إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الصفحات

الجمعة، 22 يوليو 2011

الزراعة، التجارة، والصناعة في عتمور

الزراعة في عتمور بدار الرباطاب بالسودان:
أرض السواقي وأرض الوادي من أكبر نعم الله على أهل عتمور بدار الرباطاب بمحافظة ابي حمد بولاية نهر النيل بالسودان، وأهل عتمور من أميز المزارعين في المنطقة، وتجلى ذلك في استيعابهم لأساليب الزراعة الحديثة، وتعاملهم بمعرفة وبخبرة زراعية كبيرة، مع محاصيل زراعية بكميات تجارية تزرع لأول مرة بالمنطقة في أرض السواقي والوادي مثل: العدس، والفول المصري، والحرجل ، والبطيخ، وبعض الفواكه كالبرتقال والموز، والأعلاف بأنواعها، هذا إضافة إلى معرفتهم التامة لزراعة النخيل والقمح والذرة بأنواعها، وقد نجحوا نجاحا منقطع النظير ، أشاد به القائمون على أمر البنك الزراعي بالمنطقة، والخبراء الزراعيين الذين زاروا المنطقة.
بدأت الزراعة بعتمور في أرض السواقي - الأراضي الممتدة  من النيل إلى درب الشارع - بالمشاريع الزراعية الأهلية الكبيرة، وكان أولها مشروع أولاد محمد ود عبد الله المثلابي وشركاؤهم أبناء عمومتهم أولاد مصطفى ود عبد الله في مساحة ممتدة من المسيد شمالا إلى السعداب جنوبا، و كان من أشهر  الإداريين في هذا المشروع الزراعي  الرائد بعتمور بدار الرباطاب بالسودان الحاج محمد عبد الله و الراحل المقيم  المرضي ود عبد الله أبو نجم الدين ( مقيم في الشرام/بربر بالسودان)، فمشروع خدر ود علي، ، ثم مشروع عرديب ود الحاج، ثم تعددت المشاريع في عتمور، وأصبحت كل ساقية من سواقي عتمور تعتمد على ري ذاتي، بواقع وابور لستر أو اثنين.
 ولابد من ذكر أسماء بعض أبناء عتمور المعروفين بتخصصهم في هندسة وصيانة وتشغيل الوابورات الزراعية على مختلف أنواعها ومنهم على سبيل المثال : الحسن السهيلي الحسين، محمد يوسف الماحي ( ود المك)،عبد الرحمن محمد علي جقلبية،حسن محمد علي جقليبة، عبد العظيم محجوب مكي، محمد عبد المالك، محمد أحمد العبد،حسب القادر العبد، عبد الرحيم المنصور، عبد الرحيم السهيلي الحسين، السفاح جاد الرب، الربيع ود عمارة، عبد الواحد محجوب مكي، النجومي ود حسن ود البشير، حبوب محمد علي مصطفى الناجي... وغيرهم.
 وكذلك تحول نمط الزراعة في أرض السواقي بعتمور  من زراعة المحاصيل كالقمح و الذرة إلى زراعة النخيل والمحاصيل البستانية، والآن تحولت أراضي السواقي في عتمور إلى مزارع وجناين نخيل وبساتين، خاصة بعد تحول المساكن إلى ما بعد درب الشارع في المخطط العمراني الجديد لعتمور.
وأما أرض وادي عتمور، ومنذ مطلع الستينيات كانت تروى بواسطة مشروع أحمد محمد كرز - رائد المشاريع الزراعية الأهلية الكبيرة في منطقة الرباطاب بمحافظة أبوحمد بولاية نهر النيل بالإقليم الشمالي بالسودان - وكان هذا المشروع يعتمد على نمط زراعي واحد هو زراعة الفول السوداني عالي الجودة والذي اكتسب شهرة عالمية ( صنف كرز).
وكان من أشهر الإداريين في مشروع كرز الزراعي: عمر أحمد محمد كرز، و قاسم أحمد محمد كرز، و عبد الوهاب عثمان طه، و كباشي، و إبراهيم هارون، و الشيخ هلال ود المصباح ... و غيرهم.
 وانتعشت المنطقة كثيرا نتيجة للمردود المادي والإقتصادي الجيد لهذا المحصول، إلا أن هذا المشروع قد توقف في السنوات الأخيرة؛ لأسباب كثيرة، إلى أن قام مشروع عتمور الزراعي الجديد تحت إدارة أبناء المرحوم عباس علي مصطفي في عام 1988م، وقد أحدث هذا المشروع نقلة كبيرة ، واستحدث أنواعا جديدة من المحاصيل وأهمها العدس، والبطاطس، وتحول أبناء عتمور للزراعة في هذا المشروع في سنواته الأولى، وأما حديثا فاقتصر دوره على زراعة المحاصيل البستانية كالبرتقال والمانجو، وتوسع كثيرا في زراعة النخيل بأنواعها وصنوفها المختلفة، واعتمد بصفة خاصة على زراعة الأعلاف، وتربية الحيوان، على حساب المحاصيل الزراعية الأخرى كالقمح والذرة والعدس والفول السوداني.
التجارة في عتمور بدار الرباطاب بالسودان:
لم أدهش كثيراً لعدم وجود سوق في عتمور حتى الآن، بالرغم من تخطيطه وتحديد مكانه وتوزيع دكاكينه وحاراته في المخطط العمراني الجديد لعتمور والذي لم ينفذ حتى الآن، وذلك لاعتقادي بأن عتمور كلها سوق، وكانت مكتفية ذاتيا من سلع كثيرة ومنتجات زراعية مثل الخضروات والفواكه وخاصة الموز والبرتقال، ومنتجات حيوانية بوفرة كبيرة مثل لحوم الحيوانات ( ضأن وأبقار) والدجاج والأسماك، وأما الكماليات الأخرى فكانت تأتيها باللواري المحملة بالبضائع يوميا من عطبرة والخرطوم بواسطة تجار من منطقة عتمور ومن خارجها؛ وأهل عتمور لهذا السبب لا تجدهم يرتادون كثيرا الأسواق القريبة منهم، في أمكي وكرقس، وسوق الثلاثاء والأربعاء وسوق مقل. وحديثا ومن نعم الله على أهل عتمور خاصة ومنطقة الرباطاب عامة ، أن جاد باطن الأرض بمعدن الذهب النفيس، فوسع الله في رزقهم وزادهم خيرا وبركة، ولله الحمد والشكر.
وتتوزع دكاكين ومتاجر عتمور بدار الرباطاب بالسودان، وتتنوع على امتدادها، ومنها على سبيل المثال:
- دكان عبد الله ود الأمين ود أحمد ( الحفافير).
- دكان عباس الجزولي ( الكركراب).
- دكان أبشر محمد أبشر ( الصالحاب).
- دكان مقداد الرفاعي علي ( الصالحاب).
- دكان أحمد الرفاعي علي ( الصالحاب).
- دكان مصطفى محمد التوم ( الصالحاب).
- دكان خضر علي مصطفى ( الصالحاب).
- دكان مصطفى أحمد الهدع ( الكوليب).
- دكان ابراهيم أحمد الهدع ( الكوليب).
- دكان السر حبوب ( المسيد).
- دكان دياب بخيت ( الأقروساب).
- دكان الحاج محمد عبد الله ( القولة ).
- دكان المصطفى محمد صالح ( القولة ). 
- دكان عبد الله محمد عبد الله ( القولة). 
- دكان دقرشاوي سمساعة ( القولة ).
- دكان منصور ود إبراهيم ( نواة ). 
- دكان علي ود أبولكيلك ( الزغولة نمرة 1).
- دكان الحسين أحمد بطران ( الزغولة نمرة 1).
- دكان حسين الحاج الحسين أيوب( الزغولة نمرة 1). 
- دكان رحمه حمد السيد ( الزغولة نمرة 2 ). 
- دكان خالد محمد ( الزغولة نمرة 2).
- دكان مصطفى المرضي ( الزغولة نمرة 3). 
- دكان محمد ود المصطفى ( الزغولة نمرة 3). 
- دكان عبد الدائم ود سلمان 
( من أمكي)، ( السعداب).
- دكان بابكر ود حاج نور ( الخلوة أم راو ).
- دكان عرديب ود الحاج ( الدياييب ). 
- دكان أولاد عبد القادر ( التويراب ). 
- دكان الغريب ود عبد الله ( التويراب).
- دكان خالد ود عبد الله ( التويراب ). 
- دكان علي الحداد ( التويراب).
- دكان الخليفة أبو زوائد ( البديوين ). 
- دكان هاشم ود الحسين ( البديوين ).
- دكان الخليفة أحمد الكدب ( السنيبلة ).
- دكان العوض الطيب ( العابداب ). 
- دكان مصطفى ود الأمين ( العابداب). 
و في أم غدي شرقي عتمور بدار الرباطاب:
- دكان عباس ود علي ود مصطفى
 (أم غدي/عتمور شرق). 
- دكان خالد ود محمد 
( أم غدي/عتمور شرق ).
- دكان عبد الله محمد علي مصطفى
(أم غدي/عتمور شرق).
ومن  الدكاكين خارج عتمور بدار الرباطاب:
- دكان عبد الله محمد عبد الله( سوق أمكي).
- دكان بابكر سعيد عبد الحليم(حلة حاج التوم).
- دكان إبراهيم علي مصطفي( الكرمبساوية).
دكاكين وأماكن بيع اللحوم في عتمور: 
- جزارة حسن محمد عبد اللطيف الحجازي 
( الكركراب).
- جزارة مقداد  الرفاعي علي مصطفى 
( الصالحاب).
- جزارة الياس سليمان
و عبد العاطي سليمان ( عطوي)
( الشريشاب).
-  جزارة عمر السهيلي الحسين 
( التويراب ).
دكاكين وأماكن بيع الأسماك في عتمور: 
- مكان بيع أسماك مصطفى ود المأمون 
( السعداب).
دكاكين الترزية ( خياطة الملابس) في عتمور:
- دكان حبوب ود الحسن ود سر الختم
 ( من أمكي) في دكان خدر ودعلي ( الصالحاب).
- دكان عثمان  اسماعيل  بخيت   ( الأقروساب ).
- دكان طيفور علي أبولكيلك ( الزغولة نمرة 1 ).
- دكان عبد الرحيم الحاج محمد (ا لزغولة نمرة 3 ) .
- دكان جعفر هاشم الحسين ( البديوين ).
- دكان محمد الأمين علي الحداد ( التويراب ).
دكاكين(صوالين )  الحلاقة في عتمور:
- دكان ( صالون ) محمد علي رحمه القمرديقي 
 ( السنيبلة).
دكاكين و ورش الحدادين في عتمور : 
- دكان علي الحداد ( التويراب) .
- ورشة محمد عبد الله الأمين أحمد ( الحفافير ).
- ورشة خليفة علي حاج الأمين.
دكاكين ومحلات النجارين في عتمور:
- محل نجارة إبراهيم يوسف المأمون ( السعداب).
- محل نجارة علي الصافي ( الحفافير ).
- محل نجارة محمد أحمد ابراهيم من أمكي
  مع دكان خضر علي مصطفى ( الصالحاب).
وهكذا بدت عتمور سوقا كبيرا كما ذكرت، وإذا عادت هذه الدكاكين والمتاجر إلى سابق عهدها في عتمور ، هل سيستوعبها جميعا السوق الجديد المقترح؟.
طواحين الدقيق التجارية في عتمور
 بدار الرباطاب بالسودان:
- طاحونة حبوب محمد علي مصطفى الناجي 
( المسيد).
- طاحونة التعاون ( العباسي).
- طاحونة الحاج محمد عبد الله ( القولة ).
- طاحونة أولاد محمد ود المصطفى
 ( الزغولة نمرة 3).
- طاحونة محمد علي مصطفى 
(أم غدي / عتمور شرق).
المخابز التجارية في عتمور 
بدار الرباطاب بالسودان:
- مخبز  خضر علي  مصطفى  ( عتمور شمال ).
- مخبز  عبد الله محمد عبد  الله  ( عتمور شمال ).
الصناعة في عتمور بدار الرباطاب بالسودان:
سادت صناعة السعفيات بين جميع النساء قديما في عتمور بدار الرباطاب بالسودان، ومنها صناعة: البروش، وتقروقات الصلاة، والعتانيب، والنطوع، والقفاف، واللقاطات، والحبال، والهبابات، و الكباديق؛ وذلك لوفرة سعف وليف النخيل في عتمور، وكثرة نبات الحلفا وأشجار الدوم في أم غدي، ومما يجدر ذكره أن كل هذه المنتجات السعفية يتم تسويقها في عتمور - اكتفاء ذاتي -.
ومن أهم الصناعات التي سادت قديما في عتمور بدار الرباطاب بالسودان أيضا، صناعة الفخار، وكان مركزها في الحفافير شمالي عتمور؛ لوفرة طين البقادة، وكان من أشهر صانعي الأزيار الفخارية عالية الجودة والصنعة ( مريدابي) وهو من منطقة الغابة قريبا من أبي حمد، ولا تضاهيها في جودة الصنعة إلا أزيار حاج منداس والتي شاهدتها في أم مردي غربي أبي هشيم.
و من الصناعات الحرفية و التقليدية الهامة  في عتمور بدار الرباطاب بالسودان صناعة "شباك صيد الأسماك"  ، ويعتبر مصطفى ود المأمون من أعيان عتمور ( مقيم الآن في دارمالي/عطبرة/ بالسودان) رائد هذه الصناعة في عموم عمودية عتمور بدار الرباطاب بالسودان، و تميزت شباكه بمهارة و دقة و إتقان الصنعة مع جودتها و تباين أنواعها و أحجامها و أشكالها، فعرفت و اشتهرت هذه الصناعة الرائدة في دار الرباطاب بالسودان باسم - ماركة مسجلة - ( شبكة ود المأمون ) أو ( شباك ود المأمون)، و كان مركزها في السعداب بعتمور بدار الرباطاب بالسودان.
و أما في مجال البناء و العمارة  و التشييد،  فاشتهر الكثير من أبناء عتمور في هذا المجال و منهم على سبيل المثال: مصطفى و د المأمون، و محمد محمد صالح ود صويحب،  و حسن و عبد الرحمن جقليبه، و محمد عبد اللطيف ود الحجازي، و الأمين ود عبد القادر، و ياسين ود الفقير،   و الحسين بابكر القنديل،  و الحسن الحسين جقليبه ... و غيرهم.
وتعتبر صناعة الخبز في عتمور بدار الرباطاب بالسودان  من الصناعات المهمة والحديثة في عتمور بدار الرباطاب وازدهرت وتطورت كثيرا بفضل المعلم الكبير/ محمد بابكر القنديل من أبناء عتمور بدار الرباطاب بالسودان ( مقيم الآن في الخرطوم ). وبعتمور مخبزان، لأصحابها خضر علي مصطفى وعبد الله محمد عبد الله. وتعتبر فرحين بنت عبد اللطيف  الحجازي رائدة صناعة الخبز بالكركراب بعتمور بدار الرباطاب بالسودان. ومن أشهر موزعي الخبز في عتمور بدار الرباطاب بالسودان عبد الله أحمد محمد رضوان ( كاشاني). 
ومن أهم الصناعات التي تفردت بها منطقة عتمور بدار الرباطاب بالسودان ، صناعة المراكب الشراعية، وكان أهم منشار لصناعة المراكب في الشريشاب في عتمور، ومن أمهر صانعي المراكب الشراعية في عتمور، حسن وعبد الرحمن جقليبة، وحمزة ود إبراهيم، والياس ود سليمان، وفضايلو ود أحمد، وحاج نور ود حمد ود مصطفى، وهاشمي ود الحسين، و مختار ود الفكي، و سعد جبارة.
وحديثا دخلت صناعة العجوة في عتمور بدار الرباطاب بالسودان؛ لوفرة التمور وخاصة أصناف المشرق  ود خطيب  وود لقاي، وعرفت هذه الصناعة بتعبئة التمور في كراتين، ومن أشهرها في عتمور، كراتين عجوة أولاد خضر علي مصطفى، و كراتين عجوة أولاد عبد الله محمد عبد الله، وكراتين عجوة أولاد عباس علي مصطفى وكراتين عجوة أولاد محمد علي مصطفى بأم غدي وغيرهم، وجميعها من أصناف التمور عالية الجودة، ومعروفة تجاريا -  ماركة مسجلة -   بديباجة عجوة رباطاب " صنع في عتمور".

ُE- mail: abdulhaleamibrahim@hotmail.com
Facebook.com                   Ibrahim  Osman






السبت، 16 يوليو 2011

المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ( 1 )

العمارات والتوسعات المتتالية للمسجد النبوي الشريف عبر العصور:
( عبد الحليم، ابراهيم عثمان سعيد: الدور السعودي في حفظ الأماكن المقدسة و الآثار الإسلامية في المدينةا المنورة، رسالة ماجستير 2006م )
ولأهمية المسجد ودوره في الدولة التي أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، فقد أسس هذا المسجد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قلب المدينة المنورة من ناحيتها الشرقية في السنة الأولى للهجرة ( هذه بلادنا،1420 هـ / 1999م ص 42 عن ابن كثير) ، وبنى الرسول صلى الله عليه وسلم حول مسجده حجرا لتكون مساكن له ولأهله، وكانت مساكن قصيرة البناء قريبة الفناء ( ابي الفداء ابن كثير، 1407هـ / 1987م ص 313 ).
وكما هو معلوم فإن المدينة مسورة، ومسجد النبي، عليه السلام، في وسطها، وقبره في شرقي المسجد، وبجنبه قبر أبي بكر ( رضى الله عنه ) ، وبجنب قبر أبي بكر قبر عمر ( رضى الله عنه )؛ مما أضفى قدسية على المدينة المنورة، وأصبح المسجد معروفا ( القزويني 1380هـ / 1990م ص 108)، وإذا أطلق لفظ المسجدان أريد به مسجد مكة والمدينة، وأما مساجد المدن الجوامع فتذكر عادة مع المدن ( الحموي، معجم البلدان 1376هـ / 1957م ص 124).
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها: ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى"، رواه البخاري ، عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي هذا". وأن الحديث ورد أيضا في صحيح مسلم.
وأما العمارات والتوسعات المتتالية للمسجد النبوي الشريف منذ تأسيسه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى التوسعة السعودية الثانية، فبيانها كما أوردها عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين في ندوة العناية بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة عام ( 1423 هـ ) كما يلي: ( عبد الحليم، إبراهيم عثمان سعيد، الدور السعودي 2006م).
المرحلة                      السنة الهجرية               المساحة بالمتر المربع
بناء الرسول صلى الله عليه وسلم       1 - 7 هـ           2475
زيادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه     17 هـ          1100
زيادة عثمان بن عفان رضى الله عنه    29- 30 هـ       0496
زيادة الوليد بن عبد الملك                  88- 91 هـ       2369
زيادة المهدي العباسي                    161- 165 هـ     2450
زيادة السلطان أشرف قايتباي               888 هـ         0120
زيادة السلطان عبد المجيد العثماني   1265- 1277 هـ  1293
زيادة التوسعة السعودية الأولى            1372هـ         6024
الملك عبد العزيز والملك سعود
إضافة مؤقتة في عهد الملك                1394 هـ        40500
فيصل بن عبد العزيز
إضافة مؤقتة في عهد الملك                1397 هـ        43000
خالد بن عبد العزيز
التوسعة السعودية الثانية في عهد     1405/ 1414 هـ  82000
خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز
المساحة الحالية للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة 98327
ويلاحظ من بيانات وتفاصيل العمارات والتوسعات المتتالية للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة أنه لم يبق حاليا من كل العمارات والتوسعات السابقة للمسجد النبوي الشريف والتي تمت في الفترة  من  عام  1 هـ  وإلى عام 1265هـ  إلا الجزء القبلي من العمارة المجيدية ( 1265هـ / 1277هـ ) ، والواقع أن العمارة المجيدية كانت من القوة والاتقان والمتانة ، بحيث أبقي على قسم كبير منها عند تنفيذ أولى التوسعات السعودية عام ( 1373هـ / 1953م)، وكانت التوسعات السعودية تبدأ مما أبقي عليه من العمارة المجيدية ( وزارة الإعلام، هذه بلادنا، ص 105)، ومن أفضل الآثار التي سجلتها هذه العمارة وحافظت عليها ما كتب على جدران المسجد من سورة الفتح ، وقصيدة البردى، وأسماء الله الحسنى، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت عمارة السلطان عبد المجيد آخر توسعة للمسجد النبوي الشريف قبل التوسعة السعودية الأولى عام ( 1372هـ )، ( وزارة الإعلام، 1421هـ/ 2000م، الحرمان الشريفان، ص 32).  
ويلاحظ أيضا من بيانات العمارات والتوسعات المتتالية للمسجد النبوي الشريف كما وردت في (ندوة العناية )؛ أن التوسعة السعودية الثانية ( 1405 هـ / 1414هـ - 1984م/ 1994م، هي أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف في التاريخ، وعرفت بالتوسعة الكبرى، والتوسعة الثانية ، وتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وبلغت مساحتها 82000 مترا مربعا، بينما المساحة الكلية والحالية للمسجد النبوي الشريف 98327 مترا مربعا.
وكنت قد لاحظت عند زيارتي للمدينة المنورة في حج عام 1415 هـ / 1995م اللوحة التذكارية التي وضعها الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود عام 1373هـ / 1953م، إيذانا ببناء التوسعة السعودية الأولى ، وبها أربعة أحجار، وتوجد هذه اللوحة كما شاهدتها داخل المسجد النبوي الشريف وعلى بعد 16 عمود تقريبا يمين باب الهجرة للداخل من الأمام.
ولاحظت أيضا في حج  نفس العام  1415هـ / 1995م أن  اللوحة التذكارية لوضع حجر الأساس للتوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي الشريف ( الجمعة 9/2/ 1405هـ - 2/11/ 1984م)،( توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز) قد وضعت على الجدار الخارجي للمسجد النبوي الشريف يمين باب السلام. وشاهدت أيضا في نفس العام  اللوحة التذكارية ( آخر لبنة ) في التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي الشريف ( الجمعة 4/11/1414هـ - 15/4/1994م) ( توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز) قد وضعت على الجدار الخارجي للمسجد النبوي الشريف أمام باب بلال رقم ( 38) . ( عبد الحليم، إبراهيم عثمان سعيد، الدور السعودي 2006م). وهكذا تقف هذه اللوحات التذكارية شاهدا على الدور السعودي في حفظ الأماكن المقدسة والآثار الإسلامية بالمدينة المنورة؛ خدمة للإسلام والمسلمين.
abdulhaleamibrahim@hotmail.com
توسعة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود المسجد النبو ي الشريف 
المراجع:
- الحموي، شهاب الدين بن عبد الله ياقوت، معجم البلدان، المجلد الخامس، بيروت، دار صادر للطباعة والنشر، دار بيروت للطباعة والنشر، 1376هـ / 1957م.
- القزويني، زكريا بن محمد بن محمود" تصنيف"، بيروت، دار صادر للطباعة والنشر، دار بيروت للطباعة والنشر، 1380هـ / 1960م.
- ابن كثير، أبي الفداء اسماعيل، السيرة النبوية" تحقيق مصطفى عبد الواحد"، الجزء الأول، الطبعة الثالثة، بيروت - لبنان، دار الرائد العربي، 1407هـ / 1987م.
- وزارة الإعلام، هذه بلادنا، المملكة العربية السعودية، وكالة دار الصحراء السعودية، 1420هـ / 1999م.
- وزارة الإعلام، الإعلام الخارجي، المملكة العربية السعودية، الحرمان الشريفان، الطبعة الخامسة، الرياض، وزارة الإعلام، 1421هـ / 2000م.
- الحصين، عبد العزيز بن عبد الرحمن، ندوة العناية بالمسجد النبوي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، المدينة المنورة في 1/3/ 1423هـ، الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، المملكة العربية السعودية.
- عبد الحليم، إبراهيم عثمان سعيد، الدور السعودي في حفظ الأماكن المقدسة والآثار الإسلامية بالمدينة المنورة ، رسالة ماجستير غير منشورة في التاريخ الإسلامي، كلية الدراسات العليا، جامعة أم درمان الإسلامية، أم درمان، السودان، 2006م.