إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الصفحات

الأربعاء، 2 يوليو 2025

نافذة على شعراء منطقة الرباطاب بالسودان الشاعر مصطفى الحاج موسى - رحمه الله -(2)- د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم

 بسم الله الرحمن الرحيم 

نافذة على شعراء منطقة الرباطاب بالسودان

 الشاعر مصطفى الحاج موسى - رحمه الله -(2)

قصيدة مدرسة عتمور الثانوية الحكومية العليا بنات بدار الرباطاب بمحلية أبو حمد بولاية نهر النيل بالسودان؛ بمناسبة افتتاح المدرسة في أغسطس عام 1981م . و تعد هذه القصيدة كنموذج من أدب الرباطاب الشعبي بالسودان.

و يعتبر تشييد و بناء هذه المدرسة من الشواهد الماثلة للعيان للجهد الشعبي و العون الذاتي و الذي عرف به عموم أهالي ولاية نهر النيل بالسودان في بناء المؤسسات الخدمية اعتمادا على الذات .

قصيدة مدرسة عتمور الثانوية العليا بنات

الشاعر مصطفى الحاج  موسى 

دقر    يا عين    و    غنن    يا   قماري

على عتمور  بلد خدر   (2)   العشاري

مساهر.     ليلو       لاكرام    السواري

دا    طامح    نيلو   فتحولوا  المجاري

بلد مأمون (3)  و  غيمو  عليها ضالي

شيال    التقيل    و    شقاق   صحاري

و أب آمنه (4) المكندق (5) ليهو طاري

سماع   صيحة.   للمحتاج   و   حاري

معلن في الشرق  (6) حالة   الطوارئ 

و  لي  ضيف الهجوع  رافعلو   صاري

خلاص عتمور  مشت  مين    البجاري

و  عاد  هطل الخريف  وين   يا لواري

قريب  فوق  نيلا   بي   نرسم   كباري

خلاص فارقينا  ودعي  يا  أم   مداري (7)

انتي   العاصمة   و  الدامر   ضهاري (8)

و  انتي  الأولى  و   التانية.  النباري (9)

في      كل     المداين    صفقوله

و خلاص عتمورنا فازت بالبطوله

عشان بلد الكرم   و  بلد الرجوله

و عشان الكلمة بي نعرف أصوله

عروس في كرنفال لبست  حلوله

مجرتقه   سيروها    و    زغرتوله

فوق العدوة (10) دي الثانوية (11) نورا يلالي

هيا  على  العلم  يا  سمحه  تب  لا تبالي

نحنا   أهل  الشرف  من  الزمان   الخالي

مضمونين على الدهب المجمر  و  غالي

جنا عتمور أصيل صاحب المقام   العالي

لو   قلبوا  الأرض ما  أظن  بيلقوا   متالي

ما فيكم فرز تب يا العتامرة (12) جميع

تكيلوا     العين    لمان    سوادا    يضيع

فيكم    همه   و   الضايق  تجوهوا سريع

و  فينا.  الفارس الليهو   القواسي   تطيع

بريد  عتمور   و  دايما   ليها   سد   منيع (13)

أموت من أجلها و  ما عندي غيرا  وجيع

لو   ما   كانت   أمي   و في ثداها رضيع

كنت  أموت  ندم  و  بين القبائل أصيع

جنا  عتمور    يمين   الليله  سوا   الفوت

مالا  من حلال  ما  هو     الحرام   التوت (14)

ديل حرموا النفوس ماخدين قليل القوت 

شادين    الحزام   فوق   القلب    مربوت

ساسا متين  و في أرض الشرف  مختوت (15)

و يلمع طوبا بي عرق الغبش    منحوت (16)

اختلف  الشبه  و  الناس  تراها   تجوت (17)

و  ما قادرين  يفرزوا  الفضة  و الياقوت

واحدين      قالوا      دي    الجيزه 

واحدين.   قالوا     دي      أسيوت (18)

و  الشبه الأكيد قال جامعة بيروت

يا  عتمورنا   إنتي   خلاص  بلغتي الغايه

خصاك   الإله   من   دون  عبادو  عنايه

الزارعو  الكريم  تب  ما  بيدورلو سقايه

فوق راس الجبل يلوي و تكبسوا شرايه

أرض  طاهرة  تب ما شفنا فيها خطايه

لا  شديتي  بوصه  و  لا   رفعتي  الرايه (19)

متلك  يا   خدر   ما     ولدت   الانتايه (20)

لا  في  الماضي  لا حتى السنين الجايه

أب عثمان (21) هلالنا المابتحجبوا  تخايه (22)

زيك    ما   رأينا   و   لا  كتب  في روايه

نحترم    الجور   نديهوا    حقو    كفايه

و الفايت الحدود ليهو السيوف واسايه

قدر  ما  أدور   أقول  ألقاهو  فيك قليل

زي  البجدع  الحصحاصه  وسط   النيل

أخوك يا  فاطمه تلبا للحمول  بي يشيل (23)

دا سيل مروي الهجم كسر الفريق بالليل

دا  الضل الرهين  الناس  تطردوا   مقيل

و  في  نص الدرب   ديوانو   باقي  سبيل (24)

و  إن ذكروا  الرجال يذكر علي اسماعيل (25)

أب  كفا    خريف.   المدو   ماهو   قليل

أبوك  رجل  العروض  المابيعبر    الكيل (26) 

