خبرة المعلم السوداني.
( بعض الدول العربية في مرحلة التجريب للعودة لهذا النظام،
بعد تقييمها لنظام التعليم الأساسي
والتعليم العام و التقويم المستمر كأسلوب قياس وتقويم،
وذلك بعد التجربة و التطبيق لهذه النظم
لسنوات طويلة).
5- إدخال نظام المجالات في مرحلة التعليم الأساسي:
أ/ المجال الأول: اللغة العربية، التربية الإسلامية،
المهارات الحياتية، الدراسات الإجتماعية.
ب/ المجال الثاني: العلوم الرياضيات.
ج / المجال الثالث: اللغة الإنجليزية.( لغات أجنبية).
( الاستفادة من تجربة بعض الدول العربية).
6- تغيير النظام التعليمي يتطلب تغيير المناهج في مرحلتي
الأساس والثانوي، وتضمين المناهج الدراسية المواد التالية:
الرياضة المدرسية، الفنون التشكيلية، المهارات الحياتية،
الدراسات الإجتماعية، المجتمع المحلي، تقنية المعلومات،
المهارات الموسيقية، مناهج بحث،الجغرافيا،
التاريخ والحضارة الإسلامية، والتنمية المعرفية.
7- تغيير أساليب القياس والتقويم المتبعة حاليا،
وإدخال نظام التقويم المستمر
في مرحلتي الأساس والثانوي.
8- إتباع نظام الفصلين الدراسيين في مرحلتي
الأساس والثانوي.
9- تفعيل دور الإشراف والتوجيه التربوي.
10- تفعيل دور تطوير الأداء المدرسي على مدار العام،
والإهتمام بالتدريب والإنماء المهني للمعلمين.
( الاستفادة من تجربة البوابة التعليمية،
وزارة التربية و التعليم سلطنة عمان).
11- استحداث شهادة التعليم الأساسي بعد الصف التاسع.
( لا تمنح شهادة في كثير من الدول).
12- استحداث شهادة ( دبلوم الثانوي العام)
بعد الصف الثاني عشر.( تجربة بعض الدول العربية ).
13- إنشاء قسم أو مركز ( تجاري) بالوزارة لتطوير
الأداء الأكاديمي:
أ/ ( تدريب معلمين حملة بكالوريوس خبرات طويلة
وحملة ماجستير ودكتوراة)،
( يمنح شهادة إعداد تربوي وتدريب إداري (فترة شهر)
في مجالات ( الإدارة العامة/ الإدارة المدرسية/
القياس والتقويم/ الإنماء المهني
/ الجودة في التعليم/ تقنيات التعليم).
( الاستفادة من تجربة مركز تطوير الأداء الأكاديمي
جامعة الخرطوم السودان).
ب / تدريب وتأهيل المعلمين ( حملة بكالوريوس)
من غير خريجي كليات التربية
( فترة سنة دراسية كاملة، يمنح شهادة تأهيل تربوي
إعداد معلم مادة مجال أول / مجال ثان/لغة إنجليزية/
فنون تشكيلية/ تقنية معلومات رياضيات/ علوم ..الخ
(الاستفادة من تجربة كلية التربية جامعة عجمان
في إعداد المعلمين ).( دعم موارد ذاتية للوزارة).
14- فصل صفوف مرحلة رياض الأطفال
( مبنى وإدارة) ( روضة وتمهيدي )
عن مباني مرحلتي الأساس والثانوي.
( الفصل عن طريق الحواجز و ترتيب الصفوف ).
( الاستفادة من تجربة المدارس العالمية في
ترتيب وتنظيم الصفوف الدراسية).
15- الإستفادة من تجربة بعض الدول العربية في
تحديد الفئات العمرية لطلاب رياض الأطفال
والأول الأساسي ( تسجيل الطلاب- الفئة العمرية
تحسب حتى بداية العام الدراسي المعلن
من قبل الوزارة ) على النحو الآتي:
أ/ مرحلة رياض الأطفال:
1/ الروضة ( ثلاث سنوات وشهرين).
2/ التمهيدي ( أربع سنوات وشهرين).
ب/ الأول الأساسي :
( خمس سنوات وتسعة أشهر).
*وأحسب أن القائمين على أمر التربية والتعليم
في بلادي لا ينقصهم الفكر ، والتخطيط،
والتأهيل التربوي، والخبرة العملية الطويلة الممتازة
في حقل التربية والتعليم داخل وخارج السودان،
بقدر ماهم في أمس الحاجة إلى جهات داعمة حكومية
أو أهلية أو مراكز دعم من داخل وخارج السودان؛
لتنفيذ الخطط البديلة.
ومهما كلف الأمر لابد من تغيير السلم التعليمي الحالي
( 11 عاماً ) إلى ( 12 عاماً) ؛ لأن سلبياته أكثر من إيجابياته.
*وأما العودة لنظام السلم التعليمي القديم 4/4/4 أو 6/3/3
كما يرى البعض، فهي دعوة وجدان وعاطفة وحنين
إلى الماضي، أكثر مما هي رؤية لتغيير مستقبلي
يصب في مصلحة تطوير التعليم وجودته في السودان.
*فالنظام التعليمي في كل دول العالم متغير ومتجدد،
وأي نظام تعليمي غير قابل للتجديد والتطوير
يعتبر نظاما جامدا، فالنظام القديم لا يواكب متطلبات
العصر من تخصصات وعلوم وتقنيات جديدة،
وأساليب وطرق تدريس حديثة. وهو أيضا لا يلبي
متطلبات الكم الهائل من طلبة العلم في هذا العصر،
ولا يتسع لتخصصات جديدة،ولا يستوعب الأعداد
الهائلة من المعلمين المؤهلين تربويا.
*وليعلم الجميع أن سياسة التعليم وأنظمته في أي بلد
من بلدان العالم هي سياسة دولة، وليست سياسة
حزب سياسي حاكم أو جماعة أو طائفة،
وأن حق التعليم مكفول للجميع بنص الدستور.
