إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الصفحات

من الأدب الشعبي في منطقة الرباطاب بالسودان ( 1 )

من الأدب الشعبي في منطقة الرباطاب بالسودان
( الشاعر مصطفى الحاج موسى حياته ونماذج من شعره دراسة تحليلية: جمع وإعداد إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم: فبراير1989م).
ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم
abdulhaleamibrahim@hotmail.com
atmoorsudan.blogspot.com
البيئة التي نشأ فيها الشاعر:
نشأ في بلدة عتمور، بدار الرباطاب، بمحافظة أبي حمد ، بولاية نهر النيل بالسودان، في بيئة عرفت بجمال وسحر الطبيعة، وكان الكثير من أقاربه قد عرفوا بقول الشعر، حيث كانت قريباته يجدن شعر السومار، ويقمن بترديده في المناسبات، وخاصة مناسبات الزواج، وفي شكر أقاربهن، ولطالما استمع الشاعر مصطفى الحاج موسى إلى إحدى قريباته وهي صعلة بت البشير عندما قالت في شكر ابنها عبد الله: 
الليلة السحاب مدد رقابو وزام 
المقلال شرب تحتو السناتيب عام
العربان مشت عبد الله شد وقام
وكذلك حضر إحدى المناسبات، والتي قالت فيها الرمال بت البشير في شكر النجومي: 
إنشاء الله النجومي يلقالو فاقه
يركب فوق قعودو ويجنب الناقه
وكانت حلة قوار بالدياييب بعتمور، حيث يقيم الشاعر، تشهد في موسم حصاد كل تمر، ليالي سمر، وجلسات استماع للشعر، وخاصة عندما تأتي الشاعرة ست النفر بت الحاج من العبيداب لحضور هذا الموسم مع أهلها وأشقائها في عتمور ومنهم: عرديب ود الحاج، والنور ود الحاج، والشاعر الحسين ود الحاج، وآسيا بت الحاج، والحاجة بت الحاج، وهم جيران الشاعر في عتمور، وكان شاعرنا حريصا على حضور مثل هذه الليالي، وكان يقول في بداية هذه الجلسات الشعرية، مرحبا بأم عبدو الشاعرة ست النفر بت الحاج :
سعيد الدنيا يسكن في قوارو
يمر ساحاتو ود عرديب جوارو
متمره جمبنا أم عبدو التقية
وحليل ضحكاتا في ساعة العشية
تعزل ديك نجيضة وديك نيه
ومن الجملة بي تخمش شويه
وتنتشي أم عبدو، وتبدأ بالسومار الذي قالته في زواج ابنها عبد الباسط ( عبدو ود أب ضكلوم): 
لى عبدو الخلافة الليلة مبروكة 
وسيرتك بالشباب وبارياها دلوكه
دا الفايدتو مو دابو الجنا الروكه
إن جلسوا الرجال يفتوا ويشوروكه
وخليفة الساده للحضرات بريدوكه
ثم يقول الشاعر مصطفى الحاج موسى في أهلها العبيداب:
أجدادكم زمان من المحس جايين
وما طلاب حقوق طلاب قرايه ودين
أجاويد البلد في الدنيا مفهومين
والمشبوكه بي يحلوها بي ياسين
ثم يردف هذه القصيدة بأخرى قالها عند افتتاح مدرسة العبيداب الثانوية العامة مطلع السبعينيات:
سمحه المدرسه المبنيه دابه
ساسه متين كمان طاهر ترابه
من زمنا قديم زمن الصحابه
انتو أهل القلم وأهل الكتابة
أشوف نورك شلع فوق السحابه
من عمرابه لي عبد الله يابه
وتزداد أم عبدو ( الشاعرة ست النفر بت الحاج) طربا وحماسه ، فتقول في أهلها العبيداب:
 الليله أنا بجر قافكم سمح عاجباني
جملة عيال عبيد ما فيكم الوراني
و يرد عليها الشاعر مصطفى الحاج موسى بهذه الأبيات:
ديك أولاد عبيد ساكنين حدانا
أهل الحوبة في ساعة   قسانا
ثم يتحول هذا المجلس العامر، للسمر والضحك، فتقول أم عبدو السومار الذي قالته في ختان حمور ابن ابنها  الشاعر حسن دنقلا  بالتبني:
حمور وداعه
أبوهو من توريت
وأمو من رفاعه
وتستمر هذه الأمسية، ويجئ دور شقيقها الشاعر الحسين ود الحاج فيبدأ بقصيدته:
مولاى في فضلك عشامه
وبعد الحاله أشوف جدي التمامه
ثم يردف هذه القصيدة بأخرى مشهورة ، يذكر فيها كل الحروف الهجائية:
بي الألف أول البنوت تجيك عجيبه
بي الباء براه تعرف قلته وترتيبه
ثم يسرد الشاعر الحسين ود الحاج - من عتمور بدار الرباطاب بالسودان - قصة سفره إلى كسلا عندما اوفده صديقه الشاعر عبد الحفيظ محمد أحمد كمرسال لموافاته بأخبار تلك المحبوبه ، عبر هذه الأبيات للشاعر عبد الحفيظ محمد أحمد:( ينظر، عبد الله علي ابراهيم ، من أدب الرباطاب الشعبي، وموقع قوقل انترنت).
يا مرسالي قوم لى زولي قولو
كفاك الشفتو زي ما تقولو قولو
قولو الروح معاك بلا الجتة ايش فضلو
قولو قيد القدرة في رجلو انطبلو
قولو نشفان ريقو ما قادر يبلو 
قولو أدوهو المويه قال لي شن أكلو
قولو اكسير ام عقارب قلعو  كلو 
و نبت عود الخراب قام في محلو
و البوم و الغراب قيل في ضلو
إلى أن يقول الشاعر عبد الحفيظ للمرسال: 
حسين الحاج شوف لي سبعين ايش حصلو
إن بقى غادي للسهني تصلو
وإن بقى فوق سرير النوم تدخلو
قدر ما  يتعضرلك  لا تقبلو 
ومخسم بالله أوعك لا تخلو
و إن ما جبتو ما تجي  كلو كلو
وبعد أن أنجز الحسين ود الحاج هذه المهمة، قال الشاعر عبد الحفيظ محمد أحمد ( أبوه من العبيداب، آل الفقيه دبوس) و( أمه من مقرات، العقدة) وعمل في ( الدامر)، وهو من أبرز شعراء الغزل في منطقة الرباطاب بالسودان :
البشاره قال لي يوم الجمعه ادلو
البلد الخير و النعيم دابو راح  يطلو
( ينظر : ابراهيم عثمان سعيد عبد الحليم، من الأدب الشعبي في منطقة الرباطاب بالسودان، و مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان على موقع قوقل انترنت) 
و بعد أن عادت هذه المحبوبة للبلد قال الشاعر عبد الحفيظ محمد أحمد: 
دويسة  الفالق  البرطن  فروده
البشروط  دوده  بالشقين  يحوده
تحت  لى  أم  عقارب  و  فوق  حدوده 
أهل  المملكة  و  العز  جدوده
أبواتك تخوجل فوق عروضه
ويعود شاعرنا مصطفى الحاج موسى لاجترار ذكر مثل هذه الليالي في عتمور، والتي كان لها أكبر الأثر في نفسه، وفي بناء شخصيته الشعرية المتفردة.
وشاءت الأقدار أن ينتقل الشاعر مصطفى الحاج من عتمور إلى مقرات حيث المدرسة الأولية، وفي مقرات كان يقيم الشاعر عثمان الحاج الحسن الكليباوي وابنه الحاج، وكانا قد برعا في شعر السخرية والتندر،وأما في المدرسة فكان الشاعر الأستاذ البشير عمر البشير، والذي يعد من أبرز شعراء منطقة الرباطاب، وله قصيدة طويلة معروفة في عشش أبي حمد يقول فيها:
العشش يا دار النقاص
وقد أخذ الأستاذ بيد الطالب، وعمل على رعايته، بعد أن اكتشف موهبته الشعرية، وتنبأ بتفوقه في هذا المجال، خاصة وأنه كان يطلب منه صياغة كل حصة تاريخ شعرا، فكانت هذه القصيدة التي صاغ فيها الطالب مصطفى الحاج موسى درس المهدي شعرا ومنها:
المهدي البطل في الدنيا خت ذكرتو
والزول الكفر ببلدنا ما سكنتو
اسمو المنتظر رجلا عظيمه شكرتو
غردون الكفر بي سرعه خف نقلتو
الجيش الهجم بالعشر حطمتو
وهكذا نجد أن الشاعر مصطفى الحاج موسى، قد نشأ في أسرة فيها من يقول الشعر، وكذلك كان جيرانه بعتمور يعقدون جلسات لسماعه، بل أصبح الشعر قصصا تروى في ذلك الزمان.
وهكذا تأثر الشاعر مصطفى الحاج موسى بكل من حوله، بدءا بالبيت، فالمدرسة. ولذا لم يجد أي صعوبة في قول الشعر؛ بفضل ما منحه الله من موهبة، وذكاء فطري، وسعة أفق وإدراك؛ فولد ليكون شاعرا؛ وقد هيأت له الظروف ذلك.
وقفات وجوانب أخرى في شعره:
بالإضافة إلى شعر السخرية والتندر والذي برع فيه الشاعر كسابقيه من شعراء منطقة الرباطاب الذين طرقوا هذا المجال، بل نجده قد تميز عليهم بأنه كان يكتب الشعر الغنائي بلغة بسيطة محببة، ثم يلحنه ويغنيه. ولاقت فرقته الفنية التي أسسها في عتمور، رواجا في المنطقة عامة، وخاصة في المناطق المحيطة بعتمور، مثل أم غدي، والعبيداب، وأمكي ، وكرقس، وأبو سلم وغيرها من القرى. وقد تكونت هذه الفرقة الفنية من أقاربه وأصدقائه في عتمور ومنهم: أخوه المرحوم عبد الرحمن الحاج موسى، والمرحوم عثمان حسن البشير، والمرحوم ود عبيد العمبري، وخليفه أحمد الكدب، وحمد الطيب، وقد لاقت هذه الفرقة الفنية رواجا كبيرا في مطلع الستينيات وإلى بداية السبعينيات من القرن الماضي؛ حيث ترك الشاعر الغناء؛ وتفرغ لكتابة الشعر. وبالإضافة إلى ملكة الشعر ، فقد حباه الله بصوت جميل، وقد اعتاد أن يقدم رميه قبل بداية كل أغنية، وذلك على الطريقة التي كانت تغنى بها أغاني الحقيبة آنذاك، ومن هذه الرميات: 
شدر البرتكان مايل فريعو متنا
ميل بالثمار سلب العقل هجولنا
أديتكم أمانه وقت عاد يا أهلنا
داير وكت أموت أرقد قصاد ود جنا
ومما يؤسف له أن شعره الغنائي، قد ضاع أكثره؛ لأن الشاعر لم يتمكن من كتابته وتوثيقه وتدوينه؛ واعتبرها مرحلة في حياته ضاعت من ذاكرته؛ لأنه ومنذ تركه للغناء لم يردد تلك الأغنيات، ولم يحاول ذلك، واكتفى بإلقاء الشعر وتسجيله بصوته فقط، وبقيت فقط مطالع تلك الأغنيات كذكرى، وشاهدا على فرقة فنية كانت سائدة في تلك الحقبة من الزمان، ومن مطالع هذه الأغاني: 
عصير المنقه والأنناس
عتمور نورت يا ناس
ومطلع أغنيه أخرى:
اليوم داير أقوم أنا راحل 
والوزين قدل بالساحل
ومطلع أغنية أخرى يقول فيها: 
خساره خساره حرق بي ناره
حبيبة الروح سافر قطاره
ومن قصيدة أخرى يقول فيها: 
الليلة البلد حزنانه
ما دام قامت الرمانه
شلوخا الستة والبسامه
وفوق خديده نايره الشامه
حليل الكان بضوي سمانه
زولا سكنو السجانه
ومن أغاني الشوق والحنين إلى أمكي هذه المقاطع:
يا سايق يلا عجل بينا
دموع الشوق جرحت عينينا
بعد دا الحال العوده لي "أمكينا"
طريتا " شكير" يا حليل " بينينا"
وغيرها الكثير من الأغنيات، والتي كان يطرب لها جيل الستينيات ومطلع السبعينيات، ويحفظ الكثير منها.
ويلاحظ من خلال شعر الشاعر مصطفى الحاج موسى ، ارتباطه الوثيق بقريته عتمور، وبالقرى المجاورة لها، خاصة قرى، أمكي، العبيداب، كرقس، أم غدي، ومقرات، وقد خصاها بقصائد خاصة؛ وذلك لما لها وأهلها من صلات الجوار والرحم والنسب والقربى مع أهل عتمور، وأما جيرانه في عتمور فكثيرا ما يذكرهم بالخير، وذكرهم جميعا في قصيدته: سعيد الدنيا يسكن في قوارو
أما قرية أمكي، فهي الجارة والشقيقة لعتمور، وما ذكر عتمور وإلا وذكر معها أمكي، فيقول فيها: 
حرف الكاف دا متوسط حروفا
سعيد الدنيا يمشي أمكي ويطوفا
أمكي حنينه للأغراب ولوفا
تضم الناس متال أما عطوفا
وفي أمكي أيضا يقول: 
أمكي بقيتي للتعليم مناره
يا أم الكرام بلد الحضاره
ديك عتمور شقيقه وفي جواره
وكذاب البقول بينكم ستاره
وتمنى لأمكي الكثير وليته تحقق؛ فلها دين علينا جميعا نحن أبناء عتمور. ومن هذه الأمنيات:
أشوف فيكي المكاتب والإداره
وترفرف فوقا أعلام السفاره
وفي هنديه اشوف طابق العماره
والمارسيدس أب عينا شراره
ويقول في العبيداب: 
ديك أولاد عبيد ساكنين حدانا
أهل الحوبه في ساعة قسانا
ويقول في أم غدي: 
حمدا للإله الواحد العطاي 
فوق بلدي أم غدي الليله تم مناي
ويقول في قرى أمكي والعبيداب وكرقس وعتمور مجتمعه: 
نحنا عتامره نحنا كراقسه نحنا أماكا
نحنا أولاد عبيد وشمخت جبال التاكا
نحنا الملكه هيلنا وما معانا شراكا
نحنا إذا غضبنا " أمريكا" جاها هلاكا
وكذلك عرف عن الشاعر مصطفى الحاج موسى حبه العميق لعتموروارتباطه بها فيقول في ذلك: 
بريد عتمور ودايما ليها سد منيع
أموت من أجلها وما عندي غيرا وجيع
لو ماكانت أمي وفي ثداها رضيع
كنت أموت ندم وبين القبائل أصيع
وقال في هذا المعنى الشاعر الكبير اسماعيل حسن: 
تصور كيف يكون الحال
لو ماكنت سوداني
وأهل الحاره ما أهلي
وكذلك يعتز الشاعر مصطفى الحاج بأنه ينتمى إلى قبيلة الرباطاب، وبأن للرباطاب أقوالهم وأمثالهم، ويرتبطون بمناطقهم ارتباطا وثيقا، فنجده في قصيدة كرقس نورت يقول: 
يغني القمري بي أصوات عسيله
كرقس سيدا فيها يقول حليله
ومثل هذا الإرتباط بالمكان نجده عند أهل ندي في دار الرباطاب فيقولون: 
نادي ندي سكنت الحي سيدا فيها ومشتهيها
والشاعر مصطفى الحاج مطلع واسع الأفق، ذو ثقافة عالية، فنجده في قصيدة الديزل يقول: 
فسرنا الكلام شفناهو حضر زادو 
لو كان اتكسر في الكرملين إمدادو
وفي بكائية حلفا القديمة يقول: 
حرام والله مظلومه
وغراقك زي حريق رومه
وبالرغم من أن الكثير من القصائد التي قمت بجمعها ، ترجع إلى الستينيات، فقد تنبأ الشاعر بالكثير من الأحداث والأمنيات التي تحققت في السبعينيات والثمانينيات، فيقول في إحدى قصائده: 
دا لاهو خيال ولاهو جن
دا تلفون الحرازة يرن
وبالفعل تم إنشاء مكتب بوستة وتلغراف ( بريد وبرق أمكي).وذكر الشاعر في قصيدة أم غدي:
أشوف نور أم غدي يضوي
ومنظر للحسود يكوي
وللمشوار سريع نطوي 
وتجينا الفولقا من بسوي
وقد تغيرت الحياة تماما في قريتي أم غدي وبسوي. 
 وذكر أيضا في القصيدة التي قالها في مدرسة العبيداب الثانوية العامة عند إفتتاحها في أوائل السبعينيات: 
بعد الثانوي تاني تكون كبيرة
وتكون الجامعة بي قبل المغيرة
وقد تحققت هذه الأمنية وتم إنشاء مدرسة عتمور الثانوية العليا بنات بعتمور شمالي المغيرة في عام 1981م، ولا ندري ماذا يخبئ القدر، هل ستقوم جامعة كما تمنى الشاعر، والذي كثيرا ما صدقت تنبؤاته ،بل تحققت هذه الأمنية حديثا، وافتتحت كلية تنمية المجتمع التابعة لجامعة  وادي النيل بأمكي قريبا من عتمور، ويقيني ، وبتجارب أهل عتمور عيال الوسطى في إنشاء المدارس والمساجد بجهودهم الذاتية؛ حتما سيتم إنشاء كلية أو جامعة بمشئية الله وإرادته في عتمور . 
وأما بلدي عتمور فتمنى لها الشاعر مصطفى الحاج موسى الكثير الذي تحقق، وأمنيات لم تتحقق بعد، وليتها تحققت ومنها: 
- بعد تلفون نجيب كبري
  زي شمبات وزي بحري
- وابور دينمو في العابداب
    ومصنع سكر الحجراب
- أشوف فيك مصنع التعليب
   وتبقى إدارتو عن عرديب
- أشوفن دقدقوا الأوتاد 
  وسافل لى بناء الحداد
  أشوف سينما أشوف استاد
  أشوف كمبوني والأحفاد
- نقدل بالعقال والخيزرانه
  والبترول ظهر بى فوق كدانه
  اشوف دكتور اشوف الأجزخانه
 والمستشفى بى جم ود ريانه
  اشوف المروه بلت شمعدانه
 وفي تقراى اشوف سكر كنانه
 بدور شارع زلط يربط قرانا
 والكاملين يكون في مستوانا
- داير اشوف السوق الكبير
  والدكاكين مضروبه جير
  داير اشوف استديو تصوير
  في قوار بي جم ود توير
  وحتى صالون الكوافير
  يبقى بي فوق الحفافير
وتمنى لنفسه  العديد من الأمنيات من خلال قصائده، ومنها:
داير اسافر واترك دياري
السكون يا مدني الضهاري
وبالفعل  أقام الشاعر فترة من الزمن في قرية ود باشكار بالجزيرة ريفي طيبة قريبا من ود مدني،  وكذلك آخر محطة سكة حديد عمل بها هي محطة مارنجان في الجزيرة. وبذا يكون قد حقق إحدى أمنياته الخاصة.
أما الجزيرة مقرات، فهي كما هو معلوم مقرات الصالحين، وتعتبر الجزيرة مقرات إحدى مراكز الإشعاع العلمي والحضاري في شمال السودان، حيث تأسست مدرستها الأولية بالسنجراب عام 1918م، وكان لنا شرف الدراسة فيها.
وتمثل الجزيرة مقرات نسيجا إجتماعيا فريدا، إذ يشكل مجموع عناصر السكان فيها خليطا متجانسا، شأنها شأن مدينة أبي حمد حاضرة الرباطاب، فتمتد جذور وأصول بعض سكانها المحليين إلى عدد من القبائل المحيطة بمنطقة الرباطاب، كقبيلة الجعليين، والمناصير، والفادنية، والعبابدة، والبشاريين، والهدندوة، وغيرهم أجناس وقبائل من جهات السودان المختلفة، وهذا الخليط المتجانس شكل " مجتمع مقرات"، وأدي إلى تميز أهل مقرات عن سائر مناطق الرباطاب، ومن ثم كان لهم التميز، والنبوغ، والريادة على سائر مناطق السودان، وفي شتى المجالات.
وأما مقرات فلها خصوصية العلاقة مع الشاعر مصطفى الحاج موسى، وتربطه بأهلها صلات القربى والرحم والنسب معه ومع أهل قريته عتمور، خاصة وأن أهله الحفافير يتوزعون في ثلاث مناطق بالرباطاب، جزء منهم في أبي حمد ( السليم / أم عجيجة)، وجزء آخر في مقرات رأس الجزيرة الجنوبي ( الزرق ) و ( الدغوراب)، وأما الجزء الأكبر منهم فيقيمون في  (عتمور)  بلد الشاعر. ولذا أحب الشاعر مصطفى الحاج مقرات وأهلها، وأشير هنا إلى مقاطع من بعض قصائده المغناه لمقرات في مطلع الستينيات، فنجده يقول في مطلع أغنية يعبر فيها عن حبه العميق لمقرات: 
حبيناك يا مقرات
من غريبه لى بربات
ويصف أهل مقرات قائلا: 
أهل النيه يا بيضاء للنباري والسيال
كما يذكر بعض الصالحين في مقرات في واحدة من  أغانيه: 
ود صالح وأبوي في مسيدو
ولى سوق الدلالة تعيدو
ويذكر سندة ود العرضي محطة الوصول للقادمين إلى مقرات عبر القطار فيقول في إحدى أغانيه: 
قلبا بالغرام محروق 
للسندة القصاد زروق
وكثيرا ما تغنى الشاعر لزروق مقر أهله في مقرات رأس الجزيرة الجنوبي قائلا: 
دي الهالكة البلد بي شوقه
مقرات تبكي لي زروقه
ويقول في أهله اللافاب في رأس الجزيرة مقرات الجنوبي: 
مناي في قدلة إن لقيته
من اللافاب لى كديته
وحليل مقرات يا حليله
كما يقول في مشاركة أهل مقرات لأهله عتمور في إحدى المناسبات من أغنية طويلة :
المقارته حيوكا
ومن بلد بعيد جوكا
وفي الأفراح يشاركوكا
ويشير إلى هذه المناسبة في الأبيات التالية: 
يا هاشم قمر دورين 
وإنشاء الله العقبى ليك يا حسين
إلى أن يقول في نهاية هذه الأغنية: 
قوم يا ناجي سل السيف 
وريهم بشيراب كيف
وكذلك يذكر الشاعر مصطفى الحاج موسى بعض الأقارب والأماكن في مقرات فيقول: 
في راس الجزيرة الليلة لى يومين
ضهبان والسؤال ناس النقر بى وين
خليتن زمان جوا الضلام ساكنين
أتاريهو الزرق وانا قايلو دا الكاملين
ويقول أيضا: 
قالوا خلاص مشيت خليتا ليك يا بله
سولك فيها سينما ودار رياضة وسله
ويقول أيضا: 
عبد الله يا الولد أب زند
مقرات خلافك ما بتلد
عبد الله ود أحمد عشوق
إنت المقامك عالي فوق
ويقول أيضا: 
الدغوراب قالوا راحلين 
ما بنجاور متمردين
حتى لافاب ناس الحسين 
يشكوا من دخان البرين
ويقول أيضا: 
النقر يا العندك أمور
السعر عامللو دكتور 
في بلدكم واسمو طيفور
ويقول في أماكن مقرات أيضا:
ولعت الرويس ما فيها تاني رتينه
حتى خشش بشيري تضوي من حولينا
ويقول أيضا في مواطن الجمال في مقرات: 
انتي لاكي من السنجراب
ولاكي من صيد العلقماب
عينى شايفه وانا قلبي حاب
وماني فايق للإسكراب
وأما ترتيب البلدان والأماكن في ولاية نهر النيل، فتأتي عتمور بلد الشاعر في المرتبة الأولى ، والنباري بمقرات في المرتبة الثانية، وأما الدامر فهي عند الشاعر توفيق صالح جبريل ( قرية وبندر)( ينظر: توفيق صالح جبريل، أفق و شفق، الجزء الثالث) ، وعند الشاعر مصطفى الحاج موسى ( ضهاري) كما ذكر في قصيدة عتمور: 
إنتي العاصمة والدامر ضهاري
وإنتي الأولى والتانية النباري
وكنت قد أشرت إلى هذه المقاطع من قصائده المغناة لمقرات، بلد أجدادي وأخوالي،عطر الله ذكراهم بالخير أينما كانوا، ومتعهم بدوام الصحة والعافية. وبقيت هذه المقاطع شاهدا وذكرى لأغاني سادت مطلع الستينيات، وبالبحث لم أحصل على نصوص معظم هذه الأغاني كاملة؛ لترك الشاعر للغناء، وأما ذكر بعض الأقارب والأماكن في مقرات وغيرها، فهذه نماذج من قصائد مثبتة بنصوصها الكاملة، في هذه الدراسة، والتي سيجدها القارئ في كتابي الذي سيصدر قريبا عن الشاعر مصطفى الحاج موسى حياته ونماذج من شعره دراسة تحليلية فبرائر 1989م، وهو الآن تحت الطبع ولله الحمد والشكر.
محتويات الدراسة التحليليةعن:
 الشاعر مصطفى الحاج موسى فبرائر 1989م:
1- مولده ونشأته وتعليمه وعمله.
2- البيئة التي نشأ فيها الشاعر.
3- وقفات وجوانب أخرى في شعره.
4- دراسة موضوعية وفنية في شعره.
5- نماذج من شعر السخرية والتندر.
6- نماذج من شعر الغزل.
7- نماذج من شعر الأمنيات.
8- نماذج من شعر الرثاء.
9- نماذج من شعر المدح.
10- نماذج من شعر المناسبات.
11- نماذج من شعره في بعض البلدان والمناطق والأماكن والجهات.
12- نماذج من الشعر السياسي.
ملاحق الدراسة التحليلية:
 نماذج لآخر قصائد للشاعر بعد عام 1989م:
ملحق رقم ( 1 ) في رثاء الحاج عباس علي مصطفى.
ملحق رقم ( 2 ) في مدح محمد طاهر ايلا، وزير الطرق والجسور السابق.
ملحق رقم ( 3 ) في مدح مبارك عباس علي مصطفى، معتمد أبي حمد السابق.
ملحق رقم ( 4 ) في الشعر السياسي، السلام.
ملحق رقم ( 5 ) في شعر المناسبات، زيارة الزبير محمد صالح إلى عتمور.
ملحق رقم ( 6 ) في شعر المناسبات، ديوان الزكاة.
ملحق رقم ( 7 ) في شعر المناسبات، مشروع عثمان خضر علي مصطفى في كديته.
مصادر الدراسة التحليلية:
أ/ الكتب العربية:
1- جبريل، توفيق صالح: أفق وشفق، الجزء الثالث، تحقيق محمد إبراهيم أبو سليم ومحمد صالح حسن، دار التأليف والترجمة والنشر، جامعة الخرطوم، الخرطوم، الطبعة الأولى ، 1972م.
2- إبراهيم، عبد الله علي: من أدب الرباطاب، بدون دار طبع ونشر، وبدون تاريخ،    نسخة بالآلة الكاتبة العربية، المكتبة المركزية، جامعة أم درمان الإسلامية، أم درمان، مجمع العرضة.
3- شقير، نعوم : جغرافية وتاريخ السودان، دار الثقافة، بيروت، لبنان الطبعة الأولى، 1967م.
ب / بحوث غير منشورة: 
1- عتمور الأصالة والمعاصرة، عيال الوسطى في دار الرباطاب بالسودان،إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم.
ج / المقابلات الشخصية:
1- مقابلاتي الشخصية، مع الشاعر مصطفى الحاج موسى، في الفترة من عام 1988م وإلى 8 فبرائر 1989م، بحي العرب ، أم درمان، السودان، بمنزل علي الكدب.
د / الأشرطة السمعية للشاعر مصطفى الحاج موسى:
1- شريط يحتوى على قصائد مسجلة بصوت الشاعر مصطفى الحاج موسى ( إلقاء ).
2- شريط يحتوى على قصائد مسجلة بصوت الشاعر مصطفى الحاج موسى  ( مغناه ).
هـ / دفاتر ( الشاعر مصطفى الحاج موسى) الخاصة:
مجموعة قصائد للشاعر في دفاتره الخاصة، مدونة ( مكتوبة ) بخط يده.
و   /  الجرايد:
1- حسن الخاتمة: السنة الثالثة، العدد ( 701 ) ، منظمة حسن الخاتمة ، الثلاثاء، 11 رجب 1427هـ ، الموافق 8 أغسطس 2006م.
ز  / شبكة الإنترنت:
1- مواقع إنترنت، محرك بحث قوقل  http://www.google.com/
2- مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب،إبراهيم عثمان سعيد عبد الحليم.
abdulhaleamibrahim@hotmail.com
Facebook.com      Ibrahim Osman