و أمك (27) دابيه من فوق القيوف بتشيل

انطلقت   شراره    و    تاني   ما  بتقيف

و    في   عتمور   شلع   برقا يتم الكيف

المدنيه    عمتنا    و    كمان    تثقيف

و    الطير.  في سمانا   الليله جر أليف

حمّر  نيلنا  و   اتمسحت معالم القيف

و أم درمان  بقت  بالنسبه  لينا الريف

نحنا أولاد ملوك أهل الدرع  و السيف(((0000)))

نسابق   يمين   ساعة نشوف   الضيف

نحنا   أهل المكارم   و الأصل و الطيبة

إن  شدينا  فوق  درب الله فوقنا الهيبه

بنخوض  أم لهيب  ساعة يضوي لهيبه

نحنا  الفي الحرب بنقيف رجال تاتيبه

ود  حاج  نور     ود التوم   ود جقليبه

نحنا  إذا  غضبنا  الدنيا  جاته مصيبه

نحنا عتامره نحنا كراقسه نحنا   أماكه (28)

نحنا أولاد عبيد و شمخت جبال التاكا (29)

نحنا  الملكه هيلنا  و  ما معانا  شراكه

نحنا  إذا  غضبنا  أمريكا  جاها  هلاكا (30)

___________   

1 - مناسبة القصيدة:

النص الأصلي للقصيدة من مذكرات الشاعر مصطفى الحاج موسى الخاصة، ومن تسجيلاتي الصوتية عن مقابلاتي الشخصية معه في الفترة 1988/ 8 فبراير 1989م ، بحي العرب بأم درمان بالسودان بمنزل الخال ( الوالد) الراحل المقيم علي الكدب اللهم ارحمه و ادخله جنة الرضوان.

( ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم، دراسة تحليلية فبراير 1989م).

وقيلت هذه القصيدة : في إفتتاح مدرسة عتمور الثانوية العليا بنات بدار الرباطاب بمحافظة أبوحمد بولاية نهر النيل في الإقليم الشمالي بالسودان في عام 1981م، وكان إفتتاحا مهيبا لم تشهد المنطقة له مثيلا، لكونها أول مدرسة ثانوية عليا للبنات على الضفة الغربية على امتداد ولاية نهر النيل، وحضر هذا الإحتفال البروفسير عبد الله أحمد عبد الله وكان حاكما للإقليم الشمالي على رأس وفد رفيع المستوى من الدامر ،بجانب ممثلين لكل مناطق الرباطاب، وشرف الإحتفال أيضا بالحضور ، الأستاذ الشاعر عبد اللطيف عبد الرحمن و كان وزيرا للتربية والتعليم بولاية نهر النيل آنذاك، ولم أجد وصفا لهذا الآحتفال أبلغ مما قال الأستاذ عبد اللطيف عبد الرحمن: " لم أرى حشدا في احتفال في منطقة ريفية بهذا المستوى إلا في عتمور ، وذكرني هذا التدافع  وهذه الحشود باحتفالات مؤتمر الخريجين في يوم التعليم وعند إفتتاح المدارس  الأهلية التي تبناها مؤتمر الخريجين ...". وقد حارب مؤتمر الخريجين - تأسس في عام 1938م -  المستعمر الإنجليزي بلا هوادة حتى نيل البلاد للإستقلال.( إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم، تكوين مؤتمر الخريجين العام في السودان 12 فبراير 1938م، أبريل 1988م).

2 - خدر العشاري: 

خضر علي مصطفى: من أعيان عتمور،  وصاحب عدة مشاريع زراعية بمنطقة الرباطاب، معروف بالشهامة والرجولة والكرم، ويرجع إليه الفضل في فكرة و تأسيس هذه المدرسة، و لا تذكر عتمور إلا ويذكر معها خدر ود علي، فجزاه الله عنا خير الجزاء، فله أياد بيضاء علينا جميعا نحن أبناء عتمور.  اللهم ارحمه وادخله جنة الرضوان.

3 - مأمون: 

مأمون محمد عبد الله ، من أعيان عتمور، مقيم في أم درمان، من المؤسسين لهذه المدرسة، وهو صاحب مشروع زراعي في منطقة السلمات شمالي محطة أبو ديس - جنينة مأمون - اللهم ارحمه وادخله جنة الرضوان.

4 - أب آمنه عميد المزارعين ( أمحمد  ود علي): 

محمد علي مصطفى المياسي ، من أعيان عتمور ، مقيم بأم غدي شرقي عتمور ، صاحب مشروع زراعي رائد  بأم غدي، ويعتبر من المؤسسين لهذه المدرسة، أطلق عليه العمدة الحاج علي صالح لقب عميد المزارعين في مقال له بالصحافة السودانية، اللهم ارحمه وادخله جنة الرضوان. 

5 - المكندق:

 أي الذي يسيطر على الشئ و يحتويه.من الكانديقة. وأشهر كانديقة في دار الرباطاب في بحر( نيل أمكي أيام الدميرة  فيضان النيل).

6- الشرق:

 يقصد بلدة أم غدي شرقي عتمور - عتمور شرق -.

7 - أم مداري:

 إشارة للمركب الشراعية .

8 - الدامر ضهاري: 

ضهاري بالنسبة لعتمور كما وصفها الشاعر مصطفى الحاج موسى:إنتي الأولى و الدامر ضهاري

 بينما وصف الشاعر توفيق صالح جبريل الدامر بأنها:

 ( قرية وبندر ):

يا دامر المجذوب

 لا أنت قرية تبدو بداوتها و لا أنت بندر

ورد عليه البروفيسور عبد الله الطيب فوصف الدامر قائلا:

الدامر فوق ذلك كله و دونها خرطوم وبارا وبربر

9 - النباري:

 مكان في الجزيرة مقرات قريبا من السنجراب.

و يقول الشاعر في وصف أهل الجزيرة مقرات و في ذكر بعض أماكنها نقتبس هذه الابيات من قصائد أخرى:

- أهل  النية  يا بيضاء  للنباري  و   السيال

- حبيناكي يا مقرات  من  غريبا  لى بربات

- قلبا بالغرام محروق للسنده القصاد زروق

 - مناى في قدله ان لقيتا من اللافاب لى كديته   

10 - العدوة :

 المكان المرتفع وفي عتمور تسمى عدوة الشرف - تشرف منها على وادي عتمور و على عتمور البلدة. 

11 - الثانوية : 

مدرسة عتمورالثانوية العليا بنات، ومعروفة في عتمور بالعالي.

12 - العتامرة:

 أهل عتمور سماهم أبو حجل ملك الرباطاب عيال الوسطى في دار الرباطاب بمحافظة أبو حمد بولاية نهر النيل بالإقليم الشمالي  بالسودان.

13 - يقول الشاعر في حبه لعتمور: 

       يا  عتمورنا  أقولك  بي أمانه 

       حبنا ليكي زي روحنا وجنانا

14 - التوت : يقصد توتو كورة.

 يانصيب كرة قدم في عهد حكومة مايو 1969م.

15 - مختوت :

 موضوع ، مرسوم.

16 - بي عرق الغبش منحوت:

 إشارة لتشييد المدرسة بالعون الذاتي، شارك في بناء المدرسة كل أهل عتمور شيبا وشبابا رجالا ونساء و أطفالا. 

17 - تجوت :

 تجوط قلبت الطاء تاء - عدم القدرة على التمييز -.

18 - أسيوت:

 يقصد بلدة أسيوط في صعيد مصر، قلبت الطاء تاء.

19 - البوصة و الراية :

 علامات الأنادي ( الطيب محمد الطيب،  الإنداية). وأكد الشاعر أن المدرسة موضوعة في أرض الشرف ولا تعرف أرضها الطاهرة  البوصة و الراية. 

 و قال الشاعر مصطفى الحاج موسى في هذا المعنى: 

  مدارسا سويناها بي عرق الرجال والشده

  بي  أسباب  " خميس "  و الله  ما  بتتسده

20 - الإنتايه:  الأنثى ، المرأة.

21 - أب عثمان: خدر ود علي ود مصطفى. 

وأما عثمان  ، فهو أستاذ الجيل عثمان خضر علي مصطفى،عمل معلما - بوزارة التربية و التعليم السودانية -  مطلع السبعينيات بمدارس الجوير ( جوير ود ضبعة ) بمنطقة شندي، وبمدارس عطبرة وعتمور وكرقس بولاية نهر النيل بالإقليم الشمالي بالسودان، هجر مهنة التدريس باكرا، متفرغا لأعماله الخاصة، و هو الآن رجل أعمال معروف، وصاحب مشروع زراعي كبير بمنطقة كديته في منطقة الرباطاب.

و يعتبر  أستاذ الاجيال/ عثمان خضر علي  مصطفى من اهم المؤسسين لهذه المدرسة الرائدة و ذلكً لجهده المقدر مع والده في تكملة الاجراءات الخاصة بتصديق المدرسة و اعتمادها في عتمور بدار الرباطاب.

و هو الآن مقيم بالخرطوم حفظه الله ورعاه  أبو سليمان عثمان ود خدر ود علي ود مصطفى.

22 - تخاية : سحابة.

23 - فاطمة علي مصطفى: من عتمور ، وهي الأخت الوحيدة لأولاد علي ود مصطفى ال مياس، مقيمة في العبيداب، وأبناؤها أزهري وعبد الله وأسامه والبخاري أحمد محمد رضوان، اللهم ارحمها وادخلها جنة الرضوان.

24 - ديوانو : يقصد ديوان خضر علي مصطفى ال مياس  بعتمور.

25 - علي اسماعيل بخيت : أبو أمين، من أعيان عتمور، رجل أعمال معروف ، مقيم في الديم بالخرطوم، ويعتبر من المؤسسين لهذه المدرسه، اللهم ارحمه وادخله جنة الرضوان.

26 - رجل العروض: يقصد اسماعيل بخيت علي (أب أحمد ).

و هو أب الراحل المقيم علي اسماعيل بخيت أبو أمين.من أعيان عتمور، اللهم ارحمه وادخله جنة الرضوان. 

27 - يقصد نفيسه الجقلبية:

 أم الراحل المقيم علي اسماعيل بخيت أبو أمين. من عتمور.اللهم ارحمها وادخلها جنة الرضوان.

 ذكر عنها ابنها المهندس سلمان إسماعيل بخيت الكثير في مدونته الخاصة على موقع ‏www.google.com ، وهو من أبناء عتمور، ومقيم حاليا في الرياض بالمملكة العربية السعودية. وهذه المدونة جديرة بالإطلاع، لأنها تجربة حياة، تاريخية ، وثائقية، دونت بواقعية عن عتمور خاصة ومنطقة الرباطاب عامه. حفظك الله ورعاك أبو المدثر الباشمهندس/  سلمان اسماعيل بخيت.

 (((0000نحنا أولاد ملوك أهل الدرع  و السيف

ذكر نعوم شقير في كتابه جغرافية وتاريخ السودان، ص 63: عن الرباطاب : " أنهم أصحاب ككر وطاقية"، وذكر أيضا ص 426:" أنهم ملوك"، تمتد مملكتهم من وادي السنقير إلى الشامخية فيما وراء أبي حمد. 0000)))

28- عتامره، كراقسه، أماكه: إشارة إلي صلات الرحم والنسب والجوار، بين أهل عتمور وكرقس و أمكي بدار الرباطاب بمحلية  أبو حمد بولاية نهر النيل بالإقليم الشمالي بالسودان.

29 - أولاد عبيد : هم أهل العبيداب - عيال عبيد -  بدار الرباطاب، وقالت فيهم الشاعرة ست النفر بت الحاج ( من الشاعرات المجيدات في عتمور بدار الرباطاب بالسودان) : 

الليلة أنا بجر قافكم سمح عاجباني

جملة  عيال عبيد ما فيكم  الوراني

و قال فيهم الشاعر مصطفى الحاج موسى:

ديك أولاد عبيد ساكنين حدانا

أهل  الحوبه  في ساعة  قسانا

و قال أيضا  في افتتاح مدرسة العبيداب الثانوية العامه

مطلع السبعينيات قصيدة طويلة منها هذه الأبيات:

سمحه    المدرسه    المبنيه   دابه

ساسا   متين   كمان   طاهر    ترابه

من   زمنا   قديم   زمن    الصحابه

انتوا   أهل   القلم   و  أهل الكتابه

أشوف   نورك شلع  فوق السحابه

من " عمرابه "  لى " عبد الله يابه "

الذوق.  و   الأدب   شيبا  و  شبابه 

و كملتوا   الشجاعه    قفلتوا  بابه 

30 - عندما قال الشاعر مصطفى الحاج موسى هذا البيت: نحنا إذا غضبنا أمريكا جاها هلاكا

يقصد وجه السخرية عند الرباطاب: ماذا يفعل الرباطاب خاصة و السودان عامة لأمريكا!؟.

ابراهيم عثمان سعيد  عبد  الحليم

مدونة عتمور الإلكترونية السودانية

الثلاثاء، 1 يوليو 2025

بمناسبة مرور (61) عاما على تهجير أهالي حلفا القديمة السودانية(يوليو / 1964م - يوليو / 2025 م).- د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم

 بسم الله الرحمن الرحيم

في إطار العلاقات التاريخية و الأزلية بين ولاية نهر النيل و الولاية الشمالية ( الإقليم الشمالي سابقاً)و 

بمناسبة مرور (61) عاما على تهجير أهالي حلفا القديمة السودانية(يوليو / 1964م - يوليو / 2025 م). نكتب عن:

ترحيل أهالي حلفا القديمة في وجدان عدد من الشعراء السودانيين، و عن بكائية على حلفا القديمة "زائله الدنيا"من الأدب الشعبي في دار الرباطاب بولاية نهر النيل بالسودان.

"و بقيت ملحمة ترحيل أهالي منطقة حلفا القديمة في وجدان كل السودانيين وخاصة الشعراء منهم، فأصدر الشاعر علي صالح داؤود ديوان شعر بعنوان: دمعات مذروفات على أرض النوبة، و أنشد الشاعر صلاح أحمد إبراهيم الطير المهاجر هذه الأغنية الوطنية الخالدة، من مغتربه خارج السودان، فأثارت شجونا و حنينا إلى الديار في  حلفا القديمة، و أبدع الشاعر إسحق الحلنقي في وصف هجرة عصافير الخريف، فتذكر الناس ترحيل و تهجير أهالي حلفا القديمة، و تغنى بالرحيل ابن المنطقة الشاعر الراحل المقيم سليمان عبد الجليل( يا حليل الراحوا خلوا الريح تنوح فوق النخل)، و بكائية على حلفا القديمة لشاعر الرباطاب مصطفى الحاج موسى.

و غيرها الكثير من القصائد لشعراء  من أبناء منطقة حلفا القديمه كقصيدة  وادي حلفا للشاعر الأستاذ ميرغني ديشاب و منها هذه الابيات:

الله   يعلم  و  الخليقة  تشهد

إن غالها الدهر العصي الأخلد

فخريدة وئدت فأبكت  أهلها

جزعاً فكيف على صباها توأد

و يقول أيضا:

أرقين   ترقد   في   الرمال  صبية

ترمي   الهوى   بقلوبنا  و  تهدهد

و يفيض عنقش بالجمال فيكتسي

حلل   الطبيعة   في جمال يحسد

يا   للجمال    أضيع    غير  معزز

يا    للهوى    بجلاله    لا     يعبد

بوهين  يا  مبنى الملوك تهدمت

أطواده   أضحت  بها  لا   تصمد

 و على سبيل المثال  ايضا قصيدة " هنا حلفا" للشاعر عصام ديشاب و نقتبس منها:

هنا   حلفا    هنا حلفا

هنا الميناء هنا المرفأ

هنا       أبناء    ترهاقا

سطروا   للدنا   صحفا

سأكتب  عنك يا  حلفا

أناشيدا     لها      عزفا

لأنك      في      حنايانا

وداد     ما     به    زيفا

سأكتب عنها فاستمعوا

عجائب      كلها    تحفا

إذا        نادت      مآذنها

كأنك    في  حمى  عرفة

إن       صلى     مصلوها

قلوب     كلها       وجفة

و   أما  عن  قرى   حلفا

سنأخذ   عندها    وقفة

و أما الشاعر محمد مختار فقال في غراق حلفا قصيدة منها:

دارت عليك رحى الزمان الجافي

فخلوت  من  أهل  و  من   ألاف

و رد عليه الشاعر توفيق صالح جبريل بقصيدة وردت في ديوانه أفق و شفق، الجزء الثالث، 18 / 12 / 1964م، و  منها:

أبكيت حلفا و النخيل سجينة و الدور غرقى و القصور خواف؟

أين المنابر و المنائر و القرى من راسب في اللجتين و طاف ؟

و البيت في ( حلفا الجديدة ) كاد أن ينقض هل هذا من الإنصاف؟

لي في ترابك جدتي و أخ مضى رطب الصبا و الدهر غير مصاف

هل ابتغي عوضا؟ و هل عوض لمن منه دمي و ملامحي و شغافي؟

بخسوك سعيا في سباق خاسر لو قدروا لأتوك بالأضعاف

و تجلت أصالة الشعب السوداني بمختلف قبائله و تجسدت في وحدة وطنية نادرة المثال في الاستقبالات التي أعدت لوفود أهالي منطقة حلفا القديمة - في طريقهم إلى منطقة خشم القربة في سفريات مباشرة بالقطار الفترة 6/1/1964 وحتى يوليو 1964م - في محطات السكة حديد أبوحمد، عطبرة، هيا، كسلا، و خشم القربة، فقال مندوب أهالي منطقة حلفا القديمة كما ذكر حسن دفع الله في كتابه هجرة النوبيين:" إن الاستقبالات الحارة و الحانية التي تلقيناها على طول الطريق من فرص و الترحيب و الحماس الذي لمسناه الآن عند وصولنا، أنسانا أحزاننا بفقد الوطن".

و أشار حسن دفع الله أيضا في كتابه هجرة النوبيين:" و أفادني علي أحمد علي - الذي رافق القطار إلى خشم القربة - بأن قبيلة الرباطاب عن بكرة أبيها كانت في استقبال القطار بمحطة أبو حمد حيث كان الترحيب حارا و مضيافا و جاء عباس التيجاني الضابط الإداري لمدينة بربر - كانت منطقة الرباطاب إداريا سابقا تتبع إلى مجلس ريفي بربر في المديرية الشمالية - إلى المحطة ليرحب بالقادمين الذين قدمت لهم جميعا أقداح الشاي من أواني ضخمة ( قيزانات ) واستقبل المسافرون فيما بين أبو حمد و عطبرة بمظاهر المحبة و التعاطف بكل المحطات ....."

و ورد ذكر حلفا القديمة في الأدب الشعبي بمنطقة الرباطاب بالسودان ؛ تخليدا لهذه الملحمة التاريخية لأهالي منطقة حلفا القديمة من خلال قصيدة لشاعر الرباطاب مصطفى الحاج موسى من أبناء عتمور بدار الرباطاب بمحلية أبو حمد بولاية نهر النيل بالسودان، و  توفي في عام 2005م له الرحمه ، و كان هذا الشاعر قد قضى جزءا من حياته بحلفا القديمة حيث كان يعمل بالسكة حديد بمحطة حلفا القديمة، فهو خبير بمنطقة حلفا القديمة و بأهلها، و قد قال هذه القصيدة في أواخر عام 1964م .

و فيما يلي النص الكامل للقصيدة كما وردت في كتابي عن الشاعر و هي من قصائده في رثاء المدن، و أنشرها ليطلع عليها أهالي منطقة حلفا القديمة - كما وردت في أدبنا الشعبي بدار الرباطاب - أينما كانوا عرفاناً وتقديراً واحتراماً، آملين أن تتضافر الجهود الرسمية و الشعبية في السودان الوطن العزيز؛لبناء و إعادة تعمير المنطقة من جديد؛ حتى تعود حلفا القديمة سيرتها الأولى بإذنه تعالى.

هذا و قد سنحت لنا فرصة زيارة حلفا  القديمة قادمين من جمهورية مصر العربية في أبريل 1981م؛ و حتى تعود حلفا القديمة سيرتها الأولى من جديد، فلابد من إعادة تأهيل مرفقي الميناء النهري و السكة الحديد إضافة  إلى هيئة  الجمارك،  و إنشاء منطقة تجارة حرة بحلفا، و تنظيم تجارة الحدود، و تجميع ما بقي من آثار النوبة  في متحف بحلفا، و إعادة  تخطيط مدينة حلفا من جديد تخطيطا حضريا؛ لكونها مدينة تاريخية و تجارية و سياحية من الدرجة الاولى،  و لابد أيضا للجهات الرسمية في الدولة السودانية من تشجيع و دعم و تيسير العودة الطوعية لعودة أهل حلفا لموطنهم الام، مع توفير  الأمن و الأمان و تأمين سبل كسب العيش الكريم لهم، بإقامة مشاريع زراعية و تجارية و صناعية كبرى بمنطقة حلفا القديمة.

و هكذا، (61) عاما (يوليو  1964 م- يوليو /2025 م)مضت على ترحيل و تهجير أهالي منطقة حلفا القديمة في شمالي السودان، إلى منطقة حلفا الجديدة ( خشم القربة) في شرقي السودان، فهذه تجربة فريدة، و رائدة لا مثيل لها في كل بلدان العالم، حدثت في الإقليم الشمالي بالسودان، فيها دروس و عبر و تجارب ، و تاريخ لم نقلّب صفحاته بعد...".

غراق حلفا..." زايله الدنيا "

بكائية على حلفا القديمة

لشاعر الرباطاب بالسودان

مصطفى الحاج موسى

زايله الدنيا  يا   الغداره

يا حلفا الجميله خساره

***

حلفا   يا   عروس    النيل

نبكيك  بالدموع  كالسيل

حكم المولى أصلو جميل

حليل العجوه  و  القنديل

***

حلفا  الليله  وين  يا  دوبه

ضاعت و اصبحت يحكوبه

تبكيك      البلاد    مقلوبه

ما   راضين  شتات  النوبه

***

نبكيك   بي  دموع العين

طول   أيامنا      حزنانين

راحوا و طوحوا   الميتين

حليل"مجراب"مع"أرقين"

***

جات      الثوره    مشؤومه

و عليكي العين جفت نومه

حرام    و    الله     مظلومه

و غراقك زي حريق "رومه"

***

داك "عبود" معاهو "جمال"

باعوك  و  اشتروك   بالمال

شعب  النوبه  هب  و   قال:

رحيلنا   عن    ديارنا  محال

***

ليه    بس   يا   زمن   غدار

"حلفا"    موطن     الأحرار

ضاعت    و    ولت     الآثار

و   هكذا     يفعل    الدولار

***

حكموا   عليها  دون  إفراج

ملكه    و    نزلوله      التاج

زايله    الدنيا    يا     حجاج

" دغيم "  الأصبحت أمواج

***

حكموا    عليها    بالإعدام

و   نبكي عليك مدى الأيام

غراقك  إنتي   و  الله  حرام

حليلو " عكاشه" و"الحمّام"

***

نارك    ما    بتموت    للحي

نار    الفارق    أهلو     صبي

شعبك  في الجبال و   الصي

" دبروسه" و حليلو " جمي"

ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم

مدونة عتمور الإلكترونية السودانية 

الصور:

- جامع حلفا القديمة في شمالي السودان

 بعد غراق حلفا عام 1964م.

بكائية على حلفا القديمة "زائله الدنيا"( نسخة أصلية) من الأدب الشعبي في دار الرباطاب بالسودان د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم

 .................بسم الله الرحمن الرحيم .........................

السلسلة التوثيقية - من ارشيف المدونة  الالكتروني2014م.

خمسون عاما على تهجير أهالي حلفا القديمة السودانية ( 1964/2014م )

بكائية على حلفا القديمة "زائله الدنيا"( نسخة أصلية)

     من الأدب الشعبي في دار الرباطاب بالسودان

           د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم

atmoorsudan.blogspot.com

(إعادة نشر على صفحتي فيسبوك Ibrahim Osman   بتاريخ  1/7/2025 م ).

( نشر: في صحيفة الراكوبة الإلكترونية السودانية

بتاريخ السبت 31/5/2014م)

( نشر: في سودارس محرك بحث أخبار سودانية

بتاريخ السبت 31/5/2014م)

( نشر: في صحيفة المشاهير  الإلكترونية السودانية

بتاريخ السبت 31/5/2014م)

( نشر: في منتديات إذاعة محلية أبوحمد fm98

بتاريخ  السبت 28 / 3/ 2015 م)

( نشر : في الموقع الإلكتروني  عشاق الصور التاريخية القديمة بتاريخ الخميس  15/2/2018 م )

( نشر : في مجموعة خريجي أبو  حمد الوسطى بتاريخ الثلاثاء  01/03/2022 م )

( نشر : في صفحتي فيسبوك Ibrahim Osman   بتاريخ  25/11/2022 م )

(إعادة نشر الثلاثاء 6/2/2024م)

الاقتباس من:

مدونة عتمور الإلكترونية السودانية

مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان

atmoorsudan.blogspot.com

مقتبس من كتاب:

(د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم ، من الأدب الشعبي في منطقة الرباطاب بالسودان، الشاعر مصطفى الحاج موسى،حياته و نماذج من شعره،دراسة تحليلية، ام درمان،السودان،فبراير1989م).

"...و بقيت ملحمة ترحيل أهالي منطقة حلفا القديمة في وجدان كل السودانيين وخاصة الشعراء منهم، فأصدر الشاعر علي صالح داؤود ديوان شعر بعنوان: دمعات مذروفات على أرض النوبة، و أنشد الشاعر صلاح أحمد إبراهيم الطير المهاجر هذه الأغنية الوطنية الخالدة، من مغتربه خارج السودان، فأثارت شجونا و حنينا إلى الديار في حلفا القديمة، و أبدع الشاعر إسحق الحلنقي في وصف هجرة عصافير الخريف، فتذكر الناس ترحيل و تهجير أهالي حلفا القديمة، و تغنى بالرحيل ابن المنطقة الشاعر الراحل المقيم سليمان عبد الجليل( يا حليل الراحوا خلوا الريح تنوح فوق النخل)، و بكائية على حلفا القديمة لشاعر الرباطاب مصطفى الحاج موسى ... و غيرها الكثير من القصائد لشعراء  من أبناء منطقة حلفا القديمه كقصيدة  وادي حلفا ... للشاعر الأستاذ ميرغني ديشاب و منها هذه الابيات:

الله يعلم و الخليقة تشهد

إن غالها الدهر العصي الأخلد

فخريدة و ئدت فأبكت أهلها

جزعاً فكيف على صباها توأد

و يقول أيضا:

أرقين ترقد في الرمال صبية

ترمي الهوى بقلوبنا و تهدهد

و يفيض عنقش بالجمال فيكتسي

حلل الطبيعة في جمال يحسد

يا للجمال أضيع غير معزز

يا للهوى بجلاله لا يعبد

بوهين يا مبنى الملوك تهدمت

أطواده أضحت بها لا تصمد

 و على سبيل المثال  ايضا قصيدة " هنا حلفا" للشاعر عصام ديشاب و منها:

هنا حلفا هنا حلفا

هنا الميناء هنا المرفأ

هنا أبناء ترهاقا

سطروا للدنا صحفا

سأكتب عنك ياحلفا

أناشيدا لها عزفا

لأنك في حنايانا

وداد ما به زيفا

سأكتب عنها فاستمعوا

عجائب كلها تحفا

إذا نادت مآذنها

كأنك في حمى عرفة

إن صلى مصلوها

قلوب كلها وجفة

و أما عن قرى حلفا

سنأخذ عندها وقفة

جمي كلها حسن

كزهر عانق الجرفا

و في صرص بنات

كغصن البان إذ رف

و سمنة ماأحيلاها

لعمري سمنة صرفا

و في دوشات غزلان

تغازل زهرة الطرفا

ملك الناصر العظمى

فعذرا لم أجد وصفا

عجبت لمن يسميها

بوادي الموت والمنفى

و أسأله إذا لاقى

في شطآنها حتفا

و حمدا للذي جلا

و أسكنني ربي حلفا

و أما الشاعر محمد مختار فقال في غراق حلفا قصيدة منها:

دارت عليك رحى الزمان الجافي

فخلوت  من  أهل  و  من   ألاف

و رد عليه الشاعر توفيق صالح جبريل بقصيدة وردت في ديوانه أفق و شفق، الجزء الثالث، 18 / 12 / 1964م منها:

أبكيت حلفا و النخيل سجينة و الدور غرقى و القصور خواف؟

أين المنابر و المنائر و القرى من راسب في اللجتين و طاف ؟

و البيت في ( حلفا الجديدة ) كاد أن ينقض هل هذا من الإنصاف؟

لي في ترابك جدتي و أخ مضى رطب الصبا و الدهر غير مصاف

هل ابتغي عوضا؟ و هل عوض لمن منه دمي و ملامحي و شغافي؟

بخسوك سعيا في سباق خاسر لو قدروا لأتوك بالأضعاف

"...و تجلت أصالة الشعب السوداني بمختلف قبائله و تجسدت في وحدة وطنية نادرة المثال في الاستقبالات التي أعدت لوفود أهالي منطقة حلفا القديمة - في طريقهم إلى منطقة خشم القربة في سفريات مباشرة بالقطار الفترة 6/1/1964 وحتى يوليو 1964م - في محطات السكة حديد أبوحمد، عطبرة، هيا، كسلا، و خشم القربة، فقال مندوب أهالي منطقة حلفا القديمة كما ذكر حسن دفع الله في كتابه هجرة النوبيين:" إن الاستقبالات الحارة و الحانية التي تلقيناها على طول الطريق من فرص و الترحيب و الحماس الذي لمسناه الآن عند وصولنا، أنسانا أحزاننا بفقد الوطن".

و أشار حسن دفع الله أيضا في كتابه هجرة النوبيين:" و أفادني علي أحمد علي - الذي رافق القطار إلى خشم القربة - بأن قبيلة الرباطاب عن بكرة أبيها كانت في استقبال القطار بمحطة أبو حمد حيث كان الترحيب حارا و مضيافا و جاء عباس التيجاني الضابط الإداري لمدينة بربر - كانت منطقة الرباطاب إداريا سابقا تتبع إلى مجلس ريفي بربر في المديرية الشمالية - إلى المحطة ليرحب بالقادمين الذين قدمت لهم جميعا أقداح الشاي من أواني ضخمة ( قيزانات ) واستقبل المسافرون فيما بين أبو حمد و عطبرة بمظاهر المحبة و التعاطف بكل المحطات ....."

و ورد ذكر حلفا القديمة في الأدب الشعبي بمنطقة الرباطاب بالسودان ؛ تخليدا لهذه الملحمة التاريخية لأهالي منطقة حلفا القديمة من خلال قصيدة لشاعر الرباطاب مصطفى الحاج موسى من أبناء عتمور بدار الرباطاب بمحافظة أبو حمد بولاية نهر النيل بالإقليم الشمالي بالسودان توفي في عام 2005م له الرحمه ، و كان هذا الشاعر قد قضى جزءا من حياته بحلفا القديمة حيث كان يعمل بالسكة حديد بمحطة حلفا القديمة، فهو خبير بمنطقة حلفا القديمة و بأهلها، و قد قال هذه القصيدة في أواخر عام 1964م .

و فيما يلي النص الكامل للقصيدة كما وردت في كتابي عن الشاعر و هي من قصائده في رثاء المدن، و أنشرها ليطلع عليها أهالي منطقة حلفا القديمة - كما وردت في أدبنا الشعبي بدار الرباطاب - أينما كانوا عرفاناً وتقديراً واحتراماً، آملين أن تتضافر الجهود الرسمية و الشعبية في السودان الوطن العزيز؛لبناء و إعادة تعمير المنطقة من جديد؛ حتى تعود حلفا القديمة سيرتها الأولى بإذنه تعالى.

هذا و قد سنحت لنا فرصة زيارة حلفا  القديمة قادمين من جمهورية مصر العربية في أبريل 1981م ، و قضينا شخصي و ابن أختي الراحل المقيم المبارك اسماعيل -رحمه الله- يوما كاملا في ضيافة  أبناء المنطقة من ضباط الجمارك بحلفا:

 ابراهيم يحيى ( من أبناء القوز / أبو حمد ) و  محمد احمد حمد خطيب ( من أبناء السنجراب / مقرات ) فلهما منا أسمى ايات الشكر و التقدير و العرفان بالجميل لحسن الاستقبال و كرم الضيافة.

و حتى تعود حلفا القديمة سيرتها الأولى من جديد، فلابد من إعادة تأهيل مرفقي الميناء النهري و السكة الحديد إضافة  إلى هيئة  الجمارك،  و إنشاء منطقة تجارة حرة بحلفا، و تنظيم تجارة الحدود، و تجميع ما بقي من آثار النوبة  في متحف بحلفا، و إعادة  تخطيط مدينة حلفا من جديد تخطيطا حضريا؛ لكونها مدينة تاريخية و تجارية و سياحية من الدرجة الاولى،  و لابد أيضا للجهات الرسمية في الدولة السودانية من تشجيع و دعم و تيسير العودة الطوعية لعودة أهل حلفا لموطنهم الام، مع توفير  الأمن و الأمان و تأمين سبل كسب العيش الكريم لهم، بإقامة مشاريع زراعية و تجارية و صناعية كبرى بمنطقة حلفا القديمة.

و هكذا، خمسون عاما ( 1964/2014م ) مضت على ترحيل و تهجير أهالي منطقة حلفا القديمة في شمالي السودان، إلى منطقة حلفا الجديدة ( خشم القربة) في شرقي السودان، فهذه تجربة فريدة، و رائدة لا مثيل لها في كل بلدان العالم، حدثت في الإقليم الشمالي بالسودان، فيها دروس و عبر و تجارب ، و تاريخ لم نقلّب صفحاته بعد...".

غراق حلفا..." زايله الدنيا "

بكائية على حلفا القديمة

لشاعر الرباطاب بالسودان

مصطفى الحاج موسى

زايله الدنيا  يا   الغداره

يا حلفا الجميله خساره

***

حلفا   يا   عروس    النيل

نبكيك  بالدموع  كالسيل

حكم المولى أصلو جميل

حليل العجوه  و  القنديل

***

حلفا  الليله  وين  يا  دوبه

ضاعت و اصبحت يحكوبه

تبكيك      البلاد    مقلوبه

ما   راضين  شتات  النوبه

***

نبكيك   بي  دموع العين

طول   أيامنا      حزنانين

راحوا و طوحوا   الميتين

حليل"مجراب"مع"أرقين"

***

جات      الثوره    مشؤومه

و عليكي العين جفت نومه

حرام    و    الله     مظلومه

و غراقك زي حريق "رومه"

***

داك "عبود" معاهو "جمال"

باعوك  و  اشتروك   بالمال

شعب  النوبه  هب  و   قال:

رحيلنا   عن    ديارنا  محال

***

ليه    بس   يا   زمن   غدار

"حلفا"    موطن     الأحرار

ضاعت    و    ولت     الآثار

و   هكذا     يفعل    الدولار

***

حكموا   عليها  دون  إفراج

ملكه    و    نزلوله      التاج

زايله    الدنيا    يا     حجاج

" دغيم "  الأصبحت أمواج

***

حكموا    عليها    بالإعدام

و   نبكي عليك مدى الأيام

غراقك  إنتي   و  الله  حرام

حليلو " عكاشه" و"الحمّام"

***

نارك    ما    بتموت    للحي

نار    الفارق    أهلو     صبي

شعبك  في الجبال و   الصي

" دبروسه" و حليلو " جمي"

———

د. ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم

Facebook.com Ibrahim Osman

الصور على صفحتي فيسبوك Ibrahim Osman   

مصدر الصور : 

مواقع إلكترونية و منتديات إنترنت سودانية

- جامع حلفا القديمة في شمالي السودان

الصورة بعد غراق حلفا عام 1964م.

————————————————————

✳ ✳ ✳ ✳ ✳ ✳✳✳✳✳✳✳✳✳✳

—————————————————————

🔴  الموقع الإلكتروني للدخول مباشرة للمدونة 🔴

                              اضغط هنا 

....................................👇👇   ...........................

............... .atmoorsudan.blogspot.com.............

✳ ✳ ✳ ✳ ✳ ✳✳✳✳✳✳✳✳✳✳

—————————————————————