ومن حسن حظنا في السودان
- وبالرغم من أننا كنا رواد التعليم في محيطنا
العربي والإفريقي ( إعارة وتعاقد) -
أنه بالإمكان الوصول إلى اختيار سلم تعليمي جديد
ونموذجي بمواصفات خاصة،من تجاربنا ( 12 عاما )
و ( 11 عاما)، ومن تجارب دول العالم من حولنا،
ليكون بديلا مناسبا، خاصة إذا ما بدأنا
من حيث انتهى الآخرون.
إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
مسقط، سلطنة عمان، الاثنين 16 مايو 2011م
مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان
( abdulhaleamibrahim@hotmail.com )
( Facebook.com Ibrahim Osman )
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
* نقلا عن: مدونة عتمور عيال الوسطى
في دار الرباطاب بالسودان
* نشر بصحيفة الراكوبة الإلكترونية
الإثنين 28 / 4 / 2014م.
* نشر في صحيفة المشاهير الإلكترونية
* نشر في سودارس محرك بحث إخباري: عن صحيفة الراكوبة
فالتعديل الذي سيتم بعد إضافة العام التاسع لمرحلة التعليم الأساسي في السودان، لم يأت بجديد، و طالب به عدد من خبراء التربية و التعليم و العديد من المعلمين و المعلمات داخل و خارج السودان، قبل انعقاد آخر مؤتمر للتعليم في السودان، و منذ أن غيرت حكومة الإنقاذ يونيو 1989م نظام السلم التعليمي في السودان من اثنى عشر عاما إلى أحد عشر عاما.
فالنظام التعليمي من الأول إلى الثاني عشر ( أساسي و ثانوي) متبع و معمول به و لسنوات في غالبية الدول العربية و عدد من دول العالم عدا السودان.
فهذا التعديل جاء تصحيحا لوضع قائم المقصود منه إعادة سنوات الدراسة في السودان إلى اثنى عشر عاما بدلا عن أحد عشر عاما، و بالتالي أصبح التعديل حتميا و ضروريا و واقعا معاشا اقتضته ظروف المرحلة، فكان لا بد من ذلك؛ لمواكبة المستجدات التي طرأت على أنظمة التربية و التعليم حول العالم و الرامية إلى تحديث المناهج الدراسية، و الاهتمام بالإنماء المهني و تطوير الأداء الأكاديمي للمعلمين، و رفع القدرات و تحسين الإدارة المدرسية و تحديثها و تطويرها، و ادخال وسائل التدريس باستخدام التقنيات الحديثة، و تحديث المبنى المدرسي، و الاهتمام بنظافة البيئة المدرسية و الصحة المدرسية، إضافة إلى إشراك أولياء الأمور و أعضاء مجالس الآباء و الأمهات و الاستعانة بهم في ربط المدرسة بالمجتمع المحلي، كل هذا وصولا لأعلى معايير الجودة في التعليم.
و في مطلع السبعينيات و في العام الدراسي 1969/ 1970م ، طبقّت وزارة التربية و التعليم السودانية في عهد مايو 1969م، تجربة فريدة و رائدة؛ أدت إلى تغيير نظام السلم التعليمي في السودان ، و تبدو هذه التجربة أقرب إلى نظام التعليم الأساسي و الثانوي - و إن اختلفت المسميات - و الذي يعمل به حاليا في الكثير من الدول العربية و عدد من دول العالم.
و تمّ في هذه التجربة الرائدة إضافة سنة دراسية واحدة إلى المرحلة الوسطى - سنة التغيير الأساسية - مهدّت لنظام السلم التعليمي بصورته النهائية ( 6/3/3 ) في عهد مايو 1969م، و كانت سنة التغيير هذه طبقت تحديدا على طلاب المرحلة الوسطى دفعة 1969/ 1970م .
و ترتب على تطبيق نظام السلم التعليمي في عهد مايو 1969م الآتي:-
1- أضاف إلى المرحلة الأولية عامين ( 4+2)، و تغيّرت إلى المرحلة الإبتدائية ( 6 سنوات ).
2- قلّص المرحلة الوسطى إلى ثلاث سنوات ( 4-1) ، تغيّرت إلى مرحلة الثانوي العام ( 3 سنوات ).
* بعد إكمال مقرر السنة الرابعة الوسطى لدفعة 1969م/1970م أضيفت سنة التغيير الأساسية أو السنة التمهيدية ( عاما واحدا) لتصبح ثالث ثانوي عام لتكمل المرحلة إلى خمس سنوات ( 4+1=5)، و سميت هذه المرحلة فيما بعد الثانوي العام وعدد سنواتها( 3 سنوات ).
3- قلّص المرحلة الثانوية إلى ثلاث سنوات ( 4-1)، تغيّرت إلى المرحلة الثانوية العليا.
4- و على هذا تكون دفعة 1969/1970م أكملت مرحلة التعليم حتى الثانوي بالنظام التالي: ( 4+4+1+3 = 12عاما) أو ( 4+5+3= 12 عاما). و تفسير ذلك الأولية 4 سنوات و الثانوي العام 5 سنوات و الثانوية العليا 3 سنوات. و للتقريب أكثر مقارنة بنظام السلم التعليمي المتبع حديثا مع النظام المتبع في سنة التغيير الأساسية أو التمهيدية في عهد مايو 1969م ( دفعة 1969/1970م).
- المرحلة الأولية 4 سنوات حاليا تعادلها الحلقة الأولى من التعليم الأساسي 4 سنوات.
- المرحلة الوسطى 4 سنوات + 1سنة ( سنة التغيير ثالث ثانوي عام) = 5 سنوات، حاليا تعادلها الحلقة الثانية من التعليم الأساسي 5 سنوات .
- المرحلة الثانوية العليا 3 سنوات ، حاليا تعادلها الثانوية العليا 3 سنوات في النظام الأساسي من التعليم ( 10/11/12).
- نظام التعليم للدفعة 1969/1970م في عهد مايو حتى الثانوي العالي ( 9 + 3 = 12 عاما ) حاليا يعادله نظام السلم التعليمي المتبع في مرحلتي الأساس و الثانوي ( الأساسي من الأول إلى التاسع في حلقتين،الحلقة الأولى 4 سنوات 1/2/3/4 - و الحلقة الثانية 5 سنوات 5/6/7/8/9، و مجموعهما 9 سنوات ) و الثانوي ( 3 سنوات 10/11/12)، و مجمل سنوات المرحلتين الدراسيتين ( 12 عاما).
- و على هذا نكون قد عدنا فعليا إلى نظام السلم التعليمي المتبع في عهد مايو 1969م سنة التغيير الأساسية أو التمهيدية و الذي طبّق على دفعة العام الدراسي 1969/1970م و يعادله نظام التعليم الأساسي المعمول به في الوقت الحاضر.
- مجمل سنوات التعليم الدراسية قبل مايو 1969م ( 12 عاما).
- مجمل سنوات التعليم الدراسية في عهد مايو 1969م ( 12 عاما).
و كما هو معلوم و بعد سنة التغيير أو السنة التمهيدية 1969/1970م ، استقر نظام السلم التعليمي الذي استحدثته وزارة التربية و التعليم في السودان آنذاك ( 6/3/3 ) ، و استمر هذا النظام معمولا به على مدى سنوات مايو 1969م حتى يونيو 1989م ؛ ليعدّل نظام السلم التعليمي في السودان من ( 6/3/3) ( 12 عاما ) إلى ( 8/3) ( 11 عاما).
هذا و لم يعرف حتى يومنا هذا ما هي الأسس و المرتكزات و المبررات و الفلسفة التي تم بموجبها تقليص عدد السنوات الدراسية في السودان من ( 12 عاما ) إلى ( 11 عاما) في عهد الإنقاذ يونيو 1989م.
و في معرض حديثنا عن تغيير نظام السلم التعليمي في السودان، لابد من الإشارة إلى أن التغيير في نظام السلم التعليمي الذي أحدثته وزارة التربية و التعليم السودانية في مطلع السبعينيات في عهد مايو 1969م، لقي قبولا كبيرا من كافة قطاعات الشعب السوداني ؛ لأنه جاء تغييرا شاملا لمنظومة التعليم في السودان، لم يشهده السودان منذ الاستقلال عام 1956م.
و كان توقيت هذا التغيير مناسبا لنا كأمة سودانية رائدة في مجال التربية و التعليم و الخدمة المدنية و من أفضل الدول في محيطنا العربي و الافريقي؛ و أثبت هذا التغيير بما لا يدع مجالا للشك قدرة وزارة التربية و التعليم آنذاك على التغيير عن خبرة و دراية ،و أعطت نموذجا و مثالا للآخرين، فوفقت في اختيار نظام سلم تعليمي رائد، تضمّن مناهج دراسية متقدمة ، شارك في و ضعها و الإعداد لها كوكبة من العاملين في حقل التربية و التعليم من خبراء و معلمين بمختلف تخصصاتهم.
و كان لهذا التغيير صدى واسعا في العالم العربي و الأفريقي، ففتح أبواب الإعارة و التعاقد، و استفادت الدول العربية بصفة خاصة من خبرات المعلمين السودانيين، في الإدارة المدرسية، و الإشراف التربوي، و التوجيه الفني، و الخبراء التربويين.
و هكذا كان السودان رائدا في مجال التربية و التعليم ، خاصة و أنه في مطلع السبعينيات لم تتشكل الكثير من الدول العربية سياسيا، في الوقت الذي تقدم فيه السودان كثيرا كدولة مدنية حديثة متطورة نالت استقلالها عام 1956م.
و باستثناء تجربة دولة العراق الشقيقة في مجال التربية و التعليم لم تسبقنا أي دولة عربية في تطوير التعليم و تحديثه، فالعراق اعتبرته الأمم المتحدة بلدا خاليا من الأمية عام 1982م، ثم أعلنت الأمم المتحدة في عام 1984م أنّ أفضل نظام للتعليم في دول العالم الثالث موجود في العراق ( هذا ما حدث).
و أما تجربة التغيير الثانية لنظام السلم التعليمي في السودان، فحدثت في عهد الإنقاذ يونيو 1989م على النحو الآتي:-
1- مرحلة التعليم الأساسي ( 8 سنوات).
2- مرحلة التعليم الثانوي ( 3 سنوات).
3- تم حذف المرحلة الوسطى من نظام السلم التعليمي في عهد الإنقاذ يونيو 1989م.
4- تم تغيير في مجمل سنوات التعليم لتكون ( أحد عشر عاما) بدلا عن ( اثني عشر عاما).( ومن المعروف ان السلم التعليمي الحالي - ( 11 عاما 8 أساسي + 3 ثانوي ) عهد الإنقاذ يونيو 1989م - بدأ تنفيذه في العام الدراسي 92 / 1993م وترتب على ذلك نقل تلاميذ الصف السادس في ذلك العام الى الصف السابع من مرحلة الاساس ، والغاء امتحان الشهادة الابتدائية في عام الابتداء ، لهذا كانت اخر دفعة جلست لامتحان الشهادة الابتدائية ونقلت للمرحلة المتوسطة هي دفعة 1991 / 1992م ، في حين جلست اول دفعة طبق عليها السلم التعليمي لامتحان الشهادة المتوسطة مارس 1995م جنبا الى جنب مع اخر دفعة جلست لامتحان الشهادة الابتدائية في1991 / 1992م ( ينظر: سودارس محرك بحث و موقع إلكتروني إخباري سوداني).
5- عهد الإنقاذ يونيو 1989م ربما يكون النظام الوحيد الذي يطبق نظام السلم التعليمي ( 11 عاما) على الأقل في محيطنا العربي و الأفريقي.
و تصحيحا للوضع القائم للنظام التعليمي الحالي في السودان ( 11 عاما )، و الذي أفرزته تجربة الإنقاذ يونيو 1989م، ورد في الأنباء في 21/4/2014م ، و حسب إفادة وزيرة التربية و التعليم بعد لقائها برئيس الجمهورية أعلنت: بأن العام الدراسي القادم 2014/2015م ، سيشهد إضافة الفصل التاسع إلى مرحلة الأساس.
و خلاصة القول عن التجربتين لتغيير نظام السلم التعليمي في السودان.
أولا:-
1 - صادف تنفيذ نظام السلم التعليمي في مايو 1969م نجاحا لعوامل كثيرة منها:
أ/ الوضع الإقتصادي مطلع السبعينيات لم يكن مترديا إلى أدنى مستوياته كما هو الحال الآن في السودان.
ب/ حب السودانيين لمبدأ التغيير، و قدرتهم على المبادأة و الابتكار و الإبداع، و اتخاذ القرار في الوقت المناسب،إذا توفرت المعينات و الإمكانيات.
ج/ وجود خدمة مدنية راسخة آنذاك؛ أدّى إلى تضافر جهود وزارة التربية و التعليم مع الوزارات الأخرى، فتعاون الجميع؛ لإنجاح مشروع تغيير نظام السلم التعليمي الجديد في البلاد.
د/ احترام السودانيين على مر العصور و الأزمان و تقديرهم للمعلم؛ باعتباره رمزا و قائدا و مرشدا و موجها للمجتمع في الريف و البوادي و الحضر.
هـ/ ظهور قيادات شابة في حكومة مايو 1969م استقطبت الشباب فساهموا بفعالية في بناء الفصلين الدراسيين الخامس و السادس لتكملة مباني المرحلة الإبتدائية.
و/ أعداد المدارس و الطلاب قليلة نسبيا و خاصة في الولايات مقارنة بأعدادهم اليوم في الولايات و العاصمة القومية.
ز/ تم تأهيل المدارس بداخلياتها في زمن قياسي.
ح/ وزارة التربية و التعليم في مطلع السبعينيات كانت محتفظة بقياداتها و بكوادرها و مواردها البشرية من خبراء و إداريين و معلمين، و كان قسم المناهج و مكتب النشر و قسم التأهيل التربوي و التدريب من أفضل الأقسام بالوزارة.
طـ/ فتح الإعارة و الإنتداب و التعاقد للمعلمين ، كان من أهم عوامل استقرار الهيئات الإدارية و التدريسية بالمدارس، و كانت الفرص متاحة لكافة المعلمين حسب أسبقية التعيين،إلا أن أعدادا كبيرة من المعلمين بدأوا في الهجرة الجماعية لخارج السودان اعتبارا من مطلع الثمانينيات.
ثانيا:-
حال إضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس في العام الدراسي 2014/2015م، إمكانية التنفيذ و النجاح مرهونة و مرتبطة ارتباطا و ثيقا بأن سياسة التعليم في أي بلد من بلدان العالم، هي سياسة دولة، و ليست سياسة حزب سياسي حاكم أو جماعة أو طائفة، و أن حق التعليم مكفول للجميع بنص الدستور، كما أشرنا إلى ذلك في مقال سابق، فمن واجب الدولة لإنجاح تغيير نظام السلم التعليمي في السودان الآتي:-
1- إعادة مجمل سنوات التعليم الدراسية في السودان إلى اثنى عشر عاما.
2- تغيير المناهج في مرحلتي الأساس و الثانوي.
3- ضبط معايير اختيار الإدارة المدرسية و اختيار المعلمين.
4- تحسين الوضع المادي و المعيشي لأعضاء الهيئات الإدارية و التدريسية في المدارس الحكومية.
5- تأهيل و تدريب المعلمين مع الإنماء المهني و تطوير الأداء الأكاديمي.
6- تتكفل الدولة بإعاشة وسكن الطلاب مع توفير النقل و المواصلات لطلاب المدارس الحكومية و توفير المكتبات و المعامل و أماكن العبادة و الرياضة و أماكن الشرب و دورات المياه.
7- تتكفل الدولة بإعادة الداخليات إلى مدارس الولايات و إعطاء مدارس الريف عناية خاصة و كذلك مدارس الرحل و تعليم الكبار.
8- تتكفل الدولة بتوفير معينات و مواد الأنشطة المدرسية المصاحبة للبرامج و المناهج المدرسية.
9- عدم الإعتماد على المواطنين ، فالوضع المعيشي الحالي، و ارتفاع الأسعار ؛ يجعل من الصعوبة بمكان مشاركة المواطنين كأولياء أمور أو مجالس آباء و أمهات ، في عملية بناء و تشييد الفصل التاسع بالعون الذاتي كما حدث سابقا.
10- تطبيق نظام السلم التعليمي ( التعليم الأساسي و الثانوي) تكلفته المالية عالية جدا.
11 - تتكفل الدولة ببناء الفصل التاسع في جميع الولايات و العاصمة القومية من الموارد المتاحة للدولة.
12- زيادة الميزانية المخصصة للتعليم في الميزانية العامة للدولة.
13- تتكفل الدولة بتوفير الحراسة و الأمن و السلامة للطلاب داخل المدارس.
14- الاهتمام بنظافة البيئة المدرسية و العناية بالصحة المدرسية و تغذية الطلاب.
15- الاستفادة من تجربة بعض الولايات في إعاشة الطلاب - تجربة ولاية البحر الأحمر -.
16- الاستفادة من خبرات المعلمين السابقين في الإدارة المدرسية و الإشراف التربوي و التوجيه الفني و في التدريس.
17- إعلان العام الدراسي 2014/2015م عاما للتعليم في السودان، على أن تسخر الدولة كافة الإمكانيات، و توجيه الموارد المادية و البشرية و المالية لإنجاح مشروع تغيير نظام السلم التعليمي في السودان.
و بعد نشر هذا المقال في صحيفة الراكوبة
الإلكترونية نقلا عن: مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان، أوردت التعليق التالي نقلا و اقتباسا عن ( الصحف السودانية و مواقع ومنتديات التواصل الإجتماعي السودانية):
" ... تغيير نظام السلم التعليمي في السودان ( 2 ) تعليقات: ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم:"... و يبقى السؤال الكبير من هو صاحب القرار الحقيقي الذي يتحكم في مصير مستقبل التعليم في بلادنا !؟ فأوردت الأنباء بتاريخ الثلاثاء 29/4/2014م ما يلي: " أعلنت وزارة التربية والتعليم السودانية إضافة عام دراسي إلى السلّم التعليمي الحالي، ورفع سنوات مرحلة التعليم الأساسي لتسع سنوات، بدلا من ثمانٍ، مما أثار جدلا بشأن الخطوة التي رفضها كثير من التربويين.
ويهدف القرار -الذي يبدأ تنفيذه اعتبارا من بداية العام الدراسي 2015/2016- إلى إعادة المرحلة الدراسية المتوسطة -ثلاث سنوات بعد ست سنوات للأساسي- تدريجيا بحلول عام 2023 على أن يتم حاليا تقسيم التعليم الأساسي لحلقتين منفصلتين مع وجود وكيل لكل حلقة.
وبررت وزيرة التربية والتعليم سعاد عبد الرازق في مؤتمر صحفي أمس الاثنين القرار بوجود توصيات لمؤتمر التعليم العام في عام 2012، مشيرة إلى أن التغيير لن يطال تلاميذ الصف الأول للعام الدراسي الجديد.
وكشفت للصحفيين عن قرب الانتهاء من تأليف المقررات الجديدة لتتواكب مع الأفكار التي يخطط لها السودان في المرحلة المقبلة.
وكان مجلس الوزراء السوداني أعلن دعمه لخطط وزارة التربية والتعليم العامة بشأن تغيير السلم التعليمي رغم التشديد على أهمية الفصل بين الحلقات من حيث المباني، والزي المدرسي، وإحكام التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي."
و أضاف المركز القومي للمناهج و البحث التربوي بوزارة التربية و التعليم بتاريخ الأربعاء 30/4/ 2014م حول تغيير السلم التعليمي في السودان ما يلي ( نقلا عن: صحيفة الراكوبة الإلكترونية و شبكة الشروق):
" ... قدَّم المركز القومي للمناهج والبحث التربوي شرحاً خاصاً بالانتقال التدريجي للمرحلة المتوسطة التي تعقب الأساس بالسودان، وكشف مدير المركز د. الطيب حياتي عن امتحان سيجرى لنهاية مرحلة الصف السادس حسب ظروف المحليات عقب تطبيق المنهج الجديد.
وذكر حياتي لبرنامج "المحطة الوسطى"، الذي بثته "الشروق"، مساء الأربعاء، أن المناهج الجديدة سيتم إنفاذها في العام بعد القادم 2015-2016م بتعديل العديد من المواد الأكاديمية في المنهج الحالي.
وأضاف: "السنة السابعة أساس ستُلغى وتبدأ المرحلة المتوسطة تدريجياً، ورجعونا للنظام القديم به أيضاً تفرد ومميزات".
وأوضح أن المواد الجديدة بالمنهج تشمل الجغرافيا والتاريخ والتربية الفنية والوطنية ومواد أخرى، مبيناً أن مادتي اللغة العربية والرياضيات سيتم فصلهما في الصف الأول للأساس، وأن تدريس اللغة الإنجليزية سيبدأ من الصف الثالث.
وأكد حياتي أن مصفوفات المناهج الجديدة تم تحكيمها وأعقبتها ورش عمل متخصصة شارك فيها 118 خبيراً، مبيناً أن المركز أعدَّ كل ما من شأنه أن يسهم في إنجاح المناهج الجديدة.
توصية واضحة
وأكد صدور قرار بتعديل المناهج من الصف الأول إلى الرابع في المنهج الجديد يجرى الإعداد له بمشاركة أساتذة من التعليم العالي.
وقال حياتي إن توصية واضحة من مؤتمر التعليم بتقسيم مرحلة الأساس الحالية إلى حلقتين، وهناك قرار صدر لكل الولايات بإنفاذ القرار مستقبلاً.
وقال إن المركز أعدَّ الوثيقة العامة للمناهج التي تحدثت عن الأهداف العامة والمواصفات التي يتصف بها المنهج، مبيناً أن الوثيقة اهتمت بعملية التصميم التعلميم بحيث تكون المناهج جاذبة.
وأضاف: "اهتمت الوثيقة بالتأصيل والقيم واحترام الآخر وحوسبة المناهج بإنتاج أقراص مدمجة مكملة للكتاب المدرسي، وليست بديلاً له، والمركز أعد كل ما من شأنه أن يسهم في إنجاح المناهج الجديدة".
من جانبه، دعا المختص بالتقويم والقياس التربوي محمد محمد عثمان عبادي، إلى تجنيب المناهج الجديدة عدم الكفاية الأكاديمية وتفادي السلبيات القديمة في المنهج.وشدد على ضرورة تضمين المنهج الجديد مفردات تحمل مضمون القيم المطلوبة عبر برامج تدريب وافر لضمان تحويلها إلى سلوك...".
و بعد نشر هذا المقال في صحيفة الراكوبة
الإلكترونية نقلا عن: مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان، أوردت التعليق التالي نقلا و اقتباسا عن ( الصحف السودانية و مواقع ومنتديات التواصل الإجتماعي السودانية):
" ... تغيير نظام السلم التعليمي في السودان ( 2 ) تعليقات: ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم:"... و يبقى السؤال الكبير من هو صاحب القرار الحقيقي الذي يتحكم في مصير مستقبل التعليم في بلادنا !؟ فأوردت الأنباء بتاريخ الثلاثاء 29/4/2014م ما يلي: " أعلنت وزارة التربية والتعليم السودانية إضافة عام دراسي إلى السلّم التعليمي الحالي، ورفع سنوات مرحلة التعليم الأساسي لتسع سنوات، بدلا من ثمانٍ، مما أثار جدلا بشأن الخطوة التي رفضها كثير من التربويين.
ويهدف القرار -الذي يبدأ تنفيذه اعتبارا من بداية العام الدراسي 2015/2016- إلى إعادة المرحلة الدراسية المتوسطة -ثلاث سنوات بعد ست سنوات للأساسي- تدريجيا بحلول عام 2023 على أن يتم حاليا تقسيم التعليم الأساسي لحلقتين منفصلتين مع وجود وكيل لكل حلقة.
وبررت وزيرة التربية والتعليم سعاد عبد الرازق في مؤتمر صحفي أمس الاثنين القرار بوجود توصيات لمؤتمر التعليم العام في عام 2012، مشيرة إلى أن التغيير لن يطال تلاميذ الصف الأول للعام الدراسي الجديد.
وكشفت للصحفيين عن قرب الانتهاء من تأليف المقررات الجديدة لتتواكب مع الأفكار التي يخطط لها السودان في المرحلة المقبلة.
وكان مجلس الوزراء السوداني أعلن دعمه لخطط وزارة التربية والتعليم العامة بشأن تغيير السلم التعليمي رغم التشديد على أهمية الفصل بين الحلقات من حيث المباني، والزي المدرسي، وإحكام التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي."
و أضاف المركز القومي للمناهج و البحث التربوي بوزارة التربية و التعليم بتاريخ الأربعاء 30/4/ 2014م حول تغيير السلم التعليمي في السودان ما يلي ( نقلا عن: صحيفة الراكوبة الإلكترونية و شبكة الشروق):
" ... قدَّم المركز القومي للمناهج والبحث التربوي شرحاً خاصاً بالانتقال التدريجي للمرحلة المتوسطة التي تعقب الأساس بالسودان، وكشف مدير المركز د. الطيب حياتي عن امتحان سيجرى لنهاية مرحلة الصف السادس حسب ظروف المحليات عقب تطبيق المنهج الجديد.
وذكر حياتي لبرنامج "المحطة الوسطى"، الذي بثته "الشروق"، مساء الأربعاء، أن المناهج الجديدة سيتم إنفاذها في العام بعد القادم 2015-2016م بتعديل العديد من المواد الأكاديمية في المنهج الحالي.
وأضاف: "السنة السابعة أساس ستُلغى وتبدأ المرحلة المتوسطة تدريجياً، ورجعونا للنظام القديم به أيضاً تفرد ومميزات".
وأوضح أن المواد الجديدة بالمنهج تشمل الجغرافيا والتاريخ والتربية الفنية والوطنية ومواد أخرى، مبيناً أن مادتي اللغة العربية والرياضيات سيتم فصلهما في الصف الأول للأساس، وأن تدريس اللغة الإنجليزية سيبدأ من الصف الثالث.
وأكد حياتي أن مصفوفات المناهج الجديدة تم تحكيمها وأعقبتها ورش عمل متخصصة شارك فيها 118 خبيراً، مبيناً أن المركز أعدَّ كل ما من شأنه أن يسهم في إنجاح المناهج الجديدة.
توصية واضحة
وأكد صدور قرار بتعديل المناهج من الصف الأول إلى الرابع في المنهج الجديد يجرى الإعداد له بمشاركة أساتذة من التعليم العالي.
وقال حياتي إن توصية واضحة من مؤتمر التعليم بتقسيم مرحلة الأساس الحالية إلى حلقتين، وهناك قرار صدر لكل الولايات بإنفاذ القرار مستقبلاً.
وقال إن المركز أعدَّ الوثيقة العامة للمناهج التي تحدثت عن الأهداف العامة والمواصفات التي يتصف بها المنهج، مبيناً أن الوثيقة اهتمت بعملية التصميم التعلميم بحيث تكون المناهج جاذبة.
وأضاف: "اهتمت الوثيقة بالتأصيل والقيم واحترام الآخر وحوسبة المناهج بإنتاج أقراص مدمجة مكملة للكتاب المدرسي، وليست بديلاً له، والمركز أعد كل ما من شأنه أن يسهم في إنجاح المناهج الجديدة".
من جانبه، دعا المختص بالتقويم والقياس التربوي محمد محمد عثمان عبادي، إلى تجنيب المناهج الجديدة عدم الكفاية الأكاديمية وتفادي السلبيات القديمة في المنهج.وشدد على ضرورة تضمين المنهج الجديد مفردات تحمل مضمون القيم المطلوبة عبر برامج تدريب وافر لضمان تحويلها إلى سلوك...".
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
abdulhaleamibrahim@hotmail.com
نقلا عن: مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان
تغيير نظام السلم التعليمي في السودان ( 3 )
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
نقلا عن: مدونة عتمور عيال الوسطى
في دار الرباطاب بالسودان
نشر في صحيفة الراكوبة الإلكترونية بتاريخ 3/5/2014م
نشر في صحيفة المشاهير الإلكترونية
نشر في سودارس محرك بحث إخباري: عن صحيفة الراكوبة
تغيير نظام السلم التعليمي في السودان ( 3 )
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
نقلا عن: مدونة عتمور عيال الوسطى
في دار الرباطاب بالسودان
نشر في صحيفة الراكوبة الإلكترونية بتاريخ 3/5/2014م
نشر في صحيفة المشاهير الإلكترونية
نشر في سودارس محرك بحث إخباري: عن صحيفة الراكوبة
تباين آراء المواطنين، و أولياء الأمور ، و الرأي العام السوداني عموما، حول تغيير نظام السلم التعليمي في السودان، و إعادته إلى ( اثني عشر عاما) بدلا عن ( أحد عشر عاما)، و إضافة الفصل التاسع إلى مرحلة التعليم الأساسي، كل هذه المستجدات و المتغيرات ، تجعلنا نتساءل، كغيرنا من السودانيين المتابعين لهموم و قضايا التعليم في بلادنا، من المسؤول عن اصدار قرار تغيير نظام السلم التعليمي في السودان في عهد الإنقاذ يونيو 1989م؟، فهذا النظام بدأ بتغيير السنوات الدراسية من اثني عشر عاما إلى أحد عشر عاما( 8/3)، ليبشر بالعودة مرة أخرى تدريجيا إلى النظام الذي رفضه في بداية عهده ( 6/3/3) بمرحلته المتوسطة.
و يتبادر إلى الأذهان في ظل هذه المتغيرات و المستجدات، عدد من الجهات غير المحددة؛ ليختار منها المواطن السوداني المغلوب على أمره، جهة الاختصاص المعنية، المتسببة في كل هذا، و التي أدخلت البلاد في أزمة حقيقية.
و هذا التضارب في جهات الاختصاص، و ما يصدر عنها من قرارات و موجهات لمستقبل التعليم في بلادنا دون علم و تخصص،يجب أن يكون محور البحث و الدراسة و النقد و التحليل، لما يحدث الآن،فالبلاد في الظروف الاستثنائية الراهنة - سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا - غير مهيأة تماما، لتقبل أي تغيير في نظام السلم التعليمي، يأتي في ظل التخبط و العشوائية في صنع القرار.
و إذا نظرنا لما صدر من قرارات من الجهات ذات العلاقة في الفترة ( 21/4/2014 - 30/4/2014م)، و اطلعنا عليها عبر و سائل الاعلام المختلفة و مواقع التواصل الاجتماعي، يمكننا استنتاج الآتي:
1- إضافة الفصل التاسع لمرحلة التعليم الأساسي.
أ/ وزارة التربية و التعليم معنية بالشأن الفني و التخطيط التربوي و لا علاقة لها، بتنفيذ تغيير نظام السلم التعليمي على أرض الواقع؛ لتكلفته المالية الباهظة، في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، بينما و جهت الدولة بدعم خطط الوزارة لإنجاح المشروع بالرغم من إشارة الوزيرة.
ب/ القرار مخالف لمقررات مؤتمر التعليم ( 2012م) الرافض لإضافة الفصل التاسع لمرحلة التعليم الأساسي، بينما تعمل معظم دول العالم بهذا النظام، و على رأسها الدول العربية بعدد سنوات دراسية اثني عشرعاما، و تفردت وزارة التربية و التعليم السودانية في عهد الانقاذ يونيو 1989م بالعمل بنظام سلم تعليمي أحد عشر عاما، و تبين لنا لاحقا أن هذه الوزارة لم تدافع مطلقا عن إعلانها بإضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس كسائر الدول من حولنا، بل دعت لإعادة المرحلة المتوسطة، و العودة تدريجيا لنظام السلم التعليمي في مايو 1969م ( 6/3/3 )، فغيرنا يتقدم و نحن نسير للوراء في الألفية الثالثة .
ج/ القرار يكرّس لرأي الفرد، و المصلحة الذاتية، و الحزبية ضيقة المفاهيم، و إقصاء الرأي الآخر؛ لتحقيق سياسة التمكين، على حساب مصالح الوطن العليا، و قومية التعليم، كحق مكفول للجميع بنص الدستور، فقد رفضت وزارة التربية و التعليم بخبرائها في مطلع عهد الإنقاذ يونيو 1989م رفضا باتا مبدأ استمرارية العمل بنظام السلم التعليمي ( 6/3/3) ( 12 عاما)،و لم تقبل بنظام السلم التعليمي الأساسي المستحدث عالميا و عربيا آنذاك، و اختارت الإنقاذ طوعا و اختيارا، و بدون تخطيط و دراسة،سلما جديدا للتعليم لم يعرف على الأقل في العالم العربي و الأفريقي و في محيطنا الإقليمي( 8/3) ( 11 عاما) ، و تجاهلت تماما استشارة الفنيين و الخبراء التربويين و قسم المناهج الدراسية و البحوث بالوزارة ، و آراء المعلمين السودانيين من واقع تجاربهم و خبراتهم العملية داخل و خارج السودان.
و لإصلاح الأخطاء و السلبيات التي صاحبت تجربة نظام السلم التعليمي ( 8/3 ) ( 11 عاما) في عهد الإنقاذ يونيو 1989م، و ما ترتب عليها من نتائج سالبة، و مخرجات تعليم لا تتناسب مع إمكانيات و قدرات طلابنا النوابغ، تنادي اليوم و بالصوت العالي وزارة التربية و التعليم في عهد الإنقاذ بضرورة إنفاذ نظام التعليم الأساسي، و العودة تدريجيا للمرحلة المتوسطة، و لنظام السلم التعليمي في عهد مايو 1969م( 6/3/3 ) و المرفوض في أول عهدها جملة و تفصيلا - " ... السنة السابعة أساس ستلغى و تبدأ المرحلة المتوسطة تدريجيا، و رجّعونا للنظام القديم، و به أيضا تفرد و ميزات... المركز القومي للمناهج و البحث العلمي ..." - و هذا أكبر دليل على عدم وجود رؤية مستقبلية للتخطيط الإداري و الفني و التربوي بالوزارة ، لمستقبل التعليم في السودان، منذ فجر عهد الإنقاذ يونيو 1989م و حتى يومنا هذا.
د/ " ... يبدأ تنفيذ القرار اعتبارا من بداية العام الدراسي 2015/2016م، و يهدف إلى إعادة المرحلة الدراسية المتوسطة ثلاث سنوات بعد ست سنوات تدريجيا بحلول عام 2023، على أن يتم حاليا تقسيم التعليم الأساسي لحلقتين منفصلتين مع وجود وكيل لكل حلقة...".
1 - إعادة المرحلة الدراسية المتوسطة ثلاث سنوات بعد ست سنوات، هذا يؤكد إضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس، في محاولة لاستعجال إصلاح خطأ الإنقاذ يونيو 1989م القائم بإعادة سنوات التعليم الدراسية في السودان إلى اثني عشر عاما بدلا عن أحد عشر عاما.
2- تغيير المناهج، و إخضاعها للتجريب و التطوير و التعديل من أولويات عمل الجهات الفنية بوزارة التربية و التعليم في كل دول العالم، ثم يأتي تقسيم التعليم الأساسي لحلقتين منفصلتين - إذا كان مقصودا العمل بنظام التعليم الأساسي - ( حلقة أولى 1/4 و حلقة ثانية 9/5). ( الدول العربية التي طبقت نظام التعليم الأساسي عالي التكلفة المالية، في تجربتها اختارت عددا من المدارس بنين و بنات - مدارس التطوير - في عواصم الولايات، بعد أن أهلّت مبانيها تماما، ومن ثم بدأت في تجريب و تطوير المناهج الدراسية بهذه المدارس؛ ليتدرب و يتعود عليها المعلمون أولا؛ و لتلافي الأخطاء المتوقعة ثانيا في المناهج الجديدة، قبل تعميمها على جميع المدارس في مرحلة التطبيق، على أن تتم مرحلة التجريب و التطوير و تصويب أخطاء المناهج و التعديل على الأقل قبل عام من سنة التطبيق، و قد ساهمنا كمعلمين سودانيين في تجريب و تطوير و تدريس مناهج التعليم الأساسي و الثانوي، عندما عاصرناها كتجربة في عدد من الدول العربية، و كان المعلم السوداني بتأهيله التربوي المتميز و خبراته التراكمية، من أهم عوامل نجاح هذه التجربة).
3 - لمصلحة من ؟ و من المستفيد من تأخير إعادة العمل بنظام السلم التعليمي اثني عشر عاما بدلا عن أحد عشر عاما؟ ليتم الإعلان عنه الآن و في أبريل 2014م.
4- إعلان وزارة التربية و التعليم، بقرب الإنتهاء من تأليف المقررات الجديدة، دليلا على عدم التنسيق بين الجهات الإدارية و الفنية بالوزارة، و تأكيدا لتضارب الآراء و التردد و الاختلاف البائن و عدم التوافق، على إعلان قرار،إضافة الفصل التاسع للتعليم الأساسي في الوقت المناسب.
5- و أما " ... أن التغيير لن يطال تلاميذ الصف الأول للعام الدراسي الجديد..."؛ ليبقى الحال كما هو، دليلا آخر على عدم تغيير و اكتمال المناهج الدراسية، و إخضاعها للتجربة و التطوير و التعديل، قبل الدخول في تغيير نظام السلم التعليمي.
6- الإعلان " ... عن امتحان سيجرى لنهاية مرحلة الصف السادس حسب ظروف المحليات..." ، و هذه الإشارة دليلا على عدم دقة التخطيط، و عدم الاستفادة و الأخذ بتجارب الآخرين ( الدول العربية نموذجا ) في تطبيق نظام السلم التعليمي الأساسي و الثانوي ( 12 عاما)، فإضافة الفصل الدراسي التاسع لمرحلة التعليم الأساسي، يقتضي الأخذ بأساليب القياس و التقويم المستمر ، وفقا لفصلين دراسيين في العام الدراسي الواحد، فهذا النظام من ميزاته، يقلل نسبة الفاقد التربوي، فيبقى الطالب بالمدرسة لتسع سنوات، و في حالة إجراء امتحان لنهاية مرحلة الصف السادس حسب ظروف المحليات - فالمحليات عاجزة تماما عن صرف مرتبات المعلمين ، فكيف ستساهم بفعالية في تغيير نظام السلم التعليمي، و ما علاقتها بالشأن الفني لوزارة التربية و التعليم - فهذا الامتحان عمليا يؤدي لفصل المرحلتين و إلغاء نظام الحلقات، و هذا لا يعمل به في نظام التعليم الأساسي ( 9 سنوات في حلقتين) و الثانوي ( 3 سنوات ) ( 12 عاما).
7- و لنا ان نتساءل ؛ لنفهم ، هل من حق الوزارة تغيير نظام السلم التعليمي في البلاد بقرار سياسي قبل اعداد المناهج الدراسية و تجربتها و تطويرها و تعديلها ؟ و هل يجوز للوزارة تخطي المركز القومي للمناهج و البحث العلمي كجهة فنية متخصصة قبل اعلان هذا القرار الخاص بمستقبل التعليم في البلاد؟.
8- "... تدريس اللغة الإنجليزية يبدأ من العام الثالث للنظام الأساسي ..."، في حالة تغيير نظام السلم التعليم الأساسي في السودان في عهد الإنقاذ يونيو 1989م، بينما المتبع و السائد في كل أنظمة التعليم في العالم على اختلافها، تدريس جميع مواد المناهج الدراسية لنظام التعليم الأساسي، التي تعتمدها وزارة التربية و التعليم، اعتبارا من الصف الأول الأساسي، و اللغة الإنجليزية ليست استثناءا، فتدرس في المدارس الخاصة من مرحلتي الروضة و التمهيدي، و أما المستفيد الحقيقي من بداية تدريس اللغة الانجليزية في الصف الثالث الأساسي، بلا شك هم أصحاب المدارس الخاصة، فدراسة اللغة الإنجليزية فيها اعتبارا من مرحلتي الروضة و التمهيدي، فإلزاما على الراغبين في تدريس أبنائهم اللغة الإنجليزية من الصف الأول، عليهم التوجه و التسجيل في المدارس الخاصة، و من ثم تكملة إجراءات انتقالهم من المدارس الخاصة للتسجيل في المدارس الحكومية اعتبارا من الصف الثالث،علما بأن غالبية أبناء الأسر السودانية لا طاقة لهم بتعليم أبنائهم في المدارس الخاصة، فعلى وزارة التربية و التعليم النظر في إعادة تدريس اللغة الإنجليزية ليتم اعتبارا من الصف الأول الأساسي.
فسياسة التعليم و أنظمته " سياسة دولة"، و مرتكزات و أسس التخطيط لمستقبل التعليم في كثير من الدول ، يبنى على هذا المبدأ؛ تفاديا لتغيير الأنظمة السياسية الحاكمة، و تمشيا مع تداول الحكم في الدولة المعنية؛ لتستمر سياسة التعليم وفقا لخطط الدولة المستقبلية؛ حفاظا على مستقبل الأجيال القادمة، فتقدم الأمم و الشعوب يقاس بمدى تقدمها و تطورها في مجالي الصحة و التعليم، كما هو معلوم.
و هكذا تغيير نظام السلم التعليمي في السودان، و إعادته إلى ( اثني عشر عاما) بدلا عن ( أحد عشر عاما ) في عهد الإنقاذ يونيو 1989م، يبدو ضرورة، و مطلبا بعيد المنال، يصعب تحقيقه في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، مع عدم اكتمال المناهج الجديدة و تجربتها و تطويرها و تعديلها، إضافة إلى عدم تهيئة المدارس و مبانيها، و أي تغيير في نظام السلم التعليمي لم تخضع مناهجه الدراسية للتجريب و التطوير و التعديل بإشراف معلمين مؤهلين و بخبرات عملية طويلة في مجالي التدريس و الإدارة، فنتائجه مخرجات تعليم غير معنية بجودة التعليم.
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
abdulhaleamibrahim@hotmail.com
مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق