إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الصفحات

السبت، 14 ديسمبر 2013

سبل كسب العيش في السودان

حول كتاب سبل كسب العيش في السودان 
( في القولد التقيت بالصديق).
إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم 
مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان
الموقع الإلكتروني: atmoorsudan.blogspot.com
عن: 
المنتدى العام  مدونة عتمور عيال الوسطى.
عن: 
منتديات و مواقع إنترنت.
عن:
 كتاب الجغرافيا للسنة الثالثة الأولية بمدارس السودان 
سبل كسب العيش في السودان. 
عن: 
د. فدوى عبد الرحمن علي طه 
( كتاب أستاذ الأجيال عبد الرحمن علي طه ). 
عن: 
مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان.
نشر: في صحيفة الراكوبة الإلكترونية 
بتاريخ الجمعة:20/6/2014
نشر: في سودارس محرك بحث إخباري أخبار سودانية 
بتاريخ الجمعة: 20/6/2014
نشر: في صحيفة المشاهير الإلكترونية السودانية
بتاريخ الجمعة: 20/6/2014
atmoorsudan.blogspot.com
بيانات النشر و الطبع: 
دار النشر: 
مكتب النشر/ الخرطوم / وزارة المعارف السودانية.
الطابعون : 

دار المعارف / القاهرة /  مصر.
الطبعة الأولى : 1941م

 الطبعة الثانية : 1950م
الطبعة الثالثة : 1957م
الطبعة الرابعة المنقحة : 1961م

 ( ينظر: منتديات و مواقع إنترنت).
اسم الكتاب: سبل كسب العيش في السودان.
مؤلف الكتاب : عبد الرحمن علي طه.
atmoorsudan.blogspot.com
الموضوع: زيارات ميدانية و رحلات حقيقية قام بها مجموعة من الأساتذة الأجلاء بمعهد التربية بخت الرضا لمناطق السودان شمال و جنوب و وسط  و شرق و غرب  ( آنذاك ) ، و من الأساتذة الذين قاموا بهذه الرحلات على سبيل المثال: 
الأستاذ/ مكي عباس
الأستاذ/ النور إبراهيم 
الأستاذ/ الشيخ مصطفى 
الأستاذ/ عبد العزيز عمر الأمين
الأستاذ / عبد الحليم جميل
الأستاذ/ أحمد إبراهيم فزع
الأستاذ/ عبد الرحمن علي طه
الأستاذ/ عثمان محجوب
الأستاذ/ سر الختم الخليفة( رئيس وزراء ثورة أكتوبر 1964م ).
و مستر و مسز سمث 
الأصدقاء و الأماكن التي تمت زيارتها: 
الصديق عبد الرحيم محمد الأمين/ القولد( توفي بأمريكا عام 1998م)
محمد القرشي الحسن/ ريرة
سليمان محمد عثمان/  الجفيل 
محمد ود   الفضل / كيلك / بابنوسة 
منقو زمبيري / يامبيو 
حاج طاهر علي /  محمد قول
أحمد محمد صالح /  ود سلفاب
إدريس إبراهيم /  أم درمان 
عبد الحميد إبراهيم  /  عطبرة  / بورتسودان
( ينظر: سبل كسب العيش في السودان كتاب الجغرافية للسنة الثالثة الأولية بمدارس السودان، و   د. فدوى عبد الرحمن علي طه، و منتديات و مواقع إنترنت )atmoorsudan.blogspot.com
وقد مهدت هذه الزيارات الميدانية و الرحلات لكل مناطق السودان؛ لتنفيذ فكرة إعداد منهج خاص لجغرافية السودان بدأت منذ العام 1937م و كلف أستاذ الأجيال عبد الرحمن علي طه بتأليف كتاب سبل كسب العيش في السودان، و  صدرت الطبعة الأولى منه  عام 1941م، وبدئ في تدريسه بالسنة الثالثة الأولية حتى عام 1970م و اعتمد أيضاً كمنهج لجغرافية السودان بالمرحلة الإبتدائية من عام 1970م و إلى عام 1992م( ينظر: صحيفة الإنتباهة السودانية، و منتديات و مواقع إنترنت).
و لابد أن أشير  هنا إلى أن هذه الزيارات الميدانية و الرحلات  جميعها كانت حقيقية بالنسبة للأساتذة المشار إليهم أعلاه  بينما كانت بالنسبة للطلاب في جميع مدارس السودان ( طلاب السنة الثالثة الأولية) زيارات خيالية و سافرنا إلى جميع هذه المناطق في ربوع السودان المختلفة و نحن على كنبات و طاولات الدراسة. ( ينظر: مدونة عتمور عيال الوسطى، و منتديات و مواقع إنترنت)atmoorsudan.blogspot.com.
 و قد ترسخت هذه الزيارات و تعمقت في أذهاننا و وجداننا  نحن أبناء ذلك الجيل  و حتى يومنا هذا  لإرتباطها بجغرافية و تاريخ السودان، و بأساتذة أجلاء قاموا بتدريس هذا المنهج بإخلاص و تفان؛ خدمةً للتعليم و السودان، فجسدوا فينا روح الأخوة و الوطنية و وحدة المجتمع ، و لم يكتفِ منهج الجغرافية بتغطية جغرافية السودان فحسب، بل إمتدت هذه الزيارات لأصدقائنا خارج السودان ومنهم: آفو في الصين، و هنري و وليم و شاسكو في هولندة و استراليا و بريطانيا، و أحمد صديقنا من مصر الشقيقة.( ينظر: مدونة عتمور عيال الوسطى، و منتديات و مواقع إنترنت)atmoorsudan.blogspot.com. 
و لما لهذه الزيارات الميدانية  و الرحلات التعليمية  من دور فعال في وحدة المجتمع، و ربط النسيج الإجتماعي، و تقوية الشعور  الوطني  القومي، و الارتباط بتراب الوطن، و التعرف على العادات و التقاليد و الموروث الحضاري و الثقافي لكل منطقة ، و التعرف  على سبل كسب العيش في السودان في كل ربوعه ، فما المانع  إذن  من تنقيح و تطوير هذا الكتاب؛ ليواكب مستجدات العصر و الزمان و المكان، ومن ثم  إعادة تدريسه من جديد في مدارسنا وفق منهج واقعي بزيارات حقيقية يقوم بها الطلاب  لنفس هذه المناطق خاصة بعد توفر وسائل النقل , و المواصلات  و الإتصال الحديثة في بلادنا؛ حتى تتكامل الفعاليات و الأنشطة التربوية مع البرامج الأكاديمية و المناهج التعليمية. ( ينظر: مدونة عتمور  عيال الوسطى )atmoorsudan.blogspot.com.
و هكذا كانت تعد  و تجرب  و تدرس هذه  المناهج في مدارسنا ثم تخضع للتنقيح و التطوير. و لمصلحة أجيال اليوم و الغد من أبنائنا الطلاب و بناتنا الطالبات؛ و خدمة للتعليم في بلادنا السودان، فلا بد من إعادة النظر في جميع مناهجنا و برامجنا التعليمية  و كتبنا الدراسية علي جميع مستويات التعليم العام و العالي و في جميع  مراحل التعليم الأساسي و الثانوي و الجامعي؛ وصولاً إلى مخرجات تعليم عالية الجودة للإرتقاء بإنسان السودان و مجتمعه في حاضره و  مستقبله. ( ينظر: مدونة عتمور عيال الوسطى)atmoorsudan.blogspot.com.
و أما عن سبل كسب العيش في السودان قديماً فيمكن استخلاصها كما وردت في قصيدة أستاذ الأجيال عبد الرحمن علي طه في الآتي: 
الزراعة التقليدية، التجارة ( جملة و قطاعي و تجزئة  )، الصادر ( الصمغ و القطن ) ، الرعي ( المراعي الطبيعية ) ، الصيد ( صيد الأسماك ) ، الصناعات الحرفية و التقليدية ، و أما أهم وسيلة للنقل و المواصلات فكانت ( القاطرة و سكك حديد السودان ) ، و أما وسائل النقل في معظم هذه الرحلات فكانت ( السير على الأقدام، الحمير،الجمال،المعدية و المراكب الشراعية،  اللواري، القطار ، الباخرة)، و ان معظم غذاء غالبية  أهل السودان في تلك الفترة يتمثل في: التمر، و اللبن، و السمن، و الكسرة ، و البفرة ، و الكابيدة ، و القراصة ،  و العصيدة ،و لحوم الجمال و  الأبقار و الضأن و الأسماك و الخضروات و الفواكه. و تفرد معظم السودانيين على اختلاف مناطقهم بأن لكل منهم و سيلته، و أسلوبه  الخاص لكسب عيشه ليتكيّف به  مع بيئته و طبيعة و ظروف و إمكانيات بلده ( كل له في عيشه طريقه)، هذا ما كان في تلك الحقبة من الزمانatmoorsudan.blogspot.com.
 و لو قدر لنا  القيام  بهذه الرحلات اليوم هل بالإمكان حصر سبل كسب العيش في بلادي؟ و إن  تعددت  سبل كسب العيش في عصرنا هذا من زراعة حديثة و صناعة و تجارة و بترول و ذهب و ثروة حيوانية، و خيرات بلادنا الكثيرة  التي لا تعد و لا تحصى بفضل الله و بحمده، بجانب  الاستفادة من الطرق المعبدة، و تعدد و تنوع  وسائل النقل و الإتصال الحديثة، إضافة إلى تغيير أسلوب و نمط الحياة في بلادنا، و ما صاحب المسكن و الملبس و المشرب و المأكل من تغييرات و مواكبة للحياة العصرية، إلا  أنه  و بالرغم من كل هذا  هل نبدو  اليوم أحسن و أفضل  حالا من أصدقائنا الذين زرناهم و تعرفنا على سبل كسب  عيشهم آنذاك ونحن طلابا في السنة الثالثة الأولية في مطلع الستينيات ... أم  هو ماضي  الأيام و السنين و صدى الذكريات  و الزمن الجميل في سوداننا الحبيب ؟ و إذا زرنا أصدقاءنا و أهلهم و أحفادهم  اليوم  في تلك المناطق هل سنجدهم في تلك البقاع كما كانوا ام  هي سنة الحياة و التغيير  و تقلبات الزمان و الطبيعة  جعلتهم يهاجرون  إلى  العاصمة الخرطوم التي استحوذت على كل شئ و من ثم  التفكير  في الإرتحال و  الهجرة  إلى مكان آخر  بعيداً عن الوطن و  الأهل و الديار؟atmoorsudan.blogspot.com.
 و اما صديقنا منقو زمبيري /// - منقو قل لا عاش من يفصلنا/ قل معي لا عاش من يفصلنا - ///  فنتمناه معنا في وحدة و عودة طوعية لأحضان الوطن الأم السودان - بلد المليون ميل مربع  قبل الانفصال و قيام دولة جنوب السودان -  بعد أن باعدت بيننا السياسة و التي أرى فيها ما رآه شاعر المهجر الكبير إيليا أبو ماضي:
و اهجر أحاديث السياسة و الألى يتعلقون بحبل كل سياسي
إني نبذت ثمارها مذ ذقتها و وجدت طعم الغدر في أضراسي
و غسلت منها راحتي فغسلتها من سائر الأوضار و الأدناس
و تركتها لاثنين: غر ساذج و مشعوذ متذبذب دساس
يرضى لموطنه يصير مواطناً و تصير أمته إلى أجناس
و يبيعها بدراهم معدودة  و لو أنها جاءت من الخناس
فكرت في ما نحن فيه كأمة و ضربت أخماسي إلى أسداسي
وطني أحبّ إليّ من كل الدنى و أعز ناس في البرية ناسي
( ينظر : مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان  عن: ديوان إيليا أبو ماضي ، دار العودة بيروت )atmoorsudan.blogspot.com.
و الأمل معقود بمشيئة الله  و بفضله، و المأمول تماماً؛ أن تعود مناهجنا و كتبنا و برامجنا التعليمية في مدارسنا و معاهدنا و كلياتنا و جامعاتنا السودانية كما كانت في سابق عهدها على أسس منهجية و علمية مدروسة و مواكبة لروح العصر و التقنيات الحديثة و التكنلوجيا و متضمنة لمعتقداتنا الدينية و قيمنا المجتمعية و عاداتنا و تقاليدنا و موروثاتنا التراثية و الثقافية و الحضارية في ظل وطن قومي متعدد الأجناس و الأعراق و القبائل و الديانات ؛ حتى تؤدي هذه المناهج رسالتها و دورها المنشود في تربية النشئ تربية وطنية صالحة سليمة معافاة و بعيدا عن سياسة التمكين، و أما  حمايتها و ضمان تحقيقها فسيكون في  الإخاء و التسامح و التواصل و الترابط الإجتماعي الذي عرف به أهل السودان جميعا.( ينظر: مدونة عتمور عيال الوسطى)atmoorsudan.blogspot.com.
و حتماً سيأتي اليوم الذي نتعرف فيه على سبل كسب العيش في السودان بصورة أكثر شمولاً و مغايرة لما كان في الماضي  و جديدة و وفقاً لمستجدات العصر و متطلباته في وطن ننعم فيه جميعاً بالخير و النماء و الرخاء و الأمن و السلام و الوحدة الوطنية و المجتمعية الجامعة و الشاملة. ( ينظر: مدونة عتمور عيال الوسطى)atmoorsudan.blogspot.com.
و ما أكثر العلماء في بلادي السودان، و ما أكثر المتخصصين في علم الجغرافيا في بلادنا و خاصة التربويين منهم، فلماذا لا تتضافر الجهود لمصلحة أجيال المستقبل بإعداد الدراسات العلمية و المنهجية ؛ لوضع منهج مطور لجغرافية السودان؛ ليكون  مرتبطاً  إرتباطاً وثيقاً بتاريخ السودان ؟ ( ينظر: مكي شبيكة : السودان عبر القرون  . و نعوم شقير: جغرافية و تاريخ السودان ).
 و حتى يتم وضع مثل هذه الدراسات قيد النظر و  البحث و الدراسة، فلابد من وضع هذه الزيارات الميدانية و الرحلات الجغرافية التي وردت في كتاب سبل كسب العيش في السودان كأساس متين؛ لبناء منهج مطور لجغرافية السودان -  خاصة و أن  البلاد مقبلة على  تغيير  نظام السلم التعليمي في المستقبل القريب - ؛ ليتم تدريسه في مرحلة التعليم الأساسي أو  المرحلة الثانوية بالتعليم العام مستقبلا، إذا رأي التربويون ذلك. ( ينظر: مدونة عتمور عيال الوسطى)atmoorsudan.blogspot.com.
الإقتباس عن: 
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم 
مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان
abdulhaleamibrahim@hotmail.com
www.facebook.com  Ibrahim Osman
الموقع الإلكتروني: atmoorsudan.blogspot.com
قصيدة سبل كسب العيش في السودان 
المؤلف: عبد الرحمن علي طه
عن: مواقع و منتديات إنترنت
عن: كتاب سبل كسب العيش في السودان 
عن: د. فدوى عبد الرحمن علي طه
( كتاب أستاذ الأجيال عبد الرحمن علي طه)
( ينظر : منتديات و مواقع إنترنت )
عن: المنتدى العام  مدونة عتمور عيال الوسطى.

فى القولد التقيت بالصديـق
أنعم به من فاضل ، صديقى
خرجت أمشى معه للساقية
ويا لها من ذكريات باقيــة
فكم أكلت معــه الكابيدا
وكــم سمعت آور أو ألودا
***
ودعته والأهل والعشيرة
ثم قصدت من هناك ريره
نزلتها والقرشى مضيفى
وكان ذاك فى أوان الصيف
وجدته يسقى جموع الإبل
من ماء بئر جره بالعجـل
***
ومن هناك قمت للجفيـل
ذات الهشاب النضر الجميل
وكان سفري وقت الحصاد
فســرت مع رفيقى للبــلاد
ومر بي فيها سليمان على
مختلف المحصول بالحب إمتلا
***
ومرةً بارحت دار أهـلى
لكي أزور صاحبى ابن الفضل
ألفيته وأهله قد رحلـوا
من كيلك وفى الفضـاء نزلوا
فى بقعة تسمى بابنوسـة
حيث اتقوا ذبابة تعيســــة
***
ما زلت فى رحلاتي السعيدة
حتى وصلت يا مبيو البعيدة
منطقة غزيرة الاشجــار
لما بها من كثرة الأمطــار
قدم لى منقو طعـام البفره
وهو لذيذ كطعام الكســـره
***
وبعدها استمــر بى رحيلى
حتى نزلت فى محمد قـــول
وجدت فيها صاحبي حاج طاهر
وهو فتى بفن الصيد ماهـــر
ذهبت معه مرةً للبحـــــر
وذقت ماء لا كماء النهــــر
****
رحلــت من قول لودْ سلفاب
لألتقى بسابع الأصحــــاب
وصلته والقطن فى الحقل نضر
يروى من الخزان لا من المطر
أعجبنى من أحمد التفكيـــر
فى كــــل ما يقوله الخبيرُ
***
ولست أنسى بلدة أم درمــان
وما بها من كثرة السكـــان
إذا مرّ بي إدريس فى المدينة
ويا لها من فرصـــة ثمينة
شاهدت أكداساً من البضائــع
وزمراً من مشتر وبــــائعْ
***
وآخر الرحلات كانت أتبره
حيث ركبت من هناك القاطره
سرت بها فى سفر سعيد
وكان سائقى عبد الحميـــد
أُعجبت من تنفيذه الأوامر
بدقة ليسلم المســـــافر
***
كل له فى عيشه طريقـة
ما كنت عنها أعرف الحقيقـة
ولا أشك أن فى بــلادى
ما يستحق الدرس باجتهـــاد
فإبشر إذن يا وطني المفدي
بالسعي مني كــي تنال المجدا

 و نحن ندون عن سبل كسب العيش في السودان و عبر المنتدى العام لمدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان تحية إجلال و تقدير لزميلنا  الأستاذ / ياسر عبد الرحمن علي طه ( دفعتنا في مدرسة بورتسودان الحكومية الثانوية العليا بنين يونيو 1974م) ابن أستاذ الأجيال  الراحل المقيم عبد الرحمن علي طه مؤلف الكتاب و  شاعر قصيدة سبل كسب العيش في السودان.
( ينظر: مدونة عتمور عيال الوسطى).
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم 
مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان
الموقع الإلكتروني: atmoorsudan.blogspot.com

🚫الأستاذ عبد الرحمن علي طه (1901-1969) 🚫
نبذه عن
والد  عضو القروبو الامين العام ياسر عبد الرحمن علي طه
   ولد عبد الرحمن علي طه بأربجي في عام 1901م وألحقه والده العمدة علي طه بخلوة  القرية ، ثم بعد ذلك تلقى تعليمه الأولي بمدرسة المسلمية الأولية ، ثم مدرسة رفاعة الأولية، وأكمل بها دراسته بالمرحلة الأولية ، وتتلمذ فيها على الشيخ بابكر بدري ناظر المدرسة، والشيخ محمد عبد الله لطفي وغيرهم من المعلمين ، ثم أكمل دراسة المدرسة الوسطى والثانوية بكلية غردون التذكارية قسم المعلمين .خبراته العلمية والعملية :بعد تخرجه من كلية غردون التذكارية عين في يوم 25/11/1922م مدرساً بمدرسة أم درمان الأميرية الوسطى  وكان ناظر المدرسة هو الشيخ عبد الرحيم حامد . وخلفه الشيخ محمد الحسن دياب ، وكان يعمل بالمدرسة عدداً من الأساتذة منهم اسماعيل الأزهري وحسن الأزهري وحمد الأزرق ومحمد حمزة وعوض ساتي وعلي بدري .نقل معلماً بكلية غردون التذكارية في عام 1929م وكان يدرس مختلف المواد الدراسة ، وكان يولي الجمباز والكشافة اهتماماً فائقاً ، وكان يدرس التربية وعلم النفس لطلاب قسم المعلمين  .كان الأستاذ عبد الرحمن علي طه من المرشحين للدراسة بجامعة بيروت الأمريكية ، ولكن تقارير رؤسائه أكدت أنه مؤهل وغير محتاج للبعثة واستمر يعمل بكلية غردون حتى عام 1935م .في عام 1935م أختير للعمل بمعهد التربية بخت الرضا وكان من كبار المعلمين بالمعهد ، وأختير في عام 1940م بصورة رسمية ليكون نانياً للعميد المستر قريفث ومشرفاً على التدريب ، رغم أنه من الناحية العملية والفعلية كان نائباً العميد منذ أن قدم لبخت الرضا .استمر بالمعهد حتى عام 1947م ، ثم استقال عن العمل ولعب دوراً كبيراً في إرساء دعائم المعهد وكان معلماً تربوياً وإدارياً من الطراز الفريد.في عام 1948 أختير عضواً بالجمعية التشريعية وتم ختياره كأول وزير سوداني للمعارف في عام 1950م واستمر في موقعه حتى عام 1953م وترك انجازات وبصمات واضحة وملموسة .  .كان له دوراً فاعلاً في صياغة المناهج التعليمية السودانية قبل الاستقلال ، وكذلك وضع خطة لتطوير التعليم في السودان وإدخال اللغة العربية في جنوب السودان وله عدت قصائد وردت ضمن كتاب وله قصائد أخرى وردت في كتابه (سبل كسب العيش في السودان) ، وله بعض القصائد كانت تدرس ضمن مناهج التعليم الابتدائي في السودان وهي قصيدة رحلاتي الى أصدقائي وكذلك له بعض المسرحيات التربوية في التاريخ العربي الإسلامي (معجم البابطيين، الموقع الإلكتروني). في عام 1957 انتخب الأستاذ عبد الرحمن علي طه عضواً بالبرلمان ممثلاً لدائرة الحصاحيصا حتى وقوع انقلاب نوفمبر بقيادة الفريق عبود وفي يوم 17/11/1958م ، وفي فترة توليه لهذا النصب وضع مشروعاً متكاملاً للحكم المحلي بالتعاون مع الأستاذ على حسن عبد الله لقد كان عبد الرحمن علي طه من العباقرة الأفذاذ ، ولم ينحصر عطاؤه في مجال الأكاديميات فقط ، بل كانت له بصمات واضحة في النشاط الثقافي والسياسي واشترك في التمثيل المسرحي في مسرح الخريجين بأم درمان  فهو شخصية فذة وشجاعة ومقدامة وذات حكمة وفكر ثاقب وكان متمسكاً بالمبادئ والأخلاق الدينية .مؤلفاته :1.كماألف مرشدالمعلم بمنهج الموضوعات وعددمن الكتب وله مقالات بمجلةبخت الرضاالعدد (15) صفحة (16) أكتوبر 1959م،تحت عنوان (عندماتقسوالحياة ) (جمهوريةالسودان، 1978) .2- لقد ألف الأستاذ عبد الرحمن علي طه وترجم مع المستر قريفث عدداً من الكتب وهي : أهداف الأخلاق (1945م) وتدريب الأخلاق (1945م) ، وإدارة الفصل بالمدارس  السودانية ، كما ترجم كتاب الأخلاق وعلم النفس للمستر قريفث (1949م) 3- كتب مع آخرين كتاب سبل العيش في السودان (1941، طبعة أولى) الطبعة الثانية في عام 1950م ( صديق أحمد ، وهو من أجود الكتب وأفضل المناهج وكان يدرس لتلاميذ الصف الثالث بالمدارس الأولية ( المدارس الابتدائية فيما بعد) كانت تدرس فيه مبادئ جغرافية السودان والتربية الوطنية ونشير هنا إلى جزء من نشيد رحلاتي الى أصدقائي (وزارة التربية والتعليم ، د.ت ، 298) .في القولد التقيت بالصديق* أنعم به من فاضلٍ ، صديقي خرجت أمشي معه في الساقية* ويا لها من ذكريات باقيةفكـــــم أكلت معه الكابيــــــــــــــــدَّ*وكم سمعت أود وو  ألـــودوفي عام 1958م وبعد تقاعده عاد إلى قريته أربجي التي كانت تعرف بالماضي (بعمارة الجعليين) وقضى جل وقته بمزرعته وعمل على تطوير قريته وإدخال الخدمات فيها وكان على صلة وثيقة بمدارسها ، وعاش محترماً وسط أهله حتى وافته المنية في 2 نوفمبر 1969م ودفن بأربجي  .وبهذا اكتسب أستاذ الأجيال عبد الرحمن علي طه إخلاصاً وطنياً استحق أن يكون رمزاً وقدوة للأجيال ، فقد كان شخصية متكاملة أكاديمياً وتربوياً وسياسياً ومسرحياً وأدبياً .

صديق عبد الرحيم..الشخصية التي جسدت تاريخ القولد
منذ العام 1937م اقترنت القولد بذاكرة التعليم في السودان, وكان عريسها في ذلك الوقت المغفور له (صديق عبدالرحيم )،حينما كان التخطيط التعليمي (الأولي) مساقاً تربوياً وتأصيلياً وتثقيفياً وتعريفياً وشمولياً عبر منهج (سبل كسب العيش في السودان ) ،
وكان (معهد بخت الرضا) بمدينة الدويم بؤرة للإشعاع التربوي والتعليمي الذي انداح على كل السودان بالنماذج الدراسية لقولد الصديق ,وجفيل سليمان ,وريرة القرشي, وبابنوسة ود الفضل ,ويامبيو زمبيري, ومحمد قول حاج الطاهر, وود سلفاب أحمد محمد صالح ,وأم در إدريس يوسف ,وعطبرة عبد الحميد إبراهيم . وقد رسخت مادة سبل كسب العيش في السودان عبر أولئك الرموز في ذاكرة الأجيال التي نهلت منها كل معاني المعرفة الشاملة لوطن تمدد من حلفا إلى نمولي سابقا ، فقولد الصديق  تمثل من حيث التاريخ أحد ركائز (الحضارة النوبية) من عاصمتها في دنقلا العجوز ، وهي حضارة سادت من أسوان شمالاً وحتى مملكة سنار جنوباً.
وقولد (الصديق) في تاريخها المعاصر تضم في حناياها مزيجاً فريداً من السلالات النوبية التي انصهرت فيها سلالات وافدة من عرب البديرية ,وفونج العبدلاب, والنوبة المستعربة؛ من المحس والكنوز والمغاربة والأتراك وسلالات الأقباط المتنوبة . إضافة إلى القبائل الوافدة لاحقاً ؛ من الكبابيش ,والهواوير, وغيرها من الأعراق الأخرى؛ والتي في مجملها شكلت عرقاً متجانساً في هوية القولد شأنها في ذلك شأن الهوية العرقية لكل السودان؛ والتي ما زالت تبحر في لجج النزوح القبلي .
ميلاد وجذور 
ويعود ميلاد صديقنا (صديق عبد الرحيم)  الى العام 1926م في القولد بقرية (هوشمار) ؛ وهي كلمة بتمازج نوبي عربي تعني (حلة الحوش)،ووالده عبد الرحيم محمد الأمين، ينتمي لقبيلة (العوناب) سلالة الملك (عون ) ؛وهي إحدى أعرق قبائل القولد ، وصديق كان الابن الأصغر لعبدالرحيم من ضمن الأشقاء (محمد وحسن وعبد اللطيف إضافةً إلى شقيقتهم زينب عروسة) ،أما والدة صديق فهي فاطمة محمد علي النوش وتنتمي إلى آل (النوش) وهي سلالة نوبية بديرية (أهل كتاب ودعوة) نزحت إلى القولد من منطقة (منصوركتي).
قصة قصيدة 
قصيدة (في  القولد التقيت بالصديق)  تعود  إلى العام 1937م؛ عندما وفدت إلى القولد بعثة من أساتذة معهد بخت الرضا مكونة من: الأستاذ عبدالرحمن أفندي علي طه ,والأستاذ مكي أفندي عباس, والمستر جونسون سميث (بريطاني), في إطار طواف ميداني أعده المعهد بصدد وضع المنهج الدراسي(لسبل كسب العيش في السودان) ، وذلك بعد تشاور البعثة مع العمدة محمود (عمدة عموم القولد) آنذاك؛ و جاء الاختيار لمنزل وأسرة عبدالرحيم محمد الأمين ممثلاً في شخصية ابنه صديق , وكان حينها طفلاً يافعاً وتلميذاً في مدرسة القولد الإبتدائية ، ولقد عاشت وتعايشت البعثة مع أسرة عبد الرحيم لمدة شهرين كاملين رصدت خلالها كل مسارات سبل كسب العيش في هذة المدينة العريقة ؛ ولعل أكثر ما رسخ في ذاكرة وذهنية طلاب المدرسة الأولية الذين درسوا مادة( سبل كسب العيش في السودان) هي تلك الأنشودة الخالدة التي وضعها أساتذة المعهد لكل نماذج المدن التي اختاروها في القولد ,والجفيل ,وريرة, وبابنوسة ,ويامبيو, ومحمد قول ,وعطبرة ,وود سلفاب, وأم درمان؛ وبقافية موحدة وإيقاع متناغم تروي كل مدلولات سبل كسب العيش في السودان.
والمقطع الذي يلي القولد في تلك الأنشودة يحمل في طياته كل معاني المعرفة التي تنشدها الدراسة في مجملها :
في القولد التقيت (بالصديق) أنعم به من فاضل صديق
خرجت أمشي معه في (الساقية) ويا لها من ذكريات باقية
فكم أكلت معه (الكابيدا ) وكم سمعت (إور وو الودا)..
ومضمون الأنشودة يرمز إلى صديق عبد الرحيم (بالصديق) محور الدراسة ، أما (الساقية) فلها مدلولان ؛ الأول هي الأرض على ضفة النيل بنخيلها وبساتينها وجروفها وأنعامها وجميعها تمثل أسس كسب العيش ، أما المدلول الثاني فهو الساقية كوسيلة لري الأرض وهي آلية لإنتاج المحاصيل والتمور والفواكه وعلف كل الأنعام , ومن ناحية أخرى ترمز كلمة (الكابيدا) - وهي كلمة نوبية تعني القراصة - إلى القوت الأساسي لكل سكان المنطقة ، وتتجلى روعة ودلالة معاني الأنشودة في مقطع (إور وو الودا) ؛ وهو مقطع نوبيٌ قح في كل مفرداته من (إور) وهو لفظ مناشدة يعني أسقي أو أروي وأما مفردة (وو) فهي حرف ندا، ومفردة (الودا) هي كلمة تشبيهية مستقاة من حركة طائر(الوزين) في دورانها وهي تسبح في ماء النيل بدلال وخيلان ؛  وتلك (الوصفية) عبارة عن مناشدة (للبقرة) التي تدور بالساقية لتصب قواديس دولابها ماءً في الجداول لري الأرض !  وكأن (البقرة) كانت تستوعب تلك المناشدة وتستجيب لها مزهوةً بدلالها وهي تحرك عنقها وذيلها يساراً ويميناً في حركة دورانها ..
   مسيرة واغتراب 
ونشير إلى أن الأستاذ عبد الرحمن أفندي علي طه - والذي صار بعدها أول وزيرٍ تسودنت عليه وزارة التعليم في السودان -  كان قد عرض على الشيخ عبد الرحيم استصحاب نجله (صديق) إلى معهد بخت الرضا كي ينال تعليمه هناك ؛ الا أن من شاورهم الشيخ عبد الرحيم من أعيان القولد في هذا الأمر رأوا غير ذلك ؛ ليبقى صديق عبد الرحـيم في القولد !
وبالنظر إلى  محطات الاغتراب في مسيرة صديق عبد الرحيم ؛ فقد كانت أول وجهة له إلى  جمهورية مصر في العام 1943م, وبقي فيها حتى العام 1961م, حيث أكمل  فيها الدراسة حتى المرحلة الثانوية وعمل سائقاً بسفارة السودان بالقاهرة, وعاصر في تلك الحقبة كل السفراء السودانيين الذين تعاقبوا على السفارة وتعايشوا مع صديق عبدالرحيم كأسطورة ماثلة أمامهم من ذاكرةٍ راسخة في أذهانهم بأنشودة(في القولد التقيت بالصديق). وكان للسفير (أحمد مختار) دوره في أن يشد صديق عبدالرحيم رحاله مهاجراً إلى أمريكا للعمل في الملحقية الثقافية لسفارة السودان بواشنطن حتى عام 1991م, حينما أحيل إلى التقاعد الإجباري.
جدير بالذكر أن صديق عبدالرحيم طيلة فترة بقائه في أمريكا لمدة ثلاثين عاماً متواصلة ظل محتفظاً بهويته السودانية رغم إغراءات وسهولة الحصول على الهوية الأمريكية . بعدها كانت رحلة الاغتراب الثالثة حينما عاد صديق عبدالرحيم إلى القاهرة حتى مماته فيها عام 1998م ليوارى جثمانه في مقابرالصحافة بالخرطوم .
أسرته الصغيرة 
وبالتعريف بأسرة صديق عبدالرحيم نجد أنة اقترن في مقتبل شبابه (بست البنات عثمان محمد نور)  كريمة شيخ مشيخة القولد في قري سلامة الباشا وهوشمار والعباسية و أنجب منها : يوسف الذي تخرج في جامعة الخرطوم بكالريوس زراعة، وكمال الذي تخرج في جامعة بوول (ولاية أنديانا ــ أمريكا) بكالريوس علوم الحاسوب، وعائدة خريجة جامعة النيلين بكالريوس علم النفس ، وعواطف خريجة كلية الأحفاد الجامعية بكالريوس إدارة أعمال. ولصديق عبد الرحيم أحفاد من الأبناء والبنات في مختلف المراحل الجامعية وفوق الجامعية والثانوية والأساس وتمهيدي الأساس , حفظهم الله جميعاً ورعاهم .

هكذا جسدت شخصية صديق عبد الرحيم تاريخ القولد من حيث التعريف بها ، وطرق كسب العيش فيها في دلالة ثقافية لأسلوب العبارة ، وإبداع المنهج التربوي . ( ينظر : معتصم قنديل مجموعة واتساب بورتسودان الثانوية ).
abdulhaleamibrahim@hotmail.com
Facebook.com      Ibrahim Osman

